
الشخصية المرموقة وحواراها مع النــاس
للحوار لغة خاصة و جوانب جميلة تجبرنا على تعلمها حتى لا نقع بلغط الحديث
و لكن للحديث ايضا لسان راق كيسْ و معلم إذا صيغت به حروفك التي تطرحينها هنا أو في اي مكان تعرفنا على شخصك و طبعك و تفاصيل مما يحمل نهاكـ و فكركـ
فكم تشدني أساليب الأرواح التقية والنفوس العالية السامية بمكنون تخط معناه و محتواه للغير من حب و نصح و مشورة و عظة
لأن الهدف من طرح موضوع للنقاش هو للوصول لحل مشكل ما و الحصول على منفعة خاصة وعامة
و عليه نجد في خلال حوارنا و تناقشنا أقلاما تنصح و أخرى تفضح و تلك تمدح و اخرى تقدح
و سنخرج حتما بقلوب مكسورة و خاطر دام و خلد مشوش و أرواح مظطربة فمن انشغال العضوة بما طرحت للمشورة تصبح مهتمة بالردود الكسيرة
و ناهيك على أننا نختلف بالرأي و طرح الأفكار و بإدلاء ما تمليه علينا الضمائرإلا أننا لن نرتقي إلا و قد تركنا وراءنا خطوطا خضراء
تلتهم كفاكهة يرغبها الجميع و هي غالية الثمن و باهضة و ما أجملنا و نحن نصول ونجول بين جنبات النقاش و ننتقل من نقطة إلى نقطة كانتقال النحلة من زهرة إلى زهرة
فإن هي جمعت الرحيق نحن نجمع ما منه الصدر ينشرح ولا يضيق
بحثت بين افكاري و خيالي المتواضع فعثرت على زهور إن شممناها مررنا على مواضيع النقاش بانتعاش
فتمتعنا بالتجوال بين السطور و إذا رحلنا شدنا الشوق لقراءة من مر بعدنا و تأثر بعبق عطرنا هناك
و حتى نكون محاورين من الطراز القيم والجيد و المتشبع بالأدب والرؤى البعيدة علينا تخيل أنفسنا أننا محيطين بطاولة
تقابلنا فيها
النصيحة لله
و الأخوة فيه
و المحبة له
و التوكل عليه
و الهدف هو النفع والإنتفاع

أولا : إن المحاورة هو فن و أمر جبلي عند البعض فنراه يمتلك القدرة على الطرح و علاج الأفكار بكل هدوء وروية فإن مثل هذه الأخلاقيات تكتسب من طلب العلم الشرعي
]و احتكاك المرء بالعلوم و التشبع بها و قد يصل بعضهم إلى مقارعة عمالقة الحوار أينما كانوا
ثانيا :
التوكل على الله و النية في دخولك للموضوع بأن تستفيد و تفيد بهذا الإهتمام لا أن تكون قارئا فضوليا فقط
و أن تستند على الدلائل الشرعية كالآيات البينات و الأحاديث النبوية الشريفة
ثالثا :إقرأ الموضوع و حاول فهم القصد فيه ومنه لأن فهم السؤال نصف الجواب ولا تتعجل بالرد
رابعا:إذا رددت أنت الأول عد إلى الموضوع لتعرف رأي الغير فيه فقد يكون رأيك خاطئا فتصححه فليس العيب في أننا نخطئ و إنما العيب في أننا لا نعترف بالخطأ
خامسا : ردك باسلوب لبق يحبب صاحب الموضوع فيك و يتمنى زيارتك لمواضيعه في كل مرة

سادسا: إذا كان الأمر يخصك أو لا يخصك لا تنفعل أو تستفز فتأخذك كلماتك و لسانك لكتابة ما لا يليق
أو ما تندم عليه بعدها و لكن حاول تقبل الأمر بقلب ثابت و عقل راجح لتصل إلى المطلوب
سابعا:ليس من الضرورة أن يكون لك أسلوب محنك في الرد و إنما المهم أن تستطيع إيصال المفهوم لقارئي ردك و رأيك
ثامنا:أن تقول كلمة مختصرة واضحة وصريحة خير لك من أن تطرز غيرها بخيط التخفي و تتنحى جانبا
فتمسي كالنعامة إذا خافت دفنت رأسها بالتراب فهات قوة جرأتك لتضعها ببضع حروف نهارا جهارا
تاسعا:لا تشتط غيضا إذا وجدت من يحاول استفزازك بل إملي على عقلك قول أحدهم
جارهم ما دمت في جوارهم و دارهم ما دمت في دارهم
و لتعلم أنك لست تخوض حربا حتى تسعى للفوز فيها
بل أنت عابر ومار على القنطرة فإما أن تصل وتوصل من معك بسلام
و إما أن تسقط في وحل انفعالاتك ولا تجد لك من منقذ
عاشرا:لا تحاول فرض رأيك على الآخرين أو التلميح لهم بقبوله فنحن بشر نخطئ و نصيب و نختلف و نتفاهم
و الوجهة من الحوار ليس الإقناع و تغيير الطباع
و إنما الوصول إلى النفع والإنتفاع
و بالختام السعادة كل السعادة حين نجتمع على طاعة الله و نفتق على رضاه
فليس منا أحد يريد غير رضى الله تبارك وتعالى فاللهم وفقنا لرضاكـــــــــ
