عند أول نظرة على قسم الحياة الأسرية يدهش القارئ بكمية المشاكل المطروحة والاهم من ذلك نوعية المشاكل المطروحة وتفحص بسيط للمواضيع يجلك تعرف مكمن الخلل والذي يكمن للأسف الشديد في الفهم الغلط للحياة الزوجة
سهر ودلع وسفر وحب ورومانسية وليالي حمراء هي المرادف للزواج بالنسبة للكثيرات من بناتنا وأخواتنا قبل الزواج
منذ أن تبلغ الفتاة وأحلام اليقظة تراودها تنام وتستيقظ وهي تنتظر الفارس على جواده الأبيض ليحملها ويطير بها إلى القفص الذهبي المثالي و الخالي من المنغصات
تمر الأيام تطول أو تقصر لتجد الفتاة نفسها في مرحلة التجهيز لزواجها وهنا يبدأ مشوار آخر وهو تجهيزات العروس أفخم الملابس وأفخم العطور وآخر الصيحات واغرب التجهيزات واحدث الزفات لكن قليلات جدا هن من يبحثن ويقران ويتعلم
قليلات هن من يعرفن ماهية الزواج وحقيقة الزواج ومتطلبات الزواج
قليلات هن من تقران أو تحاولن أن تتعلمن ما تجهلنه عن شخصية الرجل
قليلات هن من يبحثن ليعرفن حقوقهن وواجباتهن
ونادرات جدا من تقرا عن العلاقة الزوجية وعن فنونها
الزواج ميثاق له حرمته واحترامه قال تعالى:( وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) سورة النساء
فهو ليس ليوم أو يومين وإنما هو شراكة لباقي العمر بسيئاته وحسناته يحلوه ومره وعلى المرء أن يتعلم كيف يتكيف مع جميع الحالات وتحت كل الضغوط وفي كل الظروف
الزواج مسؤولية كبيرة يجب أن نكون قادرين على تحملها
وهنا تحضرني قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما أتاه رجل وقد أراد تطليق زوجته لأنه لا يحبها فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ويحك. ألم تبن البيوت إلا على الحب فأين الرعاية وأين التذمم
والمقصود هنا أن الحياة الزوجية لا تبنى على الحب فقط ولكن على المودة والرحمة والتذمم وهو ميثاق الزواج الذي لا يجب أن ننقضه لأسباب بسيطة
بداية الزواج شخصين لكن نهايته عائلة بأسرها وأطفال هم أمانة بين أيدينا إن كانت الأسرة ملاذا آمنا ضمنا تربية حسنة وأطفالا سليمين جسديا ونفسيا وان كانت حربا ضروس فالخاسر الأكبر هم الأطفال ونتائج الحروب تظهر مع الوقت.
لذلك أخيتي راجعي حساباتك وحاولي أن تبحثي عن مكامن الخطأ والبداية تكون عبر فهم الطرف الآخر:
النقطة الألى فهم شخصة الزوج
في البداية وقبل كل شيء يجب أن نفهم أن شخصية الرجل تختلف تماما عن شخصية المرأة فلا يمكن أن نتوقع منه أن يفهم ما نفهمه ويحس بما نحس وان ينظر من منظورنا كنساء
فنحن كائنان مختلفان على سبيل في كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة والذي انصح كل امرأة بقراءته ليساعدها على فهم الطرف الاخر في هذا الكتاب حاول الكاتب ان يوضح الفروقات بين كل من المراة والرجل واختلاف نظرتهم ومعالجتهم للامور فمثلا عند أي ضغوط نفسية يفضل الرجال غالبا دخول كهوفهم كما أورد الكاتب كناية عن العزلة أو التكتم ليفكر في حل للمشكلة فيما تلجا المرأة للتحدث عن مشكلتها حتى ترتاح كما تم التحدث عن العاطفة بالنسبة للرجال والنساء فطبيعة الرجل انه يقترب ثم بتعد فتارة يبحث عن الاستقرار وتارة عن الاستقلال في حين أن المرأة إذا أحست أنها محبوبة ترتفع معنوياتها وإذا أحست بالعكس تفقد ثقتها بنفسها وتنكسر كالموجة وهنا لا تتذكر إلا ما تفقده في حياتها (السلبيات)
منظورنا للحب أيضا يختلف فكل منا يعطي ما يحب أن يحصل عليه فالمرأة بطبيعتها تحتاج إلى الرعاية وبالتالي هذا ما تعطيه تلقائيا فتبدأ بالنصائح والأسئلة والملاحقة فيشعر الرجل بعدم الثقة في حين ان الثقة هي تماما ما يحتاجه ويريده وليس ما تعطيه له ومن هنا لا يتقبل هو ما تعطيه الزوجة وأيضا لا يمنحها ما تحتاجه هي فتبدا المشاكل والسبب أن احدهما لا يفهم احتياجات الآخر ولا يلبيها وإذا فهم كل واحد احتياجات الآخر بإذن الله تختفي المشكلة
بعد أن تفهمي طبيعة الرجل بشكل عام يأتي دور الزوج لتتعرفي على شخصيته فحتى لو كانوا جميعا متشابهين ولكن يبقى بعد الصفات التي تختلف من شخص لآخر
النقطة الثانية الحقوق والواجبات
تعلمي واسألي عن حقوقك وتعلمي ابيضا واجباتك لان جهلك بها قد يكون سببا في تعاستك
ومن حقوق الزوجة على زوجها
- المهر وهو يكون بالاتفاق ولا يجوز لأحد أخده إلا برضاها فان تنازلت عنه أو أعطت جزءا منه برضاها فلا باس بذلك أما إن أخد عنوة فذلك لا يجوز
- النفقة وهي تشمل الكسوة والأكل والسكن والعلاج بحسب قدرته ويساره بالمعروف ولا يسقط هذا الحق إلا بنشاز الزوجة
-وأهم حقوقها المعاشرة بالمعروف والتي تكون بالخلق الحسن والتوسع في الإنفاق واستشارتها بأمور الأسرة إكرام أهلها واحترامهم الممازحة والملاطفة
