عطر الزمن

عطر الزمن @aatr_alzmn

عضوة شرف في عالم حواء

السيارة ليست وسيلة نقل فقط… بل مكتبة وخزانة وسرير ومطعم

الملتقى العام

السيارة ليست وسيلة نقل فقط… بل مكتبة وخزانة وسرير ومطعم

6 نوفمبر 2006


أن تتناول طعام الإفطار في سيارتك صباحاً، أو أن تتناول كوباً من القهوة فيها، لا يعتبر شيئاً غريباً لكثير من الناس، الغريب أن تتناول الإفطار والغداء والعشاء في السيارة، وأن تبدل ملابسك داخلها، أو تأخذ فيها قيلولة لمدة ساعة أو ساعتين أحياناً، وتضع فيها أوراقك وبعض الكتب، أو تذاكر فيها استعداداً للامتحان.


السيارة/المنزل، مصطلح لم يعد غريباً بين الشباب في السعودية. من الشائع جداً أن تركب سيارة أحدهم، لتجد ثوبه معلقاً فيها، أو لباس العمل، أو تجد حقيبة العمل إن كان موظفاً ومذكرات الجامعة وكتبها بالتأكيد إن كان طالباً، ولن تستغرب إذا وجدت صحناً فارغاً أو بقايا لفائف الساندويش، لأن كثيرين صاروا يعتبرون السيارة منزلاً متنقلاً، خصوصاً أولئك الذين يعيشون بعيداً عن ذويهم.

استخدام السيارة بدلاً عن خزانة الملابس شائع أيضاً لدى الكثيرين، خصوصاً أصحاب المهن التي تحتاج إلى ملابس خاصة. العسكريون والعاملون في المجال الطبي، وحتى رواد النوادي الرياضية، جعلوا من صندوق السيارة خزانة ملابس ورف أحذية أيضاً، ولا حاجة إلى الذهاب إلى المنزل لتبديل الملابس، فالملابس التي يستخدمونها بشكل يومي موجودة في السيارة.

ليس الابتعاد عن الأهل وحياة العزوبية، السبب الوحيد لاتخاذ السيارة مسكناً جزئياً، فالاستعجال والتكاسل من الأسباب أيضاً بحسب ثامر (21 سنة) الذي يدرس في السنة الثالثة في قسم علم الاجتماع، إذ يشير إلى أن تأخره في الخروج من المنزل للحاق بالمحاضرة الأولى يجعله يتناول الإفطار في السيارة بدلاً من المنزل، اختصاراً للوقت كما يقول، ويؤكد ثامر أن طعام الإفطار ليس الوحيد الذي يتناوله في السيارة، مشيراً إلى أنه يضطر لتناول الغداء أيضاً في السيارة حينما يصحو متأخراً من قيلولة الظهر ليتدارك عمله المسائي.

ويتحدث محمد بلهجة المفتخر عن أنه استطاع أن يتناول جميع المأكولات أثناء قيادته السيارة ذات الناقل اليدوي، بما في ذلك الرز الذي عجز زملاؤه عن تناوله أثناء قيادتهم للسيارة، لكنه يشتكي من نظرات السائقين الآخرين الذين ينظرون إلى من يأكل أثناء القيادة نظرة استهجان وتخوف، خوفاً من أن تميل سيارته في أي لحظة أثناء تناوله الطعام فتصطدم بهم.

وعلى رغم أن تناول الطعام أثناء القيادة يشغل اليدين، يؤكد محمد أنه لم يقع في أي مخالفة مرورية أثناء قيادته، ويعزو ذلك إلى أنه اعتاد ذلك منذ فترة طويلة.

أما النوم في السيارة بحسب يزيد (20 سنة) فصار شيئاً معتاداً لدى الشباب خصوصاً في مواقف سيارات الجامعات، ويوضح يزيد أن أوقات المحاضرات تكون متقطعة في بعض الأيام ليمتد الفراغ بين المحاضرات إلى 3 ساعات أحياناً، الأمر الذي لا يستطيع معه البقاء في الجامعة ولا الذهاب إلى المنزل، ما يضطره إلى ركوب سيارته التي «ظللها» بالكامل، وتشغيل مكيفها والاستمتاع بغفوة قد تطول أحياناً.

وللنوم في السيارة لدى الشباب قصص وحكايات لا تنتهي. يحكي عبد الله (23 سنة) الذي تخرج من الجامعة منذ سنتين، أن والدته كانت تجبره على الذهاب إلى الجامعة منذ المحاضرة الأولى حتى وإن بدا مرهقاً، ليجد نفسه قد أوقف سيارته ونام داخلها حتى يستعيد نشاطه، لكنه في إحدى المرات كان متعباً لدرجة أنه أوقف سيارته لينام مدة 7 ساعات، ويصحو بعدها ليعود أدراجه إلى المنزل بعد أن انتهت جميع محاضراته وهو نائم في موقف الجامعة.

واللافت أن الامر لا يقتصر على الطلاب وحدهم بل يطاول الموظفين أيضاً ممن تقع على عاتقهم مسؤوليات أكبر من تلك التي يتحملها الطالب. فسلمان (26 سنة) مثلاً الذي يعمل في قطاع التقنية، يقول إن الشركة التي يعمل فيها تعطي الموظفين ساعة واحدة أثناء العمل للراحة، وبما أنه لا يستطيع العودة إلى المنزل لقصر الوقت فإنه يركب سيارته ويتمدد في مقعدها الخلفي لحين انتهاء «القيلولة».

لكنه ذات مرة نسي ضبط منبه هاتفه الخلوي فامتدت راحته إلى غروب الشمس وانتهاء الدوام!


وفي الجامعات، قبل بدء الامتحانات بساعتين تقريباً يندر أن تجد طالباً إلا وقد أمسك كتابه داخل السيارة ليراجع ما درسه ليلة الاختبار، لكن العديد من الطلاب يؤكدون أن ما يقومون به في السيارة ليس مراجعة وإنما هي المذاكرة الأولى، ويؤكد خالد الذي يدرس في قسم اللغة العربية أنه لا يستطيع المذاكرة إلا في السيارة، باعتبار أن السيارة تخلو من أي ملهيات، فلن تجد أمامك إلا مقود السيارة لتلهو به إن أردت، مشيراً إلى أنه يحرص على الجلوس في السيارة قبل الامتحان بثلاث ساعات أحياناً ليتمكن من المذاكرة في جو هادئ وبعيد من أسباب اللهو.


وتشمل استخدامات السيارة أيضاً حل الواجبات فلن تستغرب إذا وجدت أحدهم داخل سيارته وهو ينسخ مذكرة ما أو يحل واجباً بقي على تسليمه بضع دقائق. إذ يلجأ كثيرون إلى السيارة لأنها أكثر خصوصية من مكتبة الجامعة ولا تحتاج فيها إلى نقل كتبك ومذكراتك فكلها موجودة فيها


منقول “جريدة الحياه “



بانتظار تعليقاتكم........

13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطر الزمن
عطر الزمن
السيارة/المنزل، مصطلح لم يعد غريباً بين الشباب في السعودية.
**بنت ناس**
**بنت ناس**
صدقتي والله


مشكوووووووووره
زوجي قلبي
زوجي قلبي
هالشي لم يعد غريبا فعلا

فنص شباب السعودية تلقين اغلب اغراضهم بسيارتهم
PiNk بنت الأكابر
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanx
لمعة الماسه 2008
الله يهديهم