السر المفقود...........

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

السر المفقود

( قصة قصيرة )

كان محمد فتىً مؤمناً .. يحب الله ورسوله أشد الحب وأصدقه ، علمه والده ذلك وربطه بخالقه منذ ولادته ، رغم أنه عاش في مجتمع تقليدي ، كان التدين عندهم بالوراثة ، إلا أنه أصر على أن تكون علاقته متميزة بربه ، فاجتهد في تعلم القرآن وحفظه والتمسك بالسمت الإسلامي في كل شئونه ، حتى أشتهر بين الناس في الحي الذي يقطنه بحسن سلوكه وجميل صفاته ، فأحبه جميع سكان الحي وكان هو لا يألو جهداً في مساعدة من يحتاج المساعدة منهم ، ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم كما أمره بذلك نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( بالمناسبة سماه والده محمداً تيمناً بالرسول صلى الله عليه وسلم )

كانت حياته في طفولته بسيطة وهادئة ، لم يتخللها شيء من منغصات ومكدرات الحياة ، ربما لأنه عاش في كنف أبوين حنونين ، وربما لأن سنه الصغير في ذلك الوقت يجعله ينظر للحياة بمنظار الأمل والتفاؤل ولا يرى جانبها المظلم المطبوعة به

كان برنامجه اليومي لا يتجاوز ثلاثة أماكن :
البيت – المسجد – المدرسة وأحياناً يذهب مع والدته لزيارة بعض أقاربه في الحي المجاور لحيه
الوقت الأكبر كان يقضيه في المسجد قارئاً للقرآن أو مسترجعاً محفوظه منه .. وفي وقت الإمتحان يستذكر دروسه فيه

في مرحلة الشباب بداءت تبرز مواهبه مابين إمامة الناس في الصلاة وخاصة في شهر رمضان وبين الكتابة الأدبية وقرض الشعر ، أحبه الناس لذلك وقبل ذاك لأخلاقه العالية وتدينه
كل ذلك زاد من حب الناس واحترامهم له ، وزاد من علاقاته الاجتماعية وتعدد معارفه وتنوع طبقاتهم

وكلما تقدم في العمر ، اتسعت دائرة معارفه وازدادت مشاغله وهمومه!
يتذكر في صباه ، أشياء جميلة وذكريات رائعة فيحنّ لها
ويود لو تعود ، ولا يعرف لماذا لم يعد يشعر ويحس بها؟!
يتذكر في صباه ذلكم الخشوع واليقين الذي يحس به في الدعاء
عندما يلتجئ في الملمات لربه الرحيم ، فيكشف ما به من ضر.. في شبابه تتكرر الحوادث وربما بشكل أفظع!
وتعود صورة ذلكم الشاب المتبتل والواقف إمام ربه يدعوه في صلاته
وتبطئ الإجابة!!

ويتسأل في إحدى ليالي قيامه متحسراً :
ماالذي حدث لي حتى فقدت لذة المناجاة وبركة الدعاء؟!
ولماذا تبطئ الإجابة؟!


كرر تلك الأسئلة طوال الليل .. ولم يعرف السر!
أعاد شريط حياته كاملاً
طفولته .. شبابه .. كهولته ، ولم يعرف السر! ..

مرت الساعات وجاء السحر وهو على سجادة الصلاة!!
أكثر من الاستغفار والدعاء والتضرع لربه الودود اللطيف
وقبل الفجر عرف السر!!
فيما مضى كان يصدق الالتجاء لله ويخلص عمله كله لربه ، فلا خوف ولا رجاء ولا اعتماد ولا توكل إلاّ على ربه ولا يشرك به شيئا
أما في شبابه
فقد كثر أنصاره وأعوانه كما ظن
فضعف التوكل ، وفتر الدعاء
وتسلل الشرك الأصغر إلى قلبه فكاد يفسده
فحرم لذة المناجاة وسرعة الإجابة
سالت الدموع من عينيه غزيرة في تلك الساعات الهادئة
تمتم بألم وحسرة :
كدت أهلك نفسي!!
.. ثم رفع يديه إلى السماء داعياً :
اللهم لا تكلني إلى نفسي ، أو إلى أحدٍ من خلقك طرفة عين

ويرددها مراراً !!


منقول
5
686

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هللو كيتي
هللو كيتي
حلوة القصة
ندى التميز
ندى التميز
تسلمين جزاك الله خير
دودوحبيبي
دودوحبيبي
شكرالمروركم................
(((لولو)))
(((لولو)))
اللهم لا تكلني إلى نفسي ، أو إلى أحدٍ من خلقك طرفة عين
بوتيك مودرن
بوتيك مودرن
استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليع