متابعة: ايمان كلش
الهيئة العامة للأوقاف تأسست بناء على القانون الاتحادي رقم (92) للعام 1999 الذي اصدره صاحب السمو لشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة لتكون مشرفة على الاوقاف الاسلامية في الدولة، وتكون هيئة مستقلة تلحق بوزير العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف، ومهمتها اقتراح السياسة العامة للاوقاف، واتخاذ القرارات المناسبة بهدف تنمية واستثمار أموال الاوقاف، ووضع السياسة اللازمة لحسن سير العمل، بما في ذلك اقتراح المشروعات والبرامج الوقفية، بالاضافة الى مراقبة ومتابعة ما يعد من خطط والوقوف على تنفيذها. وقد استحدثت الهيئة نظام السهم الوقفي الذي ينقل القدرة على الوقف من المقتدرين واصحاب رؤوس الاموال الى عامة الناس، حيث يمكن لأي شخص من خلال مبلغ مالي بسيط يدفعه كثمن لسهم خيري في احد مشاريع الهيئة، ويشارك في مشروع استثماري يدر ربحا متواصلا يصرف في أوجه الخير المختلفة. وعملت الهيئة على الترويج لهذه الفكرة من خلال اقامة مركز لها في المراكز التجارية للترويج للفكرة وتعريف الناس بها، لمساعدتهم على المشاركةفي هذه المشاريع التي هي في حكم الشرع “صدقة جارية”. “الخليج” تابعت المشروع واهدافه وآلية التنفيذ من خلال هذا التحقيق:
الهيئة العامة للأوقاف أنشأت “مصرفاً” للمسجد الأقصى وأبنائه
سالم الزعابي رئيس قسم المصارف الوقفية قال: ان فكرة السهم الوقفي ليست جديدة في العالم الاسلامي، وهي تهدف الى اتاحة الفرص لكل شرائح المجتمع لتشارك في العمل الوقفي الذي كان من قبل حكرا على الاغنياء فقط، ويُحرم محدودو الدخل من المشاركة فيه رغم اجره الكبير الذي يصل للانسان حتى بعد وفاته. والفرق بين الصدقة والسهم الوقفي، ان الصدقة تذهب مباشرة الى مصرفها الخيري الذي حددت له، اما المبلغ المدفوع كثمن لسهم خيري، فيوضع كمشاركة في رأسمال مشروع ما تنفذه الهيئة وتذهب ارباحه الى المصارف الخيرية التي خصص لها المشروع.
المصارف الوقفية
وقال الزعابي ان المصارف الحالية للأوقاف التي تنشأ بالأسهم الوقفية هي المصرف الوقفي للمساجد، ويعمل على توفير دور العبادة في جميع أرجاء الدولة وتنشيط دورها الديني، والمساهمة في رعايتها وتطويرها وصيانتها، واحياء رسالتها في خدمة المجتمع، وتوفير الرعاية المناسبة للخطباء والأئمة والمؤذنين وتنشيط دورهم الاجتماعي.
والمصرف الوقفي الثاني مخصص للقرآن الكريم ونشره والاهتمام بعلومه وتشجيع تلاوته حفظا وتجويدا وترتيلا، وهناك مصرف وقفي للتعليم يخصص ريعه للعناية بطلاب العلم المحتاجين ورعاية وتحفيز المبدعين والمساهمة في توفير متطلبات البحث العلمي، وابراز اهتمام الاسلام بالعلوم، كما حدد مصرف وقفي للرعاية الصحية والمساهمة في توفير الخدمات الصحية الخاصة للمرضى الذين ليس لهم من يرعاهم، والاهتمام بالحالات التي تحتاج الى علاج طبي طويل ومكلف أو طارئ، ونشر مفاهيم التنمية الصحية ودعم الجهات القائمة على توفير الخدمات الصحية والارتقاء بمستواها.
وحددت الهيئة ايضا مصرفا وقفيا للأيتام والفقراء من داخل الدولة وخارجها لمساعدتهم وتوفير الخدمات اللازمة لهم.
أما المصرف الوقفي للبر والتقوى فيصرف ريعه للعمل على ايصال مفاهيم البر والتقوى للمجتمع والصرف على الحالات التي لم تخصص ضمن المصارف الاخرى.
ووضعت الهيئة ايضا مصرفا وقفيا خاصا للمسجد الاقصى وابنائه، تلبية لنداء الدين والواجب الذي فرضته المعاناة التي يمر بها اخواننا المسلمون في الارض الفلسطينية المحتلة.
وأوضح الزعابي ان الهيئة لم تحدد حتى الآن مشروعا خاصا لكل مصرف وقفي، والاسهم الوقفية توضع في مشاريع يذهب ريعها لهذه المصارف مجتمعة، على ان يتم في المستقبل تحديد مشاريع خاصة لكل مصرف على حدة، مشيرا الى ان شرط الواقف يلزم المسؤول عن الوقف الزاما تاما، وعلى سبيل المثال هناك وقف في مدينة العين خصصه اصحابه للمساعدات الاجتماعية لأهل العين وعمان، والهيئة ملتزمة بهذا المصرف، ولا تضع أيا من ارباح الوقف في مصرف آخر أو حتى لأشخاص من غير العين وعمان.
مشاريع هندسية
المهندس مبارك محمد مطهر رئيس القسم الهندسي في الهيئة تحدث عن المشاريع الهندسية التي تنفذها بأموال الوقف، فقال: ان لدى الهيئة الكثير من المشاريع الوقفية في مختلف انحاء الدولة، ومنها بناية الاوقاف في الخالدية، التي اوقفها صاحب السمو رئيس الدولة، وبناية الهيئة في شارع حمدان، وهي بناية قديمة هناك قرار بهدمها واستحداث مبنى جديد عن طريق الاسهم الوقفية، كما يوجد مبنى في شارع الظفرة من 12 طابقا، مع طابق ارضي فيه محال تجارية و”ميزانين” للمكاتب، وينتهي هذا المبنى مع نهاية العام الحالي وريعه المتوقع هو مليونا درهم سنويا، وسيطرح كأسهم وقفية لتغطية نفقات البناء، والاستفادة منها في انشاء مشروع جديد، لأن الهيئة تفضل ان تبني المشروع على نفقتها ثم تطرحه كأسهم. وهناك مشروع بناية في بني ياس، وهي سكنية تجارية مكونة من محال في الطابق الارضي وطابقين سكنيين. والريع المتوقع هو 248 الف درهم سنويا.
وفي الشارقة هناك بنايتان قديمتان للأوقاف تشرف عليهما الهيئة، وفي عجمان تم انشاء برج سكني واستلمته الهيئة وطرحته كأسهم وقفية، وتم تأجير كامل الشقق والمحال في المبنى وبلغ الدخل السنوي مليونا ومائة الف درهم، وقد بنيت بتمويل من البنك الاسلامي للتنمية في جدة، ويتم السداد من خلال الايجارات والاسهم الوقفية، ويتم ايضا في عجمان انشاء بنايتين تجاريتين سكنيتين يتكون كل مبنى من طابق ارضي ومحال وستة طوابق، اضافة الى مبنى مشابه في أم القيوين.
وقال المهندس مطهر ان الهيئة طرحت مشروعا وقفيا ينفذ على الاراضي الوقفية التابعة للمساجد، حيث تطرح هذه الاراضي للمواطنين لبناء محال تجارية على نفقتهم، ويستثمرونها لمدة خمس سنوات ثم يعيدونها للهيئة، وقد تم ابرام اكثر من 12 عقد استثمار بهذه الطريقة في المنطقة الغربية وخمسة عقود في أبوظبي، وهذا المشروع مطروح تحديدا في امارة ابوظبي.
ومن المشاريع المهمة مشروع اوقاف المساجد، حيث تبنى لكل مسجد مبان سكنية تجارية تابعة لها لينفق ريعها على المسجد وأوجه الخير الاخرى.
منافذ الخير
وفي مركز فتوح الخير التجاري في أبوظبي التقت “الخليج” عبدالله حجيلي المسؤول عن منفذ بيع الاسهم الوقفية في المركز، فقال: ان فكرة ايجاد منفذ بيع هي اعلانية اكثر من أي شيء آخر، وقد انتقل هذا المنفذ في مراكز التسوق المختلفة في أبوظبي بالاضافة الى المشاركة في معرض الأسر المنتجة، والهدف من هذا التنقل هو دراسة مدى جدوى البيع في كل مركز وتحديد الاماكن التي ستوضع فيها منافذ ثابتة.
وحول الاقبال على الأسهم الوقفية، قال حجيلي: ان الاقبال كبير جدا، خاصة من المواطنين، والنساء اكثر اقبالا على المشاركة من الرجال، بالاضافة الى ان هناك الكثير من غير العرب أو المسلمين يسألون عن الوقف، ويبدون اعجابا شديدا بالفكرة، وغالبا ما يشاركون بالتبرع.
وقد لاحظت ان عددا كبيرا من الناس لا يعرفون ماهية الوقف، ويأتون ليسألوني، ويعجبون بفكرة تحويل الاوقاف الى اسهم، وحتى الاطفال عندما يسألون، احاول ان اشرح لهم الفكرة بشكل مبسط.
وبالنسبة للأسهم فهناك اسهم بمائة درهم واخرى بألف، وهناك بعشرة دراهم، ولكن الاقبال الاكبر هو على الاسهم الشهرية، وهي عبارة عن رسائل للبنك لاقتطاع مبلغ شهري يوضع في حساب الاستثمار الوقفي، والتبرعات تتفاوت، فهناك من يتبرع بمبلغ صغير، وآخرون يشترون عددا من الاسهم ذات قيمة الألف درهم، وذلك كل حسب استطاعته، وهذه هي فكرة الاسهم الوقفية.
الوقف في الاسلام
الوقف حسب المشرع الاسلامي هو حبس العين عن تمليكها لأحد من العباد، والتصدق بالمنفعة على مصرف مباح، والعين اما ان تكون دارا أو بستانا أو نقدا.
وقد شهد الاسلام منذ عصره الاول اهتماما كبيرا بالوقف، حتى انه لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ذو سعة إلا أوقف. واستمر ذلك خلال عهود الخلفاء الراشدين من بعده، وبلغ انتشار الوقف درجة ان غطت ايراداته احتياجات الناس الضرورية وحتى الكماليات ووسائل الترفيه.
وقد حرص المسلمون في مختلف عصورهم على وقف بعض املاكهم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اذا مات ابن آدم، انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”. وروى البخاري عن عمرو بن الحارث بن المطلق ان الرسول الاكرم لم يترك الا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا تركها صدقة”.
منقووول من جريدة الخليج الاماراتية..
أم شماء @am_shmaaa
رحيق الصحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
منارة الاسلام
•
ما شاء الله فكرة جدا حلوة الله يوفقهم الى ما فيه خير للاسلام والمسلمين
الصفحة الأخيرة