السعوديون ينفقون 140 مليون ريال سنويا للتخلص من البدانة

جدة: إيمان الخطاف
طالبت مجموعة من الاستشاريين والأطباء السعوديين بإيجاد جمعية صحية تحت مسمى «جمعية البدانة المفرطة»، تُعنى بمتابعة العمليات الجراحية الخاصة بمرضى زيادة الوزن والبدانة المفرطة ومتابعة وضعهم الصحي.
وتقوم الجمعية بتوثيق عدد هذه العمليات الجراحية ومدى النجاح الذي حققته والوقوف على الأخطاء الطبية والإهمال الصحي الذي يعاني منه الكثير من مرضى البدانة بعد إجراء هذه العمليات، في ما وصفه الأطباء بالتعامل التجاري مع المرضى.
وأوضح الدكتور سلطان التمياط، استشاري جراحة المناظير والبدانة المفرطة بمستشفى السعد التخصصي بالخبر، لـ «الشرق الأوسط»، مدى الصعوبات التي واجهتهم، قائلاً «تقدمت بمعية 80 مختصا ما بين أطباء واستشاريين واختصاصيي تغذية بطلب إنشاء (جمعية البدانة المفرطة)، وذلك على غرار الجمعيات الصحية الخاصة بمرضى البدانة والمنتشرة في كافة دول العالم، إلا أننا واجهنا الكثير من المعوقات، سواء من قِبل وزارة الصحة أو الهيئة الوطنية للتخصصات الطبية وغيرها من الجهات، وما زلنا نطمح بالكثير في ما يصب بمصلحة المرضى ويكفل حماية حقوقهم».
وعن أبرز دوافع إيجاد هذه الجمعية، أضاف الدكتور التمياط قائلا «أصبحنا نعاني مشكلة العشوائية الواضحة في الإقبال على هذه العمليات باختلاف أنواعها، سواء كان حزام المعدة أو التحوير، وأول ما يتبادر الى ذهن مرضى البدانة معرفة أي عملية هي الأنسب لحالتهم، وهذا السؤال عندما يوجه لجراح خبرته تقتصر على نوع واحد فقط من هذه العمليات، فلا ينتظر منه تقديم المعلومات الكافية عن أفضل عملية يمكن أن يخضع لها المريض، مما يضر المريض وقد يسبب له العديد من المشاكل على المدى البعيد».
وأشار الدكتور التمياط إلى النقص الكبير في عدد الجراحين المختصين بعمليات زيادة الوزن والبدانة المفرطة، قائلاً «رغم التقدم الطبي الكبير الذي تشهده المملكة، إلا أنه لا يوجد سوى 20 طبيبا فقط، سعودي وغير سعودي، مختص بجراحات التخلص من البدانة المفرطة، أما البقية فهم من الأطباء الذين اكتفوا بحضور بعض الندوات القصيرة في هذا المجال».
وقد أكدت مجموعة من الأطباء على صعوبة تحديد العدد الفعلي لعمليات جراحة التخلص من البدانة، وذلك لغياب التوثيق الرسمي، في ما قدّر آخرون متوسط عدد هذه العمليات التي يجريها الطبيب المختص خلال العام بين 200 إلى 300 عملية، فيما يأتي متوسط تكلفة العملية الواحدة بحدود 35000 ريال، مما يشير إلى أن إجمالي ما ينفقه السعوديون في هذه العمليات خلال العام يتراوح بحدود 140 مليون ريال، وذلك مع استثناء العمليات التي يجريها أطباء الجراحة غير المختصين بعلاج السمنة والبدانة المفرطة.
من جهته، أكد الدكتور وليد يحيى بخاري، استشاري جراحة المناظير المتطورة وجراحات السمنة ورئيس مركز الأمير سلطان لجراحة المناظير المتطورة بمستشفى الملك فهد العام بجدة، على الخطورة الكبيرة لهذه العمليات إن لم يتم إجراؤها بواسطة طبيب مختص لديه الخبرة الكافية والوسائل التقنية اللازمة، قائلاً «علاج البدانة يعد علماً حديثاً نسبياً ومتخصصاً للغاية، ويفترض أن يكون بعيدا عن أي عشوائية أو إجراء أي عملية بلا علم ولا دراية ولا تدريب كاف، حيث إن تغيير مسار المعدة ـ مثلاً ـ له أكثر من خمس أو ست عمليات مختلفة، وأي خطأ يجريه الطبيب أثناء العملية يُحدث أعراضاً كثيرة قد تصل إلى الوفاة».
ويقيّم الدكتور بخاري اندفاع بعض مستشفيات القطاع الخاص لإجراء هذه العمليات من دون الاهتمام الكافي بمدى حاجة المريض لها والمتابعة الكاملة لوضعه الصحي، قائلاً «حوالي 60 بالمائة من المستشفيات الخاصة تجري هذه العمليات بدافع تجاري بحت، بغض النظر عن حالة ووضع المريض».
وطالب الدكتور بخاري بإيجاد جمعية خاصة أو مركز متخصص على مستوى المملكة وعلى مستوى كل منطقة، يهتم بمتابعة العمليات الجراحية للتخلص من البدانة وتحديد الأطباء المخولين لإجرائها، محذراً من العواقب الوخيمة التي تحدث جراء تكليف أحد الأطباء الزائرين بهذه العمليات الجراحية من دون أن يكونوا من المختصين بهذا المجال ومع عدم قدرة المريض على متابعة حالته مع الطبيب الزائر.
وفي السياق نفسه، كشف آخر إحصاءات وزارة الصحة عن تفاقم مشكلة البدانة بين أفراد المجتمع السعودي، حيث بلغ معدل السمنة الزائدة بين السعوديين نحو 65 في المائة، ويصل في بعض الأحيان إلى 83 في المائة، وتعلق على ذلك أمل أبو الجدايل، مشرفة مركز معلومات التوعية الصحية في وزارة الصحة، قائلة «من الإحصاءات تبين لنا أن هناك مشكلة واضحة نحاول التغلب عليها بالحملة التوعوية المستمرة لمكافحة البدانة التي أصبحت تحقق معدلات نمو مرتفعة ومخيفة».
جريده الشرق الاوسط
رابط الخبر
http://www.asharqalawsat.com/details...article=390779
منقول