بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشح آفه خطيره لأنها تؤدي إلي جفاف الخير من القلوب فلا يوجد من
يقوم بالمشروعات الخيريه ولا يجد المستغيث من يغيثه وكيف يقوم
جهاد مع الشح أو تقوم دوله أساسها هو الشح فعندما يعم الشح تتردد
المرأه في القيام بواجبات الامومه ويتردد الرجل في القيام بواجباته
الزوجيه
تصوروا كيف تكن الحياه البشريه بعد ذلك وقد ربط الله في القرآن بين
زكاة النفس والإنفاق قال الله تعالي " الذي يؤتي ماله يتزكي " الليل 18
وقال الله تعالي " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكي منكم من أحد
أبدا ولكن الله يزكي من يشاء " النور 21
وعلاج الشح ليس بالسهل فالله تعالي جعل الشح ملازما للنفس
امتحانا للإنسان قال الله تعالي " وأحضرت الأنفس الشح " النساء 128
ذم الشح::::::::::
قال الله تعالي " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " الحشر 9
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أياكم والشح فإنه أهلك من كان
قبلكم حملهم علي أن سفكوا دماءهم وأستحلوا محارمهم " أخرجه مسلم
وأبو داود والنسائي وقال صلي الله عليه وسلم " خصلتان لا تجتمعان في
مؤمن : البخل وسوء الخلق " أخرجه الترمزي قال عبد الله بن عمرو
الشح أشد من البخل لأن الشحيح هو الذي يشح علي ما في يد
غيره حتي يأخذه ويشح بما في يده فيحبسه والبخيل هو الذي يبخل
بما في يده فقط
الإيثار وفضله ::::::::::
السخاء والبخل درجات فأرفع درجات السخاء الإيثار والإيثار هو أن
يجود بالمال مع الحاجه أما السخاء فهو بذل مالا يحتاج إليه والبذل
مع الحاجه أشد وكما أن السخاء أقصاه الإيثار وهو بذل المال مع
الحاجه فإن الشح أقصاه بخل الإنسان علي نفسه حتي أنه يمسك المال
ويمرض فلا يتداوي ويشتهي الشهوه فلا يمنعه منها إلا البخل بالثمن
ولو وجدها مجانا لأكلها وقد أثني الله علي الصحابه رضي الله عنهم
في إيثارهم لبعض حيث قال تعالي " ويؤثرون علي نفسهم ولو كان
بهم خصاصه " الحشر 9 وقالت عائشه رضي الله عنها ( ما شبع رسول
الله صلي الله عليه وسلم ثلاثة أيام متواليه حتي فارق الدنيا ولو شئنا
لشبعنا ولكنا كنا نؤثر علي أنفسنا ) أخرجه البيهقي ونزل برسول الله
صلي الله عليه وسلم ضيف فلم يجد عند أهله شيئا فدخل عليه رجل
من الأنصار فذهب بالضيف إلي أهله ثم وضع بين يديه الطعام وأمر
أمرأته بإطفاء السراج وجعل يمد يده إلي الطعام كأنه يأكل ولا يأكل
حتي أكل الضيف فلما أصبح قال له رسول الله صلي الله عليه وسلم "
لقد عجب الله من صنيعكم الليله إلي ضيفكم " ونزلت " ويؤثرون علي
أنفسهم واو كان بهم خصاصه
حد السخاء والبخل ::::::::::::
البخل من المهلكات ولكن متي نقول أن هذا الشخص يتصف بالبخل
هل إمساك المال في حد ذاته بخل أن للبخل حد وللسخاء حد وحد
البخل هو منع الواجب والواجب قسمان
أولا : واجب بالشرع كزكاة المال أو نفقه العيال والأهل ومن لم يؤديها يعد بخيل
ثانيا : واجب بالمروءه والعاده وهو أصطناع المعروف بشرط عن
طيب نفس
ومن منع أحد الواجبين فإنه بخيل ولكن إذا منع واجب الشرع كان أشد بخلا
والجواد هو الذي يعطي واجب الشرع وواجب المرؤه عن طيب نفس
وبدون إنتظار شكر أو مكافأه أي بذل الشئ بدون عوض وذلك لا
يتصف إلا به الله تعالي ولكن الآدمي يوصف بالجود مجازا إذا بذل
الشئ بدون غرض
علاج البخل:::::::::::
إعلم أن البخل سببه حب المال ولحب المال سببان
أولا : حب الشهوات التي لا وصول إليها إلا بالمال مع طول الأمل
وعلاج ذلك تذكر أن الموت يأتي في لحظه ولا ينفع وقتها لا مال ولا
شهوه وقد يكون له أولاد فيمسك بالمال لأجلهم وذلك خوفا من الفقر
وقلة الثقه بالله في مجئ الرزق وذلك يقوي البخل لا محال فأحسن
الظن بالله يا عبد الله وإتقه وعالج هذا المرض بالقناعه والصبر
ثانيا : أن يحب عين المال وذلك الذي يتلذذ بوجود المال في يده وقد لا
يتداوي من المرض خشية أن يقل ذلك المال وهذا مرض مزمن
صعب شفاءه ولكن يجب الإجتهاد الشديد لعلاج هذا المرض ويتفكر
دائما لماذا خلق هذا المال ويجاهد نفسه علي أن يحفظ من المال بقدر
حاجته والباقي يدخره لنفسه في الآخره
وظائف المال بالنسبه للإنسان:::::::::::::::
المال خير من وجه وشر من وجه لذلك يجب معرفة وظائفه بالنسبه
لنا لتفادي شره والنيل من خيره
1- أن يعرف مقصود المال ولماذا خلق
2- يجنب المال الحرام وأن يكون دخله من حلال ولا يقبل الرشوه
3- أن يتذكرأن حاجته في المال هي ملبس ومسكن ومطعم ليس أكثر
ولكل واحد منهم 3 درجات أدني وأوسط وأعلي
4- أن يرعي الله في المال الذي ينفقه فلا بكون من المبذرين ولا يكون
من البخلاء
5- أن يصلح نيته لله في كسب المال وإنفاق المال حتي يؤجر في كل
ما يكسبه ويصرفه من مال قال علي رضي الله عنه : لو أن رجلا إخذ
جميع ما في الارض وأراد وجه الله تعالي ذهو زاهد ولو أنه ترك
الجميع ولم يرد به وجه الله تعالي ليس زاهد
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد

**مشتاقة** @mshtak
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
بارك الله فيك على هذا التنبيه والتذكير وأثابكِ الخالق
جزاك الله خير على هذا الموضوع
واسأل الله ان يجعلنا من الذاكرين والمُتفكرين