../

كثيراً مانشعر بعدم السعادة وكأن أحلامنا قد زرعت في أرض جدباء لاتنبت
فيتوغلنا الحزن والهم والكدر ولانرى إلا سواد يغطي أفق الأيام ..
نغرق في بحر لجيّ من التساؤلات ولكن بدون مرسى ..
حتى تضيق علينا الدنيا بمارحبت ولانرى للسعادة أي أثر في حياتنا ..
وأخشى ما أخشاه هو اليأس والقنوط بل والتلفظ على الزمان
بأنه زمن خاين / زمن غدار / زمن ماله أمآن / زمن مايعرف غير الهم والأحزان / زمن.../ زمن...../
ونجهل أن الزمن هو الله سبحانه وتعالى جلّ في علاه ..
قبل أن أبحر في هذا الموضوع أتمنى من كل شخص يجيب على هذا السؤال بكل صراحة ../
هل تشعر بأنك سعيد في حياتك ؟..
سعيد بمعنى متلذذ بحياتك وفرح بها وليس فقط رضى بالقضاء والقدر وتسليم فقط
ومن ثم قارن اجابتك واحوالك بقصة هذا الشاب ../
شاب في مقتبل عمره مصاب بمرض ضمور المخ كان يعيش حياة طبيعيه كسائر الشباب
ولكن بدأت أعراض المرض تظهر في سن العشرين بعدما حصل على وظيفة
وكغيره يحلم بالزواج والاستقرار .. يحلم بالسعادة والأسرة .. يحلم بأمور شتى
ولكن السؤال من يرضى أن يزوجه ؟..فالمرض تفاقم وأصبح يعاني من عرج شديد أثناء مشيه وصعوبه في حركة أطرافه فلزم البيت وترك العمل بسبب ظروفه ولكن راتبه كان ينزل بإستمرار لأنه موظف حكومي ..
لم ييأس في تحقيق حلمه تزوج من امرأة مطلقه من احدى الدول العربية
مع تحذيرات الاطباء له بعدم الإنجاب نهائياً ..
يوماً بعد يوم يزداد المرض لدرجة أنه يجد معاناة ومشقه عند صرف راتبه من صعوبة حمله وتنقله ..
بدأ يعاني أيضاً من ضعف النظر والأطباء أخبروه بأن الضمور مع الوقت سيؤثر حتى على الأجهزة الداخلية بالتدريج لا حول ولا قوة إلا بالله
زوجته لديها أبناء في بلدها علمت منذ أسابيع أن طليقها توفى فأرادت أن تجلب أبنائها
سعد وفرح فرحا شديدا وفعلاً تمكنوا من احضارهم لديها خمسة أبناء
تخيلوا الوضع أحبتي شاب في مقتبل العمر مصاب بهكذا مرض ومقعد
وزوجه وأولاد خمسه .. هم مرضه وهم الزوجه ومسؤليتها وهم أبنائها
وهم الحياة وغلآء الأسعاروراتبه لايتجاوز 3000 ريال .. وهم المستقبل .. وهم الصحة
هموم كثيرة .. وهم واحد منها كفيل بإن يقعدك يائسا حزين ألا وهو هم المرض
ومع هذا كله يصف شعوره هذه الأيام ويقول ../
أشعر بمنتهى السعادة .. أصبحت أشعر أن هناك من هو محتاج لوجودي وأصرف عليهم ..
أنا في منتهى السعادة متلذذ بجميع أوقاتي بينهم
فأصبح لدي عائلة .. سبحان الله
أين نحن من هم واحد من همومه ؟!..
ومع هذا دائماً نشعر بالحزن ونرى سواد فقط سواد
وفي أحسن الأحوال نقول الحمدلله راضيين بقضاء الله وقدره
ملل وضيقه وهم وكدر والسعاده حلم لكن راضيين بالقضاء و القدر
فرق بين الرضى بملل وتذمر وبين أن تصل برضاك عن قضاء الله وقدره إلى درجات السعادة
تأمل ماحولك من النعم عندما يفترشك الألم والتعب وتهاجمك هموم تترى
وأشباح تحيط مستقبلك بخوف وقلق
قبل أن يتمكن منك الحزن ويشعرك بأن لا سعاده مرجوة من هذه الدنيا تنتظرها
وتتحقق لك ..
تأمل ما أنت فيه من النعم فأنت سعيد ولكنك لاتشعر ..
والآن جاوب على السؤال مره أخرى ../
هل تشعر بأنك سعيد في حياتك ؟..
هل تشعر بأنك سعيد في حياتك ؟..
نـــعم سعيده ولله الحمد
لآن الله منعم على بصحه والعافيه
وعايشه في أمن وأمان واستقرار
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعضيم سلطانك
جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح الرائع