الشكر سبب زيادة النعم ، فأين نحن من عبادة الشكر ؟؟!!

ملتقى الإيمان

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ،، حيا الله اخواتي حوااائيات كما هو مبين في العنوان ، سؤال اسأله لنفسي وكل من مرت من هناا ،،
اين نحن من عبادة الشكر؟!!


هل نحن من القلّة التي تشكر الله على النعم التى أنعمها علينا كما يجب ؟؟!! او من الاغلبية التي لاتشكر النعم ولاحول ولاقوة الا بالله !!
اعيذ نفسي واياكن من كفر النعم وجحدها ;

اخواتي الفاضلات إن الشكر سبب لزيادة النعم، ودفع النقم، واستجلاب البركات، وتكثير العطيّات من ربنا الواحد رب البريّات، يقول ربنا جل في علاه : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(إبراهيم:7).

وقد أنعم الله عز وجل علينا بسائر النعم، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ}(لقمان:20)،

ومن أعظم تلك النعم، وأجزل العطايا؛ أن هدانا سواء السبيل، واختارنا واصطفانا من بين كثير من الأمم بأن نكون مسلمين،ومن ينظر الى الاقوام الاخرى من الكفار ومايعيشون من تيه وضلال يشكر الله على نعمة الاسلام ، كما انه سبحانه أكمل لنا هذا الدين فقال سبحانه: {
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً}(المائدة:3)، ثم من نعمه ايضا ان جعلنا أتباعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم من الأمة المهدية المرضية، خير أمة أخرجت للناس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}(آل عمران:110).



حبيباتي ان نعم الله كما تعلمن كثيرة لاتعد ولا تحصى، وإحسانه وتفضله على جميع خلقه أمرٌ لا ينسى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(إبراهيم:34)، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }(النحل:18)،

ومن تلك النعم نعمة اكتمال حواسنا من سمع وبصر وأفئدة: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ}(الملك:23)،

ثم تأتي نعمتا الأمن من الخوف، والإطعام من الجوع، ولا يعرف قدر هاتين النعمتين إلا من فقدهما، ومن نظر إلى حال بعض الأمم من حوله عرف معنى الكلام، فكم من حروب دمَّرت الحرث والنسل ونسفت، وكم من مجاعات أكلت كثيراً من الخلق وأبادت ،وانظرن الى حال اخواننا في سوريا وبلدان كثيرة يموتون جوعا او من شدة البردووطأته .. او تعذيباا من الظالمين الكفرة ...

سبحان الله الذي يعطي ويمنع وله في كل شيء حكمة يعلمها هو ونحن نجهلها ،، اخواتي الكريمات ان الشكر من اوجب الواجبات واحب القربات الى الله قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ بِوٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ في عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لي وَلِوٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ}(لقمان:14)، وقال تعالى: {وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}(النحل:114)، ان شكرالله يكون بالحفاظ عليها، وبدوام طاعته وعبادته والقرب منه يكون الاستمرار فيها.

والشكر ثلاثة أضراب:

الأول: شكر القلب، وهو تصور النعمة وتيقنها أنها منه سبحانه.
والثاني: شكر اللسان: وهو الثناء على المنعم بما هو أهله.
والثالث: شكر الجوارح: وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه، وذلك بالقيام بحقه، والاجتهاد في طاعته، وإخلاص العمل من أجله قال الله عز وجل: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}(سبأ:13)
وانظرن الى افضل من شكر الله حق شكره بأبي وأمي وزوجي صلى الله عليه وسلم وهو الذي غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك لم يتوانى طرفة عين في شكر الله سبحانه وتعالى ;

عن عائشة رضي الله عنها: "أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً))" رواه البخاري برقم (4557) ومسلم برقم (2820)،


فدل على أن العمل بالطاعة شكر لله عز وجل.
وانظرن الى وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه:
يقول معاذ ابن جبل رضي الله عنه : "أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إني لأحبك يا معاذ))، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلا تدع أن تقول في كل صلاة: رب أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك))


اعلمن يافااضلات أن من أسباب وقوع العذاب، وحلول النقمة والعقوبة على الأفراد والمجتمعات؛ كفر نعم الله تعالى، وعدم شكرها والرضا بها، وجحودها وإنكارها كما قص الله علينا هذا في قوله تعالى:
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}
(النحل:112)

قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: "وهذه القرية هي مكة المشرفة التي كانت آمنة مطمئنة لا يهاج فيها أحد، وتحترمها الجاهلية الجهلاء، حتى إن أحدهم يجد قاتل أبيه وأخيه فلا يهيجه مع شدة الحمية فيهم، والنعرة العربية، فحصل لها من الأمن التام ما لم يحصل لسواها، وكذلك الرزق الواسع، كانت بلدة ليس فيها زرع، ولا شجر، ولكن يسر الله لها الرزق يأتيها من كل مكان، فجاءهم رسول منهم يعرفون أمانته وصدقه، يدعوهم إلى أكمل الأمور، وينهاهم عن الأمور السيئة؛ فكذبوه وكفروا بنعمة الله عليهم، فأذاقهم الله ضد ما كانوا فيه، وألبسهم لباس الجوع الذي هو ضد الرغد، والخوف الذي هو ضد الأمن، وذلك بسبب صنيعهم وكفرهم، وعدم شكرهم"


كثير من الناس اخواتي الفاضلات ابتلوا بالجهل والغفلة، فكيف يدركون النعم وهم جاهلون بها؟؟ لذلك منعوا عبادة الشكر بالجهل والغفلة عن معرفة النعم، ولا يتصور شكر النعمة إلا بعد معرفتها، ثم إنهم إن عرفوا نعمة ظنوا أن الشكر عليها أن يقول باللسان فقط بقولهم ; الحمد لله، الشكر لله;

لم يعلموا أن معنى الشكر أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهى طاعة الله عز وجل، فلا يمنع من الشكر بعد حصول هاتين المعرفتين إلا غلبة الشهوة، واستيلاء الشيطان;
نسأل الله ان يعرفنا نعمه ويرزقنا شكرها ويعيننا على الطاعات والقربات كما نسأله سبحانه ان يعيذنا من الجهل والغفلة ويرزقنا دوام الشكر، وأن يغفر لنا تقصيرنا في شكر أنعمه علينا اللهم آمين ،


ما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل
أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء،
وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم،
ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.



( رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على و على والدى , وأن أعمل صالحا ترضاه , و أصلح لى فى ذريتى انى تبت اليك و انى من المسلمين.


4
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اور 22
اور 22
جزاك الله خير على هذه الدرر
طالبةُ الهُدى
طالبةُ الهُدى
جزاك الله خير على هذه الدرر
جزاك الله خير على هذه الدرر
وجزاك بالمثل وزيادة اختي اور 22 ، شكرا لمرورك الكريم
روح الفرح.
روح الفرح.
جزاك الله خير
ام ملوكي ولوكي
ام ملوكي ولوكي
جزاك الله خير