الشباب المسلم بين التشريع والتغريب

بسم الله الرحمن الرحيم
اقشعرت الارض، واظلمت السماء وظهر الفساد ،في البر والبحر من ظلم الفجرة والمستبدين وتكدرت الحياة وقلت الخيرات وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من انتشار الأعمال الخبيثة وشكى المتقون الى ربهم كثرة الفواحش والمنكرات وهذا والله نذير شؤم عظيم ومؤذن بليل قد ادلهم ظلامه .
والكل ينادي بتخليص هذه الامة من هذا الشر المستطير، فمن يا ترى الذي سيبادر الى اانتشال الأمة من هذا الانحراف الذي سوف يؤدي بها الى الهلاك والدمار.
إننا والله بحاجة إلى المصلحين والدعاة الذين يعملون على تخليص الامة من التبعية لبلاد الغرب حيث هم أعداء الإسلام الذين غرسوا الانهزامية في قلوب الجيل الناشئ وعملوا على تزيين الشر في نفوسهم حيث سخروا كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية من صحف وقنوات فضائية لعرض كل الافكار التي تبعد المسلم عن عقيدته وأخلاقه فهم أينما نظروا وجدوا امام اعينهم نماذج من المغنيين والممثلين الذين يقودون حملةً شرسة لإغراء الشباب
والفتيات الى الانحراف عن جادة الحق والصواب.
فهانحن نرى الشباب وقد قلدوا في مناظرهم ومظاهرهم طبقة المغنيين فنسوا اخلاق المسلمين من الشهامة والمرؤة والرجولة والغيرة على الاعراض باسم التقدم والتحرر، واما الفتيات فعن احوالهن حدث ولا حرج فهذه الملابس الجذابة بالألوان الصارخة الذي تثير شهوات الشباب وتظهر من الجسم اكثر من ما تستر منه إن هؤلاء جميعاً ينطبق عليهم قول الله تعالى:{يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقبكم فتنقلبوا خسرين بل الله مولاكم وهو خير النصرين}سورة آل عمران الآيات 149-150 .
وقد اخبر النبي صاى الله عليه وسلم ان فئاماًمن امته سيتبعون اعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم كما جاء في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لتبعتموهم،قلنا :يا رسول الله اليهود والنصارى,قال:فمن؟}
و تحضرني الآن حادثة بسيطة اوردها الاستاذ يوسف العظم في كتابه {فصل الدين عن الدولة ضلالٌ مستوردة} ملخص الحادثة ان موشه ديان عندما كان وزيراً للدفاع الإسرئيلي التقى مجموعة من الشباب العرب في بلاد الغرب فصافحهم إلا شاباً مؤمناً أبى ان يصافحه وقال له:أنتم أعداء امتنا تحتلون ارضنا وتسلبون حريتنا ولكن يوم الخلاص منكم لا بد آتٍ بإذن الله فابتسم ديان وقال: حقاً سيأتي يومُ ٌ نخرج فيه من هذه الأرض وهذه نبؤةُ نجد لها في كتبنا اصلاً ولكن متى؟ قال ديان اذا قام فيكم شعبٌٌ يعتز بتراثه ويحترم دينه ويقدر قيمه الحضارية عندها تقوم لكم قائمة .
فيا معشر الشباب أنتم رأس مال هذه الأمة ويا أيتها الفتيات انتن أساس صلاح المجتمع ما عذركم امام الله تعالى وقد انزل لكم كتابه العظيم ولم تتخذوه نبراساً وهادياً الى سبيل الخير وما عذركم وقد تركتم سنة رسوله العظيم ما غذدرنا جميعاً ونحن نعلم ان مستقبل امة الاسلام وريادتها للبشرية مرهونٌ بتطبيق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإلاصدق فينا قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
وسبحانك اللهم وبحمدك