--------------------------------------------------------------------------------
السعاده معنى يبحث كل الناس عنه في الدنيا والآخرة... وهذه السعادة هي مراد كل واحد فينا.. ولكن الناس في بحثهم عنها فريقان، فريق يريد الوصول إليها ولو كان طريق الوصول لا يرضي الله ورسوله، وفريق يبحث عنها وعينه على الله ورسوله.
فأين مستقر هذه السعادة؟ إنها ليست في اليدين ولا في الدم ولا في الملبس، ولا في الجدران، إن السعادة شعور لا يلمس وأي شعور لا يلمس مكانه في القلب.
فمن أين تأتينا السعادة إذن؟
قد يظن البعض أنها تأتي من كثرة المقتنيات، من السيارة الفارهة والزوجة الجميلة والشقة الفاخرة والمال الوفير، أن تستطيع أن تشتري أي شيء تريده وتملك أي شيء ترغبه ولو كانت السعادة كذلك لشقي أهل الأرض جميعًا إلا القليل منهم!! ولما وجدنا غنيًّا يشقى ولا فقيرًا يسعد وهذا ليس من حقيقة الحياة في شيء.
إن العلماء والصالحين حددوا لنا باب الوصول إلى السعادة بشيء اسمه (الرضا) وعرّفوه بأنه (سكون القلب بالقضاء وبالقدر)، أي أن يكون القلب ساكنًا خاشعًا مطمئنًا بالله مهما كان ما يجري عليه من قضاء أو قدر.. أي أن يكون في قلب الإنسان المؤمن سرورًا من أفعال الله في المنع والعطاء، لأن الابتلاء كما يكون بالمنع يكون بالعطاء وكم من إنسان شغله عطاء الله عن الله، وكم من إنسان قرّبه المنع من الله. فهناك من يكون العطاء سببًا في صلاح حاله وهناك من يكون المنع سببًا في صلاح حاله، وعلينا لنحصل على الرضا أن نعلم أن ما نحن فيه هو الخير لأن الله لا يختار لنا إلا الخير..
إن نعمة السعادة يتذوقها الإنسان عندما يشعر أنه في أفضل حال، وأنه لا أحدَ منعم عليه قدره حتى وإن تأخرت الأشياء التي يتمناها أو تأخرت الأشياء التي يتوق لحصولها، سواء زواج أو عمل أو كشف كُربة معينة أو نجاح.. أو غير ذلك من أمور الدنيا.
ولنعلم أن الطريق للسعادة ليس مفروشًا بالورود وإعطاء النفس كل ما تتمنى. بل هو طريق مجاهدة وصبر وذكر و وفكر. طريق مشقة من أجل إرضاء الله فيرضى عنَّا فيرضينا برضاه. فمن وجد الرضا في قلبه من الله فقد وجد السعادة كل السعادة، ومن لم يجده فما كُتِبت له وما أخذ منها ولو ملك الدنيا وما فيها.
ولمن يظن أن السعادة والرضا في العطاء الدنيوي من الله وأن مََن حرمه الله من شيء لا يجد الرضا أو السعادة
.
وأنت أيها الإنسان المسلم الذي لم ينل حظًّا من الدنيا ألا يكفيك أنه حين حرمك من بعض الأشياء قَسَم لك أن تطلب منه وتسأله من فضله. إننا يجب أن نرضى بما قسمه الله لنا ونعلم أنه ربما نرزق بشيء ويكون سببًا في تعاستنا. وربما يمنع الله عنا شيئًا ليكون المنع سببًا في سعادتنا وقربنا منه سبحانه.. "والله يعلم وأنتم لا تعلمون".
إن نعم الله علينا كثيرة لا تحصى، وعطاءه لنا لا يمكن حصره ولكن جُبِلت النفس على أن تنظر للمفقود فتشقى ولا تنظر للموجود فتسعد.. فإذا فاتك شيء ووجدت أنه لا سبيل لحصولك عليه فتذكر ما معك وما أعطاه الله لك ومن هنا تصل لباب الرضا ومن وجد باب الرضا فقد وجد السعادة.
فلنرضى حتى تطيب حياتنا وتطيب قلوبنا فالجنة لا يدخلها إلا الطيبون كما قال تعالى: "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ"..
ولنتذكر دائما أن الكارهين لا يسعدون والذين يحسدون الناس لا يسعدون والذين لا يجاهدون أنفسهم لا يسعدون. فلا سعادة بغير إيمان ولا إيمان بغير حب، ولا حب في وجود الكراهية والحسد. وكما قال النبي عن حال الإنسان في استقبال قضاء الله وقدره: "مَن رضِي فله الرضا ومن سخط فله السخط"..
فلنرضى، ولنحمد، لنسعد في الدنيا والآخرة
مقال مميزللداعية الشاب مصطفى حسني
تمنياتي لكم بالسعادة الابدية
قنبلة 99 @knbl_99
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️