°●. السّعادة بين تشويه الخيال ومرارة الواقع °●.

الأسرة والمجتمع




بسم الله الرحمن الرحيم ..



لو معاي فلوس كان الحين أنا سعيد ومرتاح ..!
لو شريت سيارة مثل العالم كان الحين أنا سعيد ومبسوط ..!
لو امتلكت بيت وارتحت من هالإيجارات كان الحين أنا سعيد ..!
لو تزوجت واحد غير زوجي هذا كان الحين أنا سعيدة ..!
لو سافرت البلد الفلاني كان الحين أنا سعيدة ..!
ولو ... ولو .... ولو .... مستمرة إلخ ..




أحلام وأمنيات يطرحها خيال الانسان وتدور في عقله وتفكيره ..
ومع كل صورة منها يطلق تنهيدة حسرة من أعماق قلبه ؛
لـ تضييعه مفاتيح السعادة والراحة من بين إيدينه ..
وحتى الأطفال ما سلموا منها مثل الكبار تماماً ..
بنوا سعادتهم على سيارة وبيت وملابس وسفريات وطلعات ..
وأبسطهم من تتغلب عليه براءته و يتمنى قطعة شكولاتة لـ اعتقاده
إنه ممكن معاها يكون سعيد ..!!
ويشاء الله ويحقق الحلم والأمنية على أرض الواقع ..
ولكن هل فعلاً نحقق معها السعادة مثل ما اعتقدنا ..؟
أكيد لا ؛ لأنها بـ التأكيد مو هذي الأشياء إلي تمنحنا السعادة فعلاً ...
فـ تصيبنا نوبة حزن , وخيبة أمل لأن كل إلي وصلنا له منحنا سعادة أقل
مما كنا نتخيلها , وكل الخيارات والإحتمالات إلي ممكن نكون من خلالها سعيدين
انتهت من وجهة نظرنا طبعاً , ومع ذلك لازالت الكآبة تحوم حولنا ..
ولا زال الحزن مغطي سمانا ..!!
ونرجع نفكر إلى أن نعجز حتى عن تحديد الأشياء إلي ممكن تسعدنا ولو لحظة ..!



و من هنا عمت أمراض النفوس , وملأها الحسد والحقد ..
إلي ما عنده يقضي حياته كلها في تذمر من كثر ما يطالع للي عنده ..
وإلي مرتاح وطلباته مجابة مو مريح حاله لأنه أكيد يطمع بـ المزيد ..
وفي كلا الحالات تفتقد الأسر للسعادة والراحة ..
ويبدأ الصراع النفسي , والتغريب الأسري وإلي نفتقد معاهـ الحب والألفة ..
وأجواء المتعة في الأسرة ..


.. أخواتي الغاليات ..
أكيد كلنا يحب يكون مستقبله حلو ومرتاح فيه وسعيد وهذا لا شك فيه ..
نحلم و نتمنى و لكن المفروض إنه يكون بدون مبالغة ..
بـ معنى إنه لا نرسم لنا مستقبل أبعد من أن يكون خيال ..
لا نحلم لـ بعيد ونكون واقعيين لـ أبعد الحدود ..
ونراعي الظرف والوقت الصعب وإلي ممكن نحقق سعادتنا فيه رغم متاعبه ..
وما احتواه من مصاعب , حتى لا يتولد بدواخلنا شعور عدم الرضا ..
والي أصبح مسيطر على كل حياتنا ..
على أولادنا , على أنفسنا , وعلى أهالينا ..
الأغلب مو راضي عن حياته ويطمح إلى تغييرها وبـ التأكيد كل تفكيره
إنه المادة هي الوحيدة قادرة على تغيير مجرى حياته !
وإن توفرت .. كلها لحظات تسعدنا فيها ..
سافرنا ولبسنا وتكشخنا ...
طيب وبعدين ..؟!!



يرجع كل شيء مثل ما كان وحتى الإستمتاع إلي نشعر فيه مع الحلم يتبدد ويتلاشى
بـ أقل منغص من منغصات الحياة , أجل وين السعادة إلي نقول إنها تحققت ..؟؟
عودي نفسك أختي الكريمة على الرضا والسعادة من قلبك ..
بدون مال أو منصب ومرني ذاتك على تقدير حجم النعمة
إلي منحك إياها الله سبحانه وتعالى ..
وعيشي معاها حياة كريمة سعيدة رغم كل متاعها ومصاعبها ..
وتذكري دائماَ أنه لا سعادة بدون قربة من الله ..
لا سعادة إذا ماحققتي الإيمان به ..
لا سعادة إن ابتعدنا عن منهج الكتاب وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
وتـ أكدي أنه هذا درب السعادة إلي طالما وإن سلكتيه ما راح يلازمك معاه هم ولا حزن ..
لأنه له نهاية قال الله تعالى عنها في كتابه : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ " ..
فـ اسلكيه غاليتي ولـ تسعدي من بعدهـ سعادة حقيقة أبدية لا شقاء بعدها بـ إذن الله ..




محبتكم : * أنين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



55
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنت العييري
بنت العييري
قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)ا

بنت العييري
بنت العييري
مشكوره كلام رائع
لا اله الا الله
أنين الشوق **
أنين الشوق **
قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)ا
قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد...
مرور عطر تعطرت به أحرفي ..
جزيتِ خيراً ..
dalya119
dalya119

موضوع ممتاز وهادف
أعتقد لايوجد إنسان لم يدر في خلده هذا التفكير أو هذه
الأمنيات ولو لم يصرح بها للآخرين
وسبحان الله هذه طبيعة في الإنسان وقد يوسوس بها الشيطان له
وذكرت كلمة أن الإنسان يقول لو..لو...وكما ذكر لو من عمل الشيطان
وإنما يستطيع أن ياخذ مما ممر به العبر والتجارب ويتلافاها في مستقبله
ولا يحمل نفسه مالا تطيق وان يكون الرضى والقناعة نابعه من أعماقه و أن
يحب لأخيه مايحب لنفسه
وجنحه للخيال يحرمه الإستمتاع بحياته لأنه يرى ( كما ذكرت ) أن واقعه مرير
وليس كغيره ويعيش حياته قلقا متذمرا ساخطا حزينا يشعر باليأس
ويحمل هموم الدنيا على كتفيه لأنه ليس كالآخرين الذين أمدهم الله من رزقه
ولأنه ليس كذلك أجبر نفسه أن يعيش كما هو يتحمل الأسى والحسرة والشكوى
لأنه ليس كمثلهم
ونسى أو تناسى أن السعادة مكانها ومنبعها القلب وما ينميها إلا الرضى والقناعة
والإحساس بما لديه واستشعار ذلك
والإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى وبالدعاء والصدقة والإخلاص في كل شيء
هو مايجعله سعيدا هانئا

( أطلت ولم أنتهي )


شكرا لك انين على تعبيرك الرائع
وجزيت خيرا
دلوعة نفسي RR
دلوعة نفسي RR
موضوع رائع جدا
جوزيتي خيرا