السعادة أسهل روشتة للحفاظ على صحة الحامل و طفلها

أثبتت العديد من الدراسات أن الحالة النفسية للمرأة الحامل يمكن أن تؤثر على الجنين .
و ينصح كثيرمن الأطباء بضرورة أن تسترخى الأم و تبتعد عن الضغوط النفسية قدر الإمكان .
و كما نرى أن المرأة الحامل تهتم أكثر بحالة الجنين والتجهيزات المناسبة لإستقباله. فهى تهتم بالأشياء التى تحتاج لشرائها مثل السرير، عربة الطفل، الملابس، .. الخ. وفى ظل هذه الإستعدادات والإلتزامات والقلق، تتجاهل الحامل أهمية حالتها المزاجية والنفسية التى تؤثر تلقائياً على الجنين.

و قد أجريت حديثاً العديد من الأبحاث التى تثبت أن العوامل الوراثية ليست فقط هى ما يحدد الطباع المزاجية للطفل ولكن الأهم هى البيئة التى توفرها الأم لجنينها وهو ما زال فى رحمها. فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذى يحتوى على كل العناصر الغذائية والفيتامينات التى تحتاجها الأم وجنينها، وبالإضافة إلى حرص الأم على مزاولة الرياضات المناسبة للحمل مثل المشي أو تمارين ما قبل الولادة، فإن الحامل تحتاج أيضاً لملاحظة حالتها النفسية. إن التعرض للكثير من الضغوط يؤدى إلى إفراز هرمونات معينة تمر إلى الجنين من خلال المشيمة، وبالطبع فإن آخر ما تريده الأم هو أن تعرض طفلها للقلق والضغط النفسى.

و هناك العديد من الأشياء التى تؤدى إلى إحداث القلق و الضغط النفسى للحامل ، خاصةً فى ظل الإيقاع السريع للحياة التى نعيشها الآن. وقد يكون السبب فى إحداث هذا الضغط النفسي ؛التلوث الضوئي والسمعي، العمل، الأبناء الآخرين، مرض أو وفاة شخص عزيز .
ولكن العديد من الأبحاث تشير إلى أن التعرض إلى بعض الضغوط النفسية المتباعدة لا يضر الجنين ولكن ما يضره هو التعرض الدائم لها.
و هناك العديد من الأعراض التى تظهر على الطفل فى حالة تعرض الأم للضغوط النفسية :
إذا تعرض الجنين داخل الرحم إلى ضغوط نفسية مستمرة، فالأغلب أنه سيكون طفلاً عصبياً، تهدئته صعبة، لا ينام بسهولة، وربما يعانى من نشاط مفرط، وقد يعانى أيضاً من نوبات مغص نتيجة لحالته النفسية وعدم قدرته على تنظيم بكائه. فالطفل يكون لديه حساسية مفرطة تجاه البيئة المحيطة به، ويعكس ردود أفعاله تجاه تلك البيئة أو أى تغيرات تحدث فيها عن طريق البكاء.

و تؤكد د." كريمة خطاب" الأخصائية النفسية للأطفال أن الأم عندما تتعرض لضغط نفسى أو قلق أو إكتئاب فإن حركة الجنين تصبح أكثر نشاطاً وأقل استقراراً، وكلما زاد الضغط النفسى كلما أصبحت حركة الطفل أقل استقراراً لأن الطفل بدلاً من أن يهنأ بنوم هادئ وآمن، تقوم الهرمونات التى تدخل له من خلال الرحم بإزعاجه.

وتقول د." جانيت ديبيترو" أخصائية النمو أن الجنين يستجيب للحالة النفسية السلبية للأم والتى تؤثر بدورها سلبياً على حالته النفسية. وتوضح د. "جانيت" قائلة: نحن عادةً نعتقد أن شخصية الطفل ترجع إلى العوامل الوراثية، لكن أعتقد أن جزء كبير منها يعود إلى البيئة التى توفرها الأم للجنين وهو لا زال داخل رحمها."

كما تشير إحدى الدراسات إلى أن الأمهات اللاتى تتسم حياتهن بالمنافسة والعمل، واللاتى يتسم سلوكهن بالسرعة فى الأداء، والتصميم على التغلب على المشاكل غالباً ما يكون أطفالهن لهم نفس الحالة النفسية، أى يكونون أطفال حادين، متنبهين، وردود أفعالهم قوية تجاه البيئة التى يعيشون فيها، ولكن لا يعنى ذلك بالضرورة أن يكونوا كثيري البكاء وتهدئتهم صعبة.
و يعطى كثير من الخبراء بعض النصائح للمرأة الحامل ؛حتى يمكنها أن تستمتع بحملها دون قلق ؛كالآتى :

1)إن قلقك على حملك أو على جنينك سيزيد من ضغطك النفسى، فاسألي طبيبك عن كل ما يدور بذهنك من تساؤلات.

2)إقرئى قدر الإمكان، فستساعدك القراءة على الاسترخاء.

3)مارسى رياضة مناسبة، فالرياضة لن تفيد فقط الدورة الدموية والعضلات (خاصةً منطقة الحوض التي تحتاج للتقوية لتسهل الولادة)، ولكن تساعد الرياضة أيضاً على رفع روحك المعنوية. اليوجا رياضة ظريفة، فهي لا تساعدك فقط على الاسترخاء، ولكنها تريح أيضاً آلام الظهر .

4)إشركى زوجك أو المقربين إليك فى أحاسيسك خاصةً مشاعر الغيظ أو الضيق، فهذه المساندة المعنوية ستساعدك نفسياً.

5)احتفظى بنوتة مذكرات، فذلك يساعدك على كتابة الأنشطة اليومية التي تقومين بها والفضفضة عن مشاعرك خاصةً إذا كنت من النوع الذي يجد صعوبة فى الفضفضة مع الآخرين.

6)إذا عرض المحيطون بك عليك المساعدة وأرادوا الترفيه عنك، اسمحى لهم بذلك، فأنت تستحقينه!

7)أهم شئ هو أن تكونى سعيدة! فكلما كنت أكثر سعادة، كلما كان جهازك المناعى أقوى لك ولطفلك. انتهزى أى فرصة للسعادة واستمتعي بها.

و من المهم أن لا تنسى الأم أنها عاملاً مهماً فى التأثير على طفلها ؛ فيجب أن تحرص كل أم على سلامة نفسها أثناء فترة الحمل حتى لا تؤثر سلبياً على طفلها و تمنحه حياة أفضل .