السلام في الاسلام | سعود الشريم

ملتقى الإيمان


الحمد لله الواحد الأحد ,,, الفرد الصمد ,,, الذي لم يلد ولم يولد ,,, ولم يكن له كفواً احد ...

والصلاة والسلام على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد ابن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدًين وبعد ...

موضوعنا لهذا اليوم سيكون إن شاء الله عن ( السلام )

يقول الخالق جل شأنه في محكم كتابه (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾ ))

(( وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿١٩﴾ ))

من هنا جاء إنكار الباري سبحانه لمن لم يدرك معنى خلق الله للسموات والأرض ولم يجعل هذا الخلق وسيلة لتحقيق عبوديته سبحانه دون سواه فقال عن أمثال هؤلاء (( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ))

إلى أن قال (( مَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ ))

فيا لله العجب كيف يستكبر من في الأرض عن عبوديته سبحانه والسماء التي تظلهم والأرض التي تقلهم طائعتان للباري جل شأنه ,, وقال تعالى (( وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ))

وما عدا ذلك من دواب وجماد وشجر وحجر فقد قال عنهم(( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )) أي أنتم أيها الإنس والجن لا تفقهون عبوديتهم لله فأين عقلك أيها الإنسان وأين قلبك أيها الإنسان وأين تفضيله لك على كثير ممن خلق تفضيلاً ))ألا قتل الإنسان ما أكفره نعم قتل الإنسان ما أكفره يخلقه ربه ثم هو يخضع لغيره ويرزقه ربه ثم يشكر غيره فضله ربه بالعقل والحكمة والآدمية فأبى أكثر الناس إلا كفوراً ولكن أكثر الناس لا يشكرون (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ))...

فتأملوا يا عباد الله رعاكم الله أن الله سبحانه لم يستثني مما ذكر إلا البشر (( فمنهم من آمن ومنهم من كفر وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴿١٠٣﴾ ))

عباد الله إننا نعيش في زمن بلغ شأناً رفيعاً في الحياة المادية والنظريات الفلسفية والثورة التقنية المتشبعة بالأنانية والعدوانية وإرادة العلو في الأرض وإهلاك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ...

لكن هذه الحضارة لم تستطع إشباع الروح بالرحمة والطمأنينة والحكمة والعدل والإيثار ولا أدل على تكلم النزعة من إفراد هذه الحضارة السباق المحموم نحو التسلح على حساب الاحتياجات البشرية للأخلاق وطعام وشراب ومعيشة بأضعاف مضاعفة حتى جثى على سياسة العالم الثالوث الخانق وهو الخواء الروحي والتزييف التاريخي للحقائق والقهر العسكري ومن ثم خلقت أسلحة الدمار الشامل فدعت شعوب العالم دعاً والتي صورت الســــــــــــــلام حمقاً والرحمة عدلاً بحيث أصبح لا يوجــــــــــــــد مفهوم العدل إلا حيث يوجد الجور ,,, ولا يوجــــــــد مفهوم الســــــــــــــلام إلا حيث توجد الحرب حتى تشًرب العالم اليوم ألوانا من الاعتداءات السياسية والاقتصادية والعسكرية -بحيث أن الأمان لدى كثيـــــــــــر من المجتمعات أصبح كســـــــــــراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً,,,

والســــلام هو:: الذي يقرر العبودية للحكم العدل ويؤمن به رباً رازقاً لا معبوداً سواه ,,

الســــلام الذي شرعها الملك القدوس السلام ,,,

الســـلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ,,,

الســــلام من رب السلام ومن رب البشر إلى البشر ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴿١٢٥﴾ ))

لــــــن يصلح الناس مثـــــل الســــلام الذي جاء من عند الله إلا أنه لا يعرف في التاريخ مبدأ أو دين أو فكر أرأف ولا أرحم من دين الإسلام ولا أدل على ذلكم من اتفاق أهل الإسلام أنــــــــه لا يجوز في حال الحرب مع العـــــــــــدو أن يُقتل شيخ كبير ولا طفل صغير ولا امرأة ولا أن تقطع شجرة فأي ســـــلام أعظم من هذا السلام ولكن الأسف كل الأسف أن يدرك بعض المسلمين هذا كله ثم هم يهرولون نحو شعارات برًاقة وفلسفات ما انزل الله بها من سلطان يفسرون بها الســــــــــــلام على غير وجهه ,,,,


الســـــــلام في الإسلام هو العدل والصدق والأمانة والرحمة ,,,

وأما الســــلام في المفهوم الزائف فإنه مبني على مصلحة الذاتية والقوة الكابحة ومبدأ الهيمنة للأقوى فبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم قد قلتُ ما قلت إن صواباً فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان فاستغفروه وتوبوا إليه ,,,,,



الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه و أشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وإخوانه

أما بعد ....

فيا أيها الناس

إننا حيث نتحدث عن الســـــــــــــــلام الذي هو الإسلام ونرى أنه هو المنقذ للبشرية من ظلمات التيه والانحراف العقائدي والأخلاقي والفكري والعسكري إننا حينما نتحدث عن ذلكم فإننا لا نعني أن الســــــــــــــلام يقتضي الدونية أو الاستكانة كلا فإن أمة لم تركع لخالقها لا يمكن أن تخضع لغيره وأن أمة لا تعرف إلا الله فلن يغلبها من لا يعرف الله غير أن الإسلام هو الســــــــــــــــلام الحقيقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فالله جل وعلا هو الســــــــــــــلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ,,,,


وذكر اسم الســــــــــلام 44 مرة في القرآن





في حين أن كلمة الحرب لم تذكر إلا 6 مرات ,,,,

والمسلمون يقولون كل يوم وليلة الســـــــــــــــــــلام 10 مرات وذلك اقتداءاً بالنبي (صل الله عليه وسلم ) إذا انصرف من صلاته حيث كان يقول:" استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم أنت الســـــــــــــــلام ومنك الســـــلام تباركت ذا الجلال والإكرام" رواه مسلم ,,,


فالســــــــــلام دين الله في الأرض وتحية المسلمون فيها الســـــــــــلام بقوله (صل الله عليه وسلم ) "أفشوا الســــــــلام بينكم" رواه مسلم ,,,

وفي ميدان الحرب والقتال إذا بذل العدو كلمة الســـــــــــــلام وجب الكف عنه واعتباره متمتعاً بالســـــــــــــــلام لقوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ))

وإذا كان هذا كله في الحياة الدنيا فإن الجنة في الدار الآخرة هي الســـــــــــلام (( والله يدعو إلى دار الســـــــلام ))

وتحية المؤمنين يوم يلقونه ســــــــــــلام (( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ))

(( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾ ))

أما حياة المؤمنين في الجنة فقد وصفها الله بقوله (( ا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴿٢٥﴾إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴿٢٦﴾ )),,,,,


بارك الله لكم في القرآن والسنة واعلموا رحمكم الله أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وأيها بكم أيها المؤمنون (( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾ ))



اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدًين وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين .,,,

اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين ,,,

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقضِ الدًين عن المدينين واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم آمنا في أوطاننا ووفق أئمتنا وولاة أمورنا اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا برحمتك يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام (( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )) سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .....





منقول
3
390

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ـ أم ريـــــم ـ