لمحتها في مجلس النساء .. فوق شفتيها ابتسامة الحكماء .. تتكلم بهدوء وروية .. نظراتها تأسر الفؤاد .. تشعرين بالإنجذاب نحوها من أول نظرة ... سلمت عليها .. وسألت عن حالها .. وبعد لحظات من الصمت .. وجدت نفسي
اخفض رأسي حياء منها فهي مع كل ما ذكرت .. لها هيبة وتشعرين أن كل من في المجلس يحترمها ويقدرها ... الكل يسعى للقيام بواجب ضيافتها .. مع أنها أصغر مني ؟؟ وقد كنت أعرفها منذ زمن ... هي لم تكن كذلك ... حتى طفلتي الصغيرة تقول ... ماما صحبتك مرة طيبة ... ووالله أرى وجهها منيييير ويبعث الراحة في النفس ..إضافة إلى الجمال الذي سلب عقلي وفكري ... سبحان الله .. هي لم تكن كذلك ؟؟؟ ماذا فعلت ؟؟ ما هذا الوقار .. ؟؟لماذا لا استطيع أن أبتعد عنها ..
سألتها عن نشاطاتها و أعمالها .. كل شي على ماهو عليه ...! لا يوجد شيء جديد ..!
وبعد أن رأت في وجهي الحيرة .. ابتسمت فشعرت بنظرتها أنها تقول لي فهمتك !!
آه .. قطع حديثها هاتفها .. فردت ... بصراحة كان صوته عاليا .. وهو يقول .. حياتي والله اشتقت لك ... وما حبيت أرجع بدونك ... أنا منتظرك في الأسفل ... وردت وقد بدا الحياء في وجهها ... طيب تبغاني أنزل الحين ؟؟ توني جيت ... استحيت وقمت من جوارها .. وفي عقلي ألف سؤال وسؤال ... كانت دوما تشكي من مشاكلها مع زوجها .. ومن إزعاج أبناءها ... سبحان مغير الأحوال اللهم بارك لها وارزقني مثل ما رزقتها .. وعلى عجالة سمعتها تودع صاحبة المنزل .. وهي تعتذر من قصر زيارتها... الأولاد وحدهم في البيت .. ومافي أحد معاهم .. الكل قام ليودعها .. حتى من لم يعرفها ..هنا ابتسمت لها مودعة .. نظرت إلي وهي ترتدي عبائتها ..متى تكوني فاضية ابغى اتصل بك ... شعرت بالفخر .. تريد أن تتصل علي .. فقلت لها بدون شعور اتصلي في أي وقت ..ثم تداركت كلامي على استحياء إذا ممكن أنتظرك الساعة 9... لفت نظري تلك العباءة الساترة المحتشمة .. سألت نفسي ..ربما التزمت وهذا هو السبب ... ولكن ما سر هذا الجمااااااال .. والله أرى حتى ملامحها تغيرت .. ربما عملية تجميل ..لا ألوم زوجها أبدا ..ماذا أقول لكم بعدما خرجت لم تذكرها أي وحدة في المجلس بسوء !!! الكل قال عنها كل خير .. الله أكبر .. كانت الساعة الثامنة ..آه يارب صبرني متى تصير الساعة 9 .. وبعدما عدت إلى المنزل كنت حريصة أن أكون بجوار الهاتف .. حتى لا يفوتني الإتصال المهم .. وعلى عجالة أطعمت طفلتي .. وبقيت في غرفتها حتى نامت .. ثم توضأت .. وإذا بالهاتف يرن ...ولم أشعر بنفسي مسرعة ورفعت الساعة لأسمع صوتها الدافئ السلام عليكم ورحمة الله .. أم أسماء .. ؟ رددت نعم نعم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. قالت لاتكوني مشغولة ؟؟ قلت .. لااااا أبدا بس كنت ابغي أصلي العشاء ..
قالت .. خلاص قومي صلي وبعدها اتصلي بي .. اغلقت الهاتف وكلي إصرار .. أن لاأتعجل الأمور فمن غير حالها سيغير حالي وشعرت باتزان غريب .. صليت وفي كل سجدة ادعي من الأعماق .. يارب يارب .. ويلجم لساني وتذرف دموعي .. لا تسألوني عن السبب لأني صدقا لا أعرفه !! وبعد الصلاة تذكرت مشكلتي مع زوجي .. وبدون إحساس وجدت نفسي أدعو له من أعماقي بعد ما كنت أدعو عليه ... وهنا اتصلت عليها .. وبمجرد أن ردت علي وبعد التحية والسؤال .. سألتها أريد أعرف السر ... ضحكت وقالت نعم بالفعل هو سر خطير .. وبعد لحظات من الصمت تابعت .. لم أكن أتصور أن الله سيغير حالي لهذا الحال وفي كل ساعة أرجوه أن يديم ما أراه من الخير علي .. والكريم سبحانه يدهشني بعطاياه ونعمه كل يوم ..قلت اللهم بارك اللهم بارك أنا معك .. قالت .. تصدقي كنت في ليلة من الليالي في خناق وخصام مع زوجي .. وإذا بي أخرج من الغرفة باكية إلى غرفة المكتب .. وفي خضم الحزن والبكاء .. وجدت ورقة أهدتني إياها إحدى الأخوات .. الله يبارك فيها ويجزيها خير .. مكتوب عليها (( يقول أحد السلف وهو ينظر إلى الشمس ويخاطبها: أيتها الشمس لقد أطلت المكوث، أما آن لك أن تتواري، ألا فلتغربي! فهو يريد أن يأتي الظلام حتى يصف قدميه بين يدي رب العالمين، فيعيش لذة لا يعلم مداها ولا يشعر بحلاوتها إلا من عاشها.
أيتها الحبيبة!
لقد وصف الله سبحانه وتعالى عباده المتقين فقال جل وعلا: 105 (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ) أي: في دار الدنيا، ثم بين سبحانه
وتعالى إحسانهم في العمل فقال: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، فهم يحيون الليل بالعبادة فلا تراهم إلا مستيقظين حين ينام الناس، ومنتبهين حين يغفل الناس، فترى نور الطاعة على وجوههم. قيل للحسن البصري -رحمه الله- التابعي الجليل: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.
هنا قاطعتها .. معقولة ؟؟ من قيام الليل لاإله إلا الله فردت وأكثر من ذلك قمت وتوضأت وصليت وكانت صلاتي كلها بكاء ونحيب لدرجة أني ماعدت أعرف أكمل تلاوتي .. لكن بكائي ما كان من المشكلة اللي كنت فيها .. كان من تقصييري في طاعته سبحانه وكأني مخلدة في الدنيا .. ومن يومها والله ماتركت قيام الليل كنت في البداية ركعتين ثم اربع وهكذا وفي رمضان لم أشعر بتعب مثل العادة بالعكس صرت أنشط لها وصرت من يومها كل ما دعوت الله لايردني خائبة فقررت أن أدل كل الناس عليها .. والله ركعتين في جوف الليل كنز عظيم وخير كبير لا تفوتيه وسترين الخير كل الخير في كل من حولك
ملطوش لعيونكم
بنت طيب @bnt_tyb_4
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
(نوووشه)
•
الصفحة الأخيرة