حصول رضا النفس وطمأنينتها في الدنيا لمن رضي الله عنه.
ويجب أن يعلم أن هذه الغاية –رضا الله-التي جعلها أهل الحق نصب أعينهم-بل جعلوها أم الغايات-للسباق إلى العقول بالحق هي التي يتحقق بها الاطمئنان والسعادة والرضا لمن حققها، ويدل على ذلك أمران:
الأمر الأول: نصوص الكتاب والسنة، ما ذكر هنا منها وما لم يذكر، وبخاصةٍ قوله تعالى: ((رضي الله عنهم ورضوا عنه..)).
وإن صاحب هذه الغاية ليجد الرضا في نفسه والطمأنينة والسعادة في أشد الظروف امتحانا وابتلاء، يتضح ذلك بتأمل قوله تعالى-مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيه من اقتدى به من أمته-: ((فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)). وفي معنى ذلك قوله تعالى: ((ألا بذكر تطمئن القلوب)).
الأمر الثاني: شهادة الواقع فما من أحد سعى للوصول إلى هذه الغاية-سواء كان فردا أو أسرة أو أمة-إلا وجد في نفسه الرضا الطمأنينة والسعادة، وإن الذين ينأون بأنفسهم عن هذه الغاية ليحرمون أنفسهم من الرضا والطمأنينة والسعادة، مع كدهم واجتهادهم في الحصول على الرضا والطمأنينة والسعادة، عن غير هذه السبيل العظيم.
وبهذا يعلم أن أهل الحق عندما يسابقون بالحق إلى عقول الناس إنما يبتغون للناس الوصول إلى هذه الغاية ليتحقق لهم الرضا والاطمئنان والسعادة، إذ كلما كثر أهل هذه الغاية زادت في الأرض هذه المعاني التي ينشدها كل الناس.
وإذا كان رضا الله هو الغاية العليا الشاملة لكل غايات أهل الحق من سباقهم إلى العقول، فما الغايات التي تتفرع عن هذه الغاية وتعتبر وسائل لتحقيقها-وإن كانت كل واحدة منها غاية بذاتها-؟
الغايات المتفرعة عن الغاية العليا:
من أهم الغايات المتفرعة عن تلك الغاية ما يأتي:
أولا: تبليغ رسالات الله إلى الناس.
ثانيا: إقامة الحجة على الخلق.
ثالثا: إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
رابعا: تحقيق توحيد الله في الأرض.
خامسا: غرس الإيمان بالغيب في النفوس.
سادسا: تحكيم شرع الله في حياة الناس.
سابعا: تثبيت الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من الكافرين.
ثامنا: غرس الأخلاق الفاضلة ومطاردة الأخلاق الفاسدة.
تاسعا: طلب العزة من الله وحده..
عاشرا: القيام بالخلافة في الأرض على أساس هدى الله.
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️