(السنّة حصن اللّه الحصين الذي من دخله كان من الآمنين)

ملتقى الإيمان







( السنّة حصن اللّه الحصين الذي من دخله كان من الآمنين القسم )


********************************
قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
(( فإن السنّة حصن اللّه الحصين الذي من دخله كان من الآمنين، وبابه الأعظم الذي من دخله كان إليه من الواصلين. تَقُومُ بأهلها، وإن قعدت بهم أعمالُهُمْ، ويسعى نورها بين أيديهم إذا طفئت لأهل البدع والنفاق أنوارهم، وأهل السنة هم المبيضة وجوههم إذا اسودت وجوه أهل البدعة. قال تعالى: { يَوْمَ تَبيضُّ وجُوه وتَسْودُّ وجُوه} ( سورة آل عمران آية 106). قال ابن عباس: تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدعة والتفرق.
************************
وهي الحياة والنور اللذان بهما سعادة العبد وهداه وفوزه. قال تعالى: { أوَمَنْ كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي بهِ في الناس كمَنْ مَثَلَهُ في الظلماتِ ليْسَ بخَارجٍ منْها} ( سورة الأنعام 122).
**************************
فصاحب السنّة حيّ القلب مستنيره، وصاحب البدعة ميت القلب مظلمه، وقد ذكر اللهّ سبحانه هذين الأصلين في كتابه في غير موضع، وجعلهما صفة أهل الإيمان، وجعل ضدهما صفة من خرج عن الإيمان.
******************
فإن القلب الحي المستنير هو الذي عقل عن الله وفهم عنه وأذعن وانقاد لتوحيده، ومتابعة ما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم وآله.
والقلب الميت المظلم الذي لم يعقل عن الله، ولا انقاد لما بعث به رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم.

ولهذا يصف سبحانه هذا الضرب من الناس بأنهم أموات غير أحياء، وبأنهم في الظلمات لا يخرجون منها، ولهذا كانت الظلمة مستولية عليهم في جميع جهاتهم، فقلوبهم مظلمة ترى الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، وأعمالهم مظلمة، وأقوالهم مظلمة، وأحوالهم كلها مظلمة، وقبورهم ممتلئة عليهم ظلمة، وإذا قسمت الأنوار دون الجسر للعبور عليه بقوا في الظلمات ومدخلهم في النار مظلم، وهذه الظلمة هي التي خلق فيها الخلق أولاً، فمن أراد اللّه سبحانه وتعالى به السعادة أخرجه منها إلى النور، ومن أراد به الشقاوة تركه فيها،(...)
************************
قال سبحانه وتعالى: { وكَذَلكَ أوْحَينا إليْكَ رُوحاً منْ أمْرنا ما كُنْتَ تَدْري ما الْكِتابُ ولا الإيمانُ ولكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نهْدي به مَنْ نَشَاء مِنْ عِبادنا}. فسمى وحيه وأمره روحاً لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح، وسماه نوراً لما يحصل به من الهدى واستنارة القلوب، والفرقان بين الحق والباطل)) اهـ
من كتاب



منقول





1
393

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**مشتاقة**
**مشتاقة**
بارك الله فيكي ونفع بك الاسلام والمسلمين