السعودية : فتيات جامعيات يحلمن بلقب زوجة ثانية
«اخبارية رفحاء» - اخباريات :
فتيات جامعيات من اللاتي فاتهن قطار الزواج يحلمن بلقب زوجة ثانية نظرا لتأخرهن في الزواج ، بسبب التشدد الشديد للأهالي في مواصفات الزوج .
وفتحت جريدة "المدينة" هذا الملف والتقت مجموعة من الفتيات لأخذ آرائهن والكشف عن الحقائق المخبأة وراء أبواب المنازل.
وقالت هيفاء الحسن «موظفة في القطاع الحكومي»: بعض صديقاتي اتفقن على قبول الزواج من شخص متزوج وهذا ما فرضته العنوسة علينا وعلى الكثير من الفتيات.. فأنا أرى أن على الفتاة في الوقت الحالي أن تختار ضرتها بنفسها للحاق بآخر قطار الزواج الذي فاتنا لأسباب كثيرة منها عدم ثقافة الآباء وتمسكهم بالأشياء التي تساعد على التأخر في التقدم الحضاري وغيرها من الأسباب الأخرى.
طلبات تعجيزية
وترى فتاة أخرى لازالت تنتظر العريس أن الطلبات التعجيزية التي يفرضها أولياء الأمور من أهم الأسباب التي رفعت نسبة العنوسة.. فهناك آباء «مثلا» يقولون: نريد زوجا ثريا أو صاحب وظيفة مرموقة أو من العائلة أو القبيلة الفلانية.. وفي النهاية يندمون حين لا ينفع الندم عندما يرون ابنتهم قابعة في المنزل وفاتها قطار الزواج وهذا لا يرتضيه الدين الإسلامي.. فويل للآباء والأمهات الذين يقفون في طريق بناتهم ومنعهم من الزواج لمثل هذه الأسباب التافهة.
وتعلن هند اليوسف قبولها بأن تكون زوجة ثانية في حياة رجل متزوج، وترى أن الرجل المتزوج غالبا ما يبحث عن الزواج الثاني إلا أن يكون غالبا مظلوما في حياته أو غير مستقر فيها لربما تكون الزوجة الأولى متسلطة أو مريضة أو نكدية أو غير ذلك من الأسباب التي تجعل الرجل يبحث عن الزواج الآخر، فأنا الآن لو تقدم لي رجل مهما كان فلا أتردد لأنني أبحث الآن عن الزواج مثلي مثل أي فتاة تحلم بحياة زوجية مستقرة فإذا فاتنا قطار الزواج فسوف نعض أصابع الندم والشروط التي كنا مصممين على سردها للزوج قبل الزواج لا تنفعنا نهائيا.
الاسرة كيان واحد
وترفض هالة البدر الزواج من رجل متزوج وإن كانت تعترف بمشكلة تأخر سن الزواج، وتقول: الأسرة كيان واحد يشكله رجل وامرأة يجب أن يكونا متفاهمين حتى يعيشا في حياة مستقرة وينجبان أبناءً أسوياء ينشأون في جو نفسي وصحي ولكنني أشترط الزواج من رجل لم يسبق له تجربة الزواج مهما كان عمره أو مطلق أو أرمل.
رأي الشرع
وبرر الباحث في علم المواريث والمأذون الشرعي أحمد المعبي زيادة نسبة العنوسة بانتشار الحضارة.. فقبل 50 سنة لم تكن هناك تعقيدات في الزواج بالصورة التي نراها الآن.. كما أن تعليم الفتاة من قبل لم يكن كما هو الحال الآن، حيث تمر الفتاة في عدد من المراحل الدراسية حتى التعليم العالي، لذلك نجدها وصلت لسن 27 سنة، معتبرا أن من أسباب العنوسة مواصلة الفتاة للتعليم، ودعا المجتمع إلى التكثيف من الزواج الجماعي، واتفاق كل عائلة أو قبيلة على تحديد قيمة مهر منخفض، وإسهام رجال الأعمال في مساعدة الشباب المقبل على الزواج بمشاريع استثمارية، وإعادة النظر في عمل بنك التسليف وآلياته وشروطه، وذلك للقضاء على هذا الشبح المخيف الذي يهدد فتياتنا وأصبح داءً متفشيا في المملكة مع ظهور التطورات والتوسع والعولمة.
