بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن رجلاً غنيّاً كان على قدرٍ كبير من الثراء ، وكان في أكثر أوقاته مشغولاً في إدارة أعماله وشؤونه المالية ، ولا يجد الوقت الكافي للجلوس مع زوجته وعائلته جلسات فيها شيء من الراحة وهدوء البال .
وكان له جار فقير الحال لا يكاد يجد قوت يومه ، ولكنه كان سعيداً في حياته ، وفي كلّ يوم كان يجلس الساعات الطوال مع زوجته وأفراد عائلته .
وكانت زوجة الرجل الغنيّ ترى هذه العائلة الفقيرة وتحسدهم على تلك السعادة التي تفتقدها ، وهي الثريّة الغنية ، ويتمتع بها هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون شيئاً.
وتحدثت ذات يوم مع زوجها وقالت له : يا رجل ماذا تنفعنا هذه الأموال الكثيرة ونحن لا نجد طعماً للسعادة ، ولا يكاد الواحد منا يرى الآخر ، بينما هذه العائلة الفقيرة التي تعيش بجوارنا لا يهمها من أمور الدنيا شيء ، وهم في غاية السعادة والهناء .
وفكّر الرجل الغنيّ هنيهةً ثم وعد زوجته أن يتفرّغ لهم ، وأن يخصّص بعضاً من وقته ليقضيه معهم في جلسات هادئة هانئة .
وفي اليوم التالي أرسل الرجل الغنيّ من يدعو إليه جاره الفقير ، واستغرب الرجل الفقير تلك الدعوة ، فليس من عادة ذلك الرجل أن يدعوه ، أو حتّى يشعر به ، فذهب إليه وعندما وصل استقبله الرجل الغنيّ بلطفٍ وأكرمه وتحدّث معه بهدوء وقال له : أراك يا أخي تجلس كلّ يومك في البيت ، ألا تجد عملاً تعمل به .
فقال الرجلُ الفقير : والله يا أخي ليس عندي ما أعمل به ، فأقضي لذلك كل وقتي في البيت .
فقال له الغني : ما رأيك لو أعطيتك بعض المال كرأسمالٍ تشتري به بيضاً وتبيعه كلّ يوم وتربح منه ، وبذلك تعمل وتطعم عيالك ، ولا ترجع لي مالي إلا بعد أن تتحسن أحوالك ، ويصبح لديك رأسمال كافٍ تعمل به .
وافق الرجل الفقير ووجدها فرصة سانحة ليعمل ويرتزق ويطعم عياله بكرامة ، وأخذ المال من الرجل الغني ، وعاد أدراجه .
وفي الصباح ذهب إلى السوق واشترى بيضاً وأخذ يبيع ويشتري ، وكان في ساعات الفراغ بدل أن يجلس مع أفراد عائلته ، يأخذ في تصنيف تلك البيض فيضع الكبيرة في جهة ، ويضـع
الصغيرة في جهة أخـرى ، حتى يبيع كلّ صنفٍ منها بسعر .
وبعد عدة أيام نظر الرجل الغنيّ من شرفة منزله إلى جاره الفقير فوجده مشغولاً في عدّ البيض وتصنيفه ، فابتسم ابتسامة عريضة ملؤها الخبث والدهاء . وقال لزوجته : أهذا هو الرجل الذي تقولين إنه يقضي كلّ أوقاته مع زوجتـه وأولاده ، انظري إليه ماذا يفعل الآن .
ونظرت المرأة فرأت ذلك الرجل مشغولاً على تلك الحالة ، فتعجبت لتغيّر أحواله ، ولكنها لم تعرف السبب الذي سلب منه تلك السعادة التي كانت تحسده عليها . بينما كان زوجها يشيح بوجهه ويحدِّق في الفراغ ليخفي ابتسامة خبيثة كانت ترتسم على شفتيه .
همسة صادقة (((((( السعادة الحقيقية )))))) :
أنا أرى السعادة الحقيقية في القرب من الله تعالى دوام ذكره عز وجل في الحل والترحال( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ) , في التمسك بالكتاب والسنة النبوية تمسكاً حقيقياً وعملياً في شتى أمور حياتنا ........... التحلي بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم في أمورنا جلها سرها وعلنها ,,, صغيرها وكبيرها .... والتمسك بالدعاء فهو مخ العبادة ويغفل عنه خلق كثير إلا من رحم ربي ..... اللهم إني فوضت أمري كله إليك ,,, اللهم إني أسألك الأنس بقربك
قال الدكتور عائض القرني ـ حفظه الله وبارك فيه ونفعنا بعلمه(آمين ) ـ من أسباب الحياة السعيدة :
تصفية القلب من الأحقاد ,,, شجاعة القلب في الأزمات وثباته في الملمات ,,,,التوسط في الأمور كلها وترك فضول النظر والكلام ,,,محاربة الفراغ ,,,الإحسان إلى العباد ,,,العيش في حدود
الحاضر فأمس ميت , واليوم مولود وغداً للناظر ,,,,وإن أصابك مكروه فقارن بين ما بقي وما فات ... لتجد أنك في نعم وخيرات ,,,اعلم أن الحياة قصيرة فلا تقصرها بالأفكار الخطيرة والهموم المثيرة والأحزان الكثيرة ,, لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد ..فكن مع كل يوم مولود أمجد ..اجعل أفكارك فيما يفيد ..واجعل نصب عينيك كل أمر حميد .. وإن حسنت أفكارك فأنت سعيد لأنك من صنعها كما يصنع الحديد ..عليك بالفأل الحسن وحسن الرجاء ولا تيأس مهما عظم البلاء واشتدت الظلماء وكثر الأعداء.. فإن الأمر بيد رب الأرض والسماء ... فلا تخف من الثقلين ولو ملؤوا الخافقين ,فإنهم لن يضروك إلا بإذن رب العالمين ..فنواصيهم في قبضته وهو ذو الكيد المتين ...واعلم أن اليسر مع العسر , ومع الصبر النصر , وأن الغنى بعد الفقر , والعافية بعد الضر , والدهر حلو ومر... ... و أخيراً :
عليك بالصبر الجميل
وتفويض الأمر إلى الجليل
والرضا بالقليل
والعمل بالتنزيل
والاستعداد ليوم الرحيل
ولا تنس دعوة ذي النون (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))
أكثر ذكر المنون ...وهون الأمر يهون.. ولا ترض في الدين الدنية .. وأرض من الدنيا بالدون
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون ... وسلام على المرسلين .... والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا وسيدنا وقدوتنا نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ما تعاقب الليل والنهار وما أشرقت شمس وما غربت .....
منقول........:26:

براءه 2006 @braaah_2006
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة