حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون
قليل من الفتيات من يجمعن بين العظمة والزهد والإنابة إلى الله , وأقل القليل منهن من يضفن إلى ذلك التقشف في الدنيا ـ مع تدللها عند والديها ـ وهكذا كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورضي الله عنها , فرغم أنها كانت صغرى بنات أبيها , وختمت بها أمها أولادها وهي في قمة ثرائها ـ حيث ولدت قبيل بعثة رسول الله , وهي الفترة التي لم يكن فيها رسول الله قد انشغل بدعوته عن التجارة في أموالها ـ إلا أن حياتها كانت بعيدة عن الترف مليئة بالجد والجهد .
فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
شهدت أباها يُضطهد في دعوته فصبرت ـ بعد أن قال لها صلى الله عليه وسلم : إن الله مانع أباك ـ وشهدته أمينا على الدولة الإسلامية , بعد قيامها واتساع أطرافها , تأتيه الأموال كل حين , فينفقها كلها في سبيل الله , لا يخصها بشيء فعفت ـ بعد أن أخبرها أن هناك من المسلمين من هم أحوج إلى المال منها فرضيت وعفت .
قال لها علي ذات يوم : والله لقد سنوت ( سقيت بالدلو ) حتى اشتكيت صدري , وقد جاء الله أباك بسبي , فاذهبي فاستخدميه ( أي اسأليه أن يعطينا خادما ) فقالت : وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي , فأتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقال ما جاء بك يا بنية ؟ قالت : جئت لأسلم عليك , واستحيت أن تسأله ..
فأتياه جميعا , فقال علي : والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري , وقالت فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداي , وقد أتى الله بسبي وسعة , فاخدمنا ( اعطنا خادما ) قال : والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُفَة , تطوى بطونهم , لا أجد ما أنفق عليهم , ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم .
فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما , إذا غطيا رؤوسهما تكشفت اقدامهما , وإذا غطيا اقدامهما تكشفت رؤوسهما , فثارا ( هما بالقيام ) فقال : مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ فقالا : بلى . فقال : كلمات علمنيهن جبريل , تسبحان في دبر كل صلاة عشرا , وتحمدان عشرا , وتكبران عشرا , وإذا أويتما إلى فراشكما , فسبحا ثلاثا وثلاثين , واحمدا ثلاثا وثلاثين , وكبرا أربعا وثلاثين .
ورضيت فاطمة بذلك , وحافظ على ذكرها علي , حتى إنه قال : " فما تركتها إلا ليلة صفين , وبالطبع كانت فاطمة كذلك .
ولم يزدها ذلك إلا برا بأبيها , ومحبة له وطاعة له , ذكر ابن سعد في طبقاته أنها جاءت إليه صلى الله عليه وسلم يوما بكسرة خبز , فقال : ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟ قالت : قرص خبزته , فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة .
وذكر أيضا عن علي رضي الله عنه أنه قال : بتنا ليلة بغير عشاء , فأصبحت فخرجت , ثم رجعت إلى فاطمة وهي محزونة فقلت : مالك, فقالت : لم نتعش البارحة , ولم نتغد اليوم , وليس عندنا عشاء , فخرجت فالتمست , فأصبت ما اشتريت به طعاما ولحما , ثم أتيتها به فخبزت وطبخت , فلما فرغت من إنضاج القدر قالت لو أتيت أبي فدعوته .."
وعاشت صابرة على حال زوجها , وشاركته في تحمل أعباء الحياة , يقول علي رضي الله عنه : "لقد تزوجت فاطمة ومالى فراش إلا جلد كبش ننام عليه بالليل , ونعلف عليه دابتنا بالنهار , ومالى خدم غيرها" وكانت أمه تكفيها الخدمة خارج البيت ؛ لأنها لا تخرج كثيرا , وتقوم هي بأعباء البيت بالداخل من العجن والخبز حتى ماتت.
وأتى عليها من الأيام ما لم تجد فيه ما تلبسه فعفت وقنعت , فقد روي عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه قال : كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة وجاه , فقال يا عمران :.., هل لك في عيادة فاطمة بنت الرسول ؟ فقلتُ : نعم ..، فقرع الباب وقال : السلام عليكم أأدخل ؟ فقالت : اُدخل يا رسول الله , قال لها : ومن معي ؟ قالت : ومن معك يا رسول الله ؟ فقال : عمران بين حصين , فقالت : والذي بعثك بالحق نبيا ما على إلا عباءة , فقال : اصنعى بها هكذا وهكذا , وأشار بيده ، فقالت : هذا جسدى , فقد واريته , فكيف برأسي ؟ فألقى إليها ملاءة كانت عليه , فقال : شدى بها على رأسك .
ثم أذنت له فدخل ، فقال : السلام عليكم يا بنتاه , كيف أصبحت ؟ قالت : أصبحت والله وجعة , وزادني وجعا على ما بي أني لست أقدر على طعاما آكله , فقد أجهدني الجوع , فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقال : لا تجزعي يا بنتاه , فو الله ما ذقت طعاما منذ ثلاث , وإني لأكرم على الله منك , ولو سألت ربى لأطعمني ؛ لكني آثرت الآخرة على الدنيا .
فاستحقت بذلك أن يختارها الله من بين نساء العالمين , يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران , وخديجة بنت خويلد , وفاطمة بنت محمد , وآسية امرأة فرعون " وأحسب أنه صلى الله عليه وسلم ما قال : حسبك إلا ليبين أن الفتاة المسلمة , والمرأة المسلمة العاقلة , التي تريد ما عند الله لا ينبغي أن تقلد أو حتى تنبهر بأي امرأة من نساء الدنيا غير هؤلاء , مهما ظهر عند الأخريات من مال أو جمال أو جاه ؛ لأن هذه الأشياء كالطعام الذي ينفد أويفسد بمرور الأيام عليه مهما حاولنا حفظه .
وأعلمُ أن ثمة الكثير والكثير من النساء والفتيات في العصر الحديث يطمعن أن ينلن من الشرف مل ما نالته فاطمة رضي الله عنها , وهذا لا يتأتى لهن إلا إذا سرن على دربها , واقتدين بها في مظاهر حياتها , تلك الحياة التي بلغت بها منزلة السيادة قبل أن تبلغه بنسبها , وكيف لا ورسول الله كان يحثها على مدواومة العمل الصالح دون تفاخر بنسبها ويقول : " يا فاطمة اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا " .
وأقول للباحثات عن المجد من نساء اليوم: هذه فاطمة ـ سيدة نساء العالمين ـ أمينةٌ على بيتها , منيبة لربها , مستجيبة لأمر نبيها , معظمة لحق زوجها , تجُّر الرحى بيدها , وتحمل القربة للسقاية على ظهرها , حتى تركتا آثارا , وعلامات على كفها ونحرها , نظفت بيتها , وأوقدت تحت القدر بنفسها , حتى اغبرت , وجاعت فصبرت , وملكت فجادت وأععطت , فلا تستنكف الواحدة منكن من القيام على أمر بيتها , ولا تتكاسل عن أمر نبيها , ولا تتهاون في أمر دينها , إن طمعت أن تكون مثلها .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وأقول للباحثات عن المجد من نساء اليوم: هذه فاطمة ـ سيدة نساء العالمين ـ أمينةٌ على بيتها , منيبة لربها , مستجيبة لأمر نبيها , معظمة لحق زوجها , تجُّر الرحى بيدها , وتحمل القربة للسقاية على ظهرها , حتى تركتا آثارا , وعلامات على كفها ونحرها , نظفت بيتها , وأوقدت تحت القدر بنفسها , حتى اغبرت , وجاعت فصبرت , وملكت فجادت وأععطت , فلا تستنكف الواحدة منكن من القيام على أمر بيتها , ولا تتكاسل عن أمر نبيها , ولا تتهاون في أمر دينها , إن طمعت أن تكون مثلها .
جزاك الله خير وجزاك الله الجنة
جزاك الله خير وجزاك الله الجنة
صلى اللهوسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
ورضي الله عن خير النساء فاطمة الطاهرة العفيفة
وجزاك الله خيرا اخية
وهدانا الله عز وجل وثبتنا على الحق
ورضي الله عن خير النساء فاطمة الطاهرة العفيفة
وجزاك الله خيرا اخية
وهدانا الله عز وجل وثبتنا على الحق
اعويش
•
رضي الله عن السيدة فاطمة .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد .... الله يرزقنا الاجتماع بهم في جناته .. آمين يارب العالمين
الله يجزيج خير يا أختي الغالية على موضوعج الحلو ..
الله يجزيج خير يا أختي الغالية على موضوعج الحلو ..
الصفحة الأخيرة
وجعله الله في ميزان حسناتك يارب .. وفعلاً ليتنا نقتدي بهؤلاء النساء الخالدات ..