في هذا الإطار يقول الشيخ أحمد البشيري «المشرف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم بجامع أبي موسى الأشعري بالدمام»: إن الدين الإسلامي أعلى من قيمة الزواج وحث عليه طالما هناك إمكانية لذلك، والزواج لابد منه لأنه عصمة وحماية للشباب المسلم، خاصة في ظل ما يتعرض له الشباب حاليا من مغريات، كما أن الزواج سكن وسكينة، كما يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) والأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع الصالح المؤمن، إن قامت على أسس سليمة، وقواعد صحيحة من الإيمان والسلوك، والتربية الفاضلة والتفاهم بين الزوجين فيجب على أهل الفتاة البحث عن الرجل المناسب الذي يستطيع أن يسعد ابنتهم، وعدم النظر إلى غلاء المهر، وإنما البحث عن رجل دين وأخلاق طيبة؛ يحفظ على ابنتهم دينها ويصونها ويسعدها.
بينما يقول الشيخ عبدالله بن علي الكثيري «القاضي بالمحاكم الشرعية»: إن عدد حالات زواج السعوديين من فتيات أجنبيات ارتفع في الأعوام الماضية إلى ما يقارب 1500 حالة زواج وذلك بالرغم من الدعوة إلى ضرورة ارتباط الشباب السعودي بزيجات من السعوديات وعدم الإقدام على الزواج من أجنبيات إلا في بعض الظروف.
الرأي الاجتماعي
أما عبدالله بن عبدالوهاب البريدي «مدير العلاقات الإنسانية المختص بالشؤون الاجتماعية» فيقول: يجب تغليب الجانب الإيماني الروحي لدى الشاب والفتاة، بنشر الوعي والعمل في تحقيق العصمة من الحرام بالدعاء والرضا بالقضاء والقدر الذي كتبه الله للعبد، وأن تعي المرأة الدور الحقيقي لها، فهي أم بالفطرة، ولن يعيقها الزواج عن إتمام دراستها أو إيجاد العمل المناسب، فالفرصة الجيدة قد لا تتكرر، ولابد للشاب بالذات أن يقف وقفة حقيقية مع نفسه ليعرف مؤهلاته ومواصفاته، الأمر الذي سيسهم إلى حد كبير في التخفيف من غلوائه وشروطه التي يتطلبها في شريكة حياته.
رأي القانون
وقال المحامي ماجد القحطاني: إن لتزايد العنوسة علاقة بانخفاض أجور الموظفين مع ارتفاع الأسعار، وازدياد الصرف على الزوجة والأبناء، إضافة إلى البطالة مع غلاء المهور والمبالغة فيها، وكذلك ارتباط الشباب بأقساط خاصة بالسيارة أو مسؤوليته عن والديه وإخوته، ملقيا باللائمة على مفهوم الزواج الخاطئ لدى أهل الفتاة بطلبات الزواج الشكلية التي لا يستطيع الشاب تحملها.
من جهتها أشارت الدكتورة ابتسام العنبري «الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات» إلى أن الزواج تشريع إلهي نحقق من خلاله منافع عديدة للزوجين ومنافع أكبر للجنس البشري أجمع، والعنوسة في المجتمع إحدى المشكلات الاجتماعية التي ظهرت على السطح بسبب عوامل شخصية واقتصادية واجتماعية متعددة ومتشابكة، ولعل من أبرز الأسباب زيادة الاهتمام بالماديات من ناحية المهر وحفلات الزفاف وغيرها، مما يجعل فكرة الزواج في حد ذاتها غولا يغتال الرغبة في تحقيقها، إضافة إلى ذلك المواصفات الخرافية المطلوبة في الزوجة سواء من الرجل أم من أهله.
دمعةألم @dmaaalm
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فدى نجد
•
الله يرزق جميع بنات المسلمين الازواج الصالحين اللي يسعدونهم في الدنيا والاخره..
الصفحة الأخيرة