ومن المعاشرة بالمعروف: أن يتزين لها كما يحب أن تتزين له
وكما لك حقوق فهناك أيضا واجبات فللزوج أيضا حقوق وقد تكون اعظم من حقوق الزوجة لقوله تعالى:
( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة )
- أولها وجوب الطاعة فمن حق الزوج على زوجته طاعته في ما يقول ويرى ما لم يخالف الشرع
" إن المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها – قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت "
- تمكينه مما يريده ومتى يريده ما لم يكن في مكان محرم (الدبر) او وقت محرم( أثناء الحيض ) فمن حق الزوج على زوجته أن يأتيها متى شاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح " رواه البخاري
- عدم إدخال احد يكرهه إلى بيته وعن جابر قال : قال صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " . رواه مسلم
- عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج: من حق الزوج على زوجته ألا تخرج من البيت إلا بإذنه
- وتبقى مهمة الزوجة الأساسية هي حسن التبعل لزوجها، وحسن إعداد بيت الزوجية ليكون المرفأ الذي يستريح فيه الزوج
وإذا خالفت الزوجة ذلك يجوز لزوجها تأديبها وذلك يكون بالموعظة ثم الهجران في السرير ثم الضرب ضربا غير مبرح كآخر الحلول
قال تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ) سورة النساء
النقطة الثالثة العلاقة الزوجية
ابحثي وتعلمي عن العلاقة الزوجية ففي النهاية العلاقة الزوجية ليست حقا له فقط وإنما حق لك أيضا كما أن إشباع الزوج وكفايته هو رادع له للبحث عن ما ينقصه في الخارج
هناك من لا زالت وبعد سنوات من الزواج لم تشعر بلذة ولم تعرف النقاط الحساسة في جسمها ولم تكن للأسف سوى أداة ليفرغ الزوج فيه غرائزه ومن هنا يبدأ إحساسها بالتهميش
وكثيرات هن من يعتقدن أن قيامهن بأي شيء مغاير سيجعل زوجها يشك فيها وفي عفتها وهذا خطا كبير لان هذه الأشياء هي فطرية ولا ضير من التعلم لإرضاء الطرف الآخر
تيقني أختي أن المبادرة هي سلاح شديد في يدك فلماذا تخجلين من المبادرة إذا كانت تجعل زوجك يشعر بالرضا وبأنه ما زال مرغوبا فيه
مشاركة الزوج في العلاقة بكل جوارحك ولا تعتبريها مجرد تأدية واجب
والحديث هنا يطول ولكن المنتدى لا يصلح لذلك
لذلك اخيتي لا تخجلي من البحث والتعلم فالمعاشرة فن لا يتقنه الجميع
وأخيرا نصائح متفرقة لحياة سعيدة
مراعاة الله في كل أمورك حتى تصلح أحوالك
طاعة الزوج واجب وليس تقليل من كرامتك
احترام الزوج من حسن التبعل
تأنقي من اجل زوجك ولا تجعليه يرى منك إلا ما يسره
اهتمي ببيتك واحرصي على راحة زوجك حتى لا يهرب إلى حيث يجد الراحة
عامليه بخلق حسن وتبسمي في حضوره حتى يشعر بدفء البيت والأسرة
اشكريه على ما يقوم به حتى تعلميه أن يقدر ما تقومين به
احفضيه في حضوره وغيابه
احرصي على عدم ذكر زوجك بسوء
لاتحكي لأحد عن مشاكلك فالشكوى لغير الله مذلة
احترام أهله من احترامه وتقديرهم من تقديره
غضي الطرف عن المشاكل الخارجية ولا دخليها بيتك بيدك
ليس كل ما يقال صحيحا فلا تصدقي قصص الغير وتقيسي عليها حياتك
لا تقارني زوجك بأحد فلكل ايجابيته وسلبياته
ارضي بما لديك ولا تكلفي زوجك أكثر من طاقته
احفضي أسرار بيتك وعلاقتك بزوجك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يقضى إلى إمراته وتقضى إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه "
وأخيرا احتسبي الأجر في ما تقومين به واجعلي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لأسماء بنت يزيد نصب ناظريك
أتت أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها النبي فقالت أنى يا رسول الله ورائي جماعة من نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي : إن الله بعثك في الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك – ونحن معشر النساء قواعد بيوت – وإن الرجال فضلوا علينا بالجماعات وشهود الجنائز والجهاد وإذا خرجوا للجهاد حفظنا أموالهم وربينا أولادهم . أنشاركهم الأجر يا رسول الله ؟ فألتفت بوجهـه إلى أصحابه وقال هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : انصرفي يا أسماء وأعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن زوجها وطلبها لمرضاته وإتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال .) أخرجه احمد وصححه الألباني
ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان

دمعة جريئة @dmaa_gryy
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
مشكوره ياعمري