بسم الله الرحمن الرحيم---
نرى الكثير من الأطفال يتظاهر بعدم سماع والديه عندما يقومون بطلب أمرا ما منهم ، وحتى ولو صرخنا بهم فهذا دون جدوى طبعا ، فما يزال هذا الطفل متجاهل الأوامر ، فيختار الأهل إلا يخوضوا معركة مع طفلهم وهم لا يعلمون أن أبنها الصغير قد ربح المعركة سلفا ، إذ أنهم سوف يقومون بعمل ما كلف به أو تكليفه لغيرهم .
أن نوعا من التربية اليوم يسهم في جعل بعض أولادنا ( أطفالا أسياد ) وتحويل الأهل إلى رعايا ، أما بسبب تساهل الأهل أو إهمالهم . أو اقتناعهم بهذا النوع من التربية.
ولكن ، لماذا يختار البعض إفساد ولده وهو على قناعه انه يربيه أحسن تربيه ----
وهذه الظاهرة في الحقيقة حديثه العهد ويمكن تفسيرها لعاملين أساسيين : أولها أما بسبب حياة الأهل في السابق حيثوا عاشوا حياة قاسية وعانوا من الحرمان من أبسط الأمور الأساسية وعندما أنعم الله عليهم بالرخاء وتحسن المعيشة المادية قرروا أن لا يحرموا أولادهم من كل ما باستطاعتهم أن يقدموه لهم من العاب ، تسلية ، مأكل ، ملبس .
أما العامل الثاني : فهو انتشار وسوء فهم علم نفس الأطفال ، أن علم النفس بعد انتشار مفاهيمه وتبسيطها على نطاق واسع ، قد حل أحيانا بدل الحس السليم الناجم عن غريزة الأمومة . وصارت التربية عباره عن تحليل نفسي ، مع العلم أن التحليل النفسي طريقة علاج كما نعرف يتم بواسطتها تحليل سلوك ما وحل مشكلات نفسية معينة ، ولكنها ليست نهجا تربويا .
وهكذا باسم خيار تربوي معين أو باسم حب زائد أو لأننا يمكن نختار الحل الأسهل ونرفض أن نفرض أي نوع من أنواع الضغوطات على أطفالنا . ولكن في بعض الأحيان الضغوطات والاحباطات ضرورية .
فيجب علينا أن نعرف كيف نحبط طفلنا الآن حتى نضمن له السعادة غدا ، شرط إلا تكون الاحباطات مرضية بالطبع وألا تعبر عن نزوات الأهل أنفسهم .
والطفل الذي يعيش من دون حدود يفرضها عليه والداه لا يستطيع أن ينظم حياته والتساهل الكامل معه يعتبرها الطفل بالنسبة له مصدر قلق وإحساس بعدم مبالاة الأهل به .
وعندما نربي الطفل من دون أية ضغوطات فبذلك نعطي الطفل فرصة الاعتقاد بأن جميع رغباته أوامر ويكفي أن يفاوض والديه حتى يحصل على كل ما يريد – وإذا كنا نعترف بأهمية الحوار مع الأطفال غير أن وضع قواعد السلوك والحياة الأساسية على عاتق الأهل أولا وأخيرا لئلا تتحول علاقة الطفل معهم إلى ابتزاز عاطفي .
والذي أريد أن أقوله أن ترك حرية القرار الكاملة للطفل السيد يعني تحميل هذا الصغير مسؤولية تفوق عمره وطاقته ودفعه إلى أن يكبر بسرعة ويواجه متطلبات المجتمع والحياة بينما هو مازال جاهلا بها وعليه أن يتعلمها من والديه . وعندما يصبح هذا الطفل مراهقا قد يبحث عن علاقة التبعية التي افتقدها مع ذويه في العلاقات العاطفية المبكرة أو الإدمان على أنواع المخدرات .
فهل نريد أطفالنا أن يتحولوا من ملائكة إلى شياطين !!!!!!
------------------
الانسان يساهم في بناء سعادته أو شقائه وذلك لأنه يوظف نفسه في اختيار البدائل
<font face="MS Dialog"
جورجي @gorgy
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
------------------
القناعة كنز لا يفنى.