الشتـاء على الأبواب فاحذروا الأنفلونزا
مع اقتراب موسم الشتاء يعلن الأطباء حالة الإستنفار لإستقبال موجات وباء الأنفلونزا الذي يضرب مئات الملايين حول العالم، ويكاد لا يفلت أحد من الإصابة به ولو مرة سنوياً.
ومن حسن حظ البشريّة أن هذا المرض ليس مميتاً، وإلاّ، فالله وحده يعلم ما كان مصير البشريّة
وباختصار، لا علاج فعّال للأنفلونزا حتى الآن، وهو قابل للإنتشار السريع بشكل وبائي، علماً أن غالبيّة الأدوية والعلاجات المتوافرة هي لمكافحة عوارضه ومضاعفاته فقط، بهدف إمرار أيام المرض التي تراوح بين ثلاثة للزكام البسيط وعشرة للأنفلونزا، وللحؤول دون تطوّر مضاعفاته إلى إلتهاب رئوي حاد فعلاً أو إلتهابات في سحايا الدماغ وشغاف القلب.
ورغم أن العدوى تنتشر بقوة في الشتاء، إلاّ أن الفيروس يكون موجوداً طوال السنة، لكنّه يكون أكثر فعاليّة شتاء بسبب أجواء الرطوبة وغياب التهوئة الجيّدة في المنازل، بالإضافة إلى أن الفيروس في ذاته يصبح أنشط وأقوى شتاء.
هناك ثلاثة أنواع من يروسات الأنفلونزا (معـروفة أيضاً بالكريب) هي A وB وC. النوعان الأولان هما الأكثر إنتشاراً في الشتاء، وعندما يدخل الفيروس إلى الجسم، وغالباً من طريق الأنف أو العين، فهو يصيب الخلايا في الممّرات الهوائيّة في الرئتين. حيث تتكاثر وتنفصل لتصيب سطح الرئتين. عندها يتصدى جهاز المناعة لليروس بعد أن يكون أحس بنشاطه، فيرسل أجساماً مضادة لتقتل الفيروس، وخلال هذه العمليّة تتوّلد مواد ترفع حرارة الجسم لمساعدته في قتل الفيروس، ويقوم الجسم بردّة فعل طبيعيّة لحماية الرئتين بإطلاقه نوبات السعال والعطس التي تطرد الفيروس إلى خارج الجسم، ويكون السعال في البداية جافاً ثم يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى طارد للبلغم الذي يحمل أيضاً الإفرازات الجرثوميّة إلى خارج الجسم.
وغالباً، يخلط الناس بين الزكام العادي الذي يستمر نحو ثلاثة أيام، ويكون عبارة عن سيلان أنفي وعطاس وأوجاع بدنيّة وانحطاط عام في الجسم، والأنفلونزا الذي يكون أقسى لجهّة العوارض وخصوصاً لجهة إرتفاع حرارة الجسم والسعال والبلغم ومضاعفاتها الأخرى.
ويدوم الأنفلونزا غالباً نحو أسبوع، ولا يحتاج عادة إلى زيارة الطبيب إلا لدى الأطفال وكبار السن وضعفاء البنيّة والمرضى.
لكن زيارة الطبيب تصبح واجبة إذا طالت مدّة المرض عشرة أيام أو كانت الإصابة حادة ومصحوبة بمضاعفات قويّة، أو إذا أحسّ المصاب بآلام في الصدر وضيق في التنفس أو كان سعاله مصحوباً بالدم، أو أحسّ بتصلّب في العنق.
فالأنفلونزا قد يكون مقدّمة لمضاعفات أخرى أكثرها شيوعاً هو السعال الذي قد يتحوّل مزمناً إذا لم يعالج، وكذلك الإلتهابات الرئوية وهي خطرة للأطفال وكبار السن.
ولدى الإصابة بالأنفلونزا يستحسن الإستلقاء في أجواء هادئة والراحة الكاملة وتناول الماء والكثير من العصائر الطبيعيّة والسوائل الساخنة والحساء، وخصوصاً حساء الدجاج لما يحتويه من مركّبات تنشّط الجسم.
ويفضّل أن يرتدي المصاب ثياباً خفيفة ورداء يؤمّن الدفء شتاء دون إفراط في الحرارة.
ويستتبع الأنفلونزا أيضاً مضاعفات أخرى كإلتهاب اللوزتين أو إلتهاب الأذن الوسطى أو إلتهاب الشعب الرئوية وصولاً إلى إلتهاب شغاف القلب وسحايا الدماغ، وتؤدّي الإصابة في حالات نادرة إلى الموت لدى ضعاف البنية كالعجزة أو بعض المصابين بأمراض مستعصية. وتقدّر الإحصاءات عدد الوفيات حول العالم جراء مضاعفات الأنفلونزا بنحو 4000 شخص سنوياً.
والغريب أن هذا الوباء لا يزال عصياً على الأطباء رغم التقدّم العلمي الهائل، فهو يروس ذكي إلى درجة أنّه يطوّر نفسه كل سنة فيأتي في شكل جديد يخدع الجهاز المناعي للجسم ويصيب الأطباء بالإحباط في سعيهم إلى محاصرته وقتله على غرار ما فعلوا بأمراض قاتلة وفتّاكة.
وفي غياب العلاجات الفعّالة للأنفلونزا، تبقى الوقاية أفضل الأدوية، وخصوصاً في فترات تفشّي المرض.
وينصح الأطبّاء بالعمل على تقوية المناعة عبر الرياضة (نصف ساعة أربع مرات أسبوعياً) واعتماد نظام غذائي صحّي فيه الكثير من الخضر والفاكهة واليتامينات، خصوصاً اليتامين C واليتامين E. بالإضافة إلى تخفيف الإجهاد في العمل وتنشّق الهواء النظيف والإمتناع عن التدخين.
وينتقل الفيروس من الجسم عبر العطس والسعال والإفرازات المخاطيّة، لذلك يمكن تجنّبه باعتماد وسائل بسيطة وفعّالة أبرزها الإبتعاد عن المريض لمسافة لا تقل عن متر واحد، وهو مدى إنتقال الرذّاذ الناجم عن العطس أو السعال في الهواء، بالإضافة إلى تجنّب معانقة المريض وتقبيله. أما في حال مصافحته فيجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون والمطهّرات إذا أمكن. وعدم لمس الوجه أو العينين أو تناول الطعام قبل ذلك. بالإضافة إلى تجنّب إمساك ما لمسه المصاب وغسله جيداً إذا لمسناه.
أمّا المصاب فيتعين عليه عدم استعمال المناديل القماشيّة، وإبدالها بالمحارم الورقيّة ورميها مباشرة دون الإحتفاظ بها في اليدين لإنّها مخزن لليروسات.
كذلك ينصح بتهوئة غرفة المصاب جيداً لمنع إنتقال الفيروس عبر الهواء، والقيام إذا أمكن بتعقيم الهواء عبر نشر مادة معقّمة في الجو بواسطة آلات خاصة تستعمل أيضاً لترطيب الأجواء.
ورغم أنّه أعلن أخيراً إكتشاف دواء جديد يحتوي على مضادات ليروس الأنفلونزا، فهولم يوضع في الأسواق بعد، للتأكّد من فعاليته على نطاق واسع، وهو باهظ الكلفة وينفع فقط إذا تمّ تناوله خلال فترة 48 ساعة من بدء عوارض الإصابة لأنّه يعمل على تعطيل الأنزيم الذي يساعد على دخول الفيروس إلى الخلية، أمّا إذا دخلها فلا يعود الدواء نافعاً.
ويلجأ الأطباء حالياً إلى تطعيم بعض الراغبين في تجنّب المرض، وذلك بوضع الأنواع الأكثر شيوعاً في الموسم السابق في الطعم ممّا يساهم في الوقاية منها وتخفيف عوارض الفيروسات الجديدة المطوّرة. غير أن الأطباء يفضّلون عدم تناول أقوياء البنية الطعم لأنّهم يوثرون أن يحارب الجسم المرض لإكتساب المناعة المطلوبة. وهم ينصحون بإعطائه للمهددين بجدية من عوارض الأنفلونزا ككبار السن، ومرضى القلب والسكري والروماتيزم وبعض الأمراض الأخرى.
أما لدى الأطفال فيعطى لمن هم فوق السنة، وذلك على دفعتين تتألف كل منها من نصف الكميّة المعتادة مع فارق شهر بينها، ثم تعطى جرعة عادية لمن فاق الست سنوات.
ويفضّل القيام باللقاح بين شهر أيلول (سبتمبر) ومنتصف تشرين الأول (أكتوبر) أي قبل فصل الخريف الذي يبدأ الفيروس بالإنتشار فيه.
ويتسبّب اللقاح أحياناً بإرتفاع بسيط في درجات الحرارة وألم في الرأس وتعب في الجسم خلال فترة 24 ساعة، تزول بعدها أعراض "الأنفلونزا المصفرة"، بالإضافة إلى احمرار الجلد في مكان الطعم أحياناً.
ويؤمّن الطعم المناعة لسنة واحدة فقط، لذلك يتم تجديده سنوياً بسبب تطوّر يروس الأنفلونزا، لكن لا يجوز إجراؤه لمن يعاني بعض الأمراض كإلتهابات البول أو المشاكل في الدم، كما يفضّل عدم إجراء اللقاح للمرأة الحامل لأنّه يحتوي على يروسات قد تؤذي الجنين
زينة

فاتي 67 @faty_67
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

حوريه بس غير
•
الله يكفينا الشر قولي امين


يسلموووووووووووو على الموضوع ..
و خذوا مني أسهل واقي ضد الانفلونزا :
الحمضيات : البرتقال و الليمون ...
كثروا منها
كلوها
اعصروها
المهم حاولوا يومياً يكون لها نصيب في وجبتكم ..
لأنها تقتل أي مسبب للانفلونزا ..
دمتم سالمين
و خذوا مني أسهل واقي ضد الانفلونزا :
الحمضيات : البرتقال و الليمون ...
كثروا منها
كلوها
اعصروها
المهم حاولوا يومياً يكون لها نصيب في وجبتكم ..
لأنها تقتل أي مسبب للانفلونزا ..
دمتم سالمين


الصفحة الأخيرة