إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) التوبة
إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)ال عمران
كثيرا ما ننجرح من الغريب والجرح ابلغ من القريب
كثير ناسانظلموا في هذه الحياة واللي ظالمينهم مش حاسين
لكن بالمقابلكثير ما نجد انتقام الله واضح وظاهر للعيان
أن تعير أخاك بالذنب أو العمل أو أي حادثة تقع له أو ما شابه ذلك لأنه من الأذى المنهي عنه . ولأن الله قد يعافيه مما هو فيه ثم تقع أنت فيه أو يحل فيك ، فماذا يكون الأمر إذن بل سَلالله العافية والسلامة واحمدالله على عافيته لك ولا تُعَيَّرْ أخاك وكما في حديث أخر في صحته نظر أيضاً : من عير أخاه بذنب لن يموت حتى يعمله ، فالأخ الحق لا يحب أن يظهر أي شماتة لأخيه لأنه يحب له الخير ولا يحب إيذاءه ويراعى شعوره وإحساسه ويحمد الله على عفوه له مما حلَّ في أخيه.
الشماتة هي فرح الإنسان ببلية غيره وإظهار الفرح بها يقول القرطبي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام"فلأتشمت بي الأعداء " قال رحمه الله الشماتة السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين أو الدنيا وهي محرمة ومنهي عنها
لقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من شماتة الأعداء فقد خرج البخاري رحمه الله انه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم "اللهم أني أعوذ بك من سؤ القضاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء"
لأن من شمت به عدوه يجد لهذه الشماتة في قلبه حرا وانكسارا
يقول اكثم بن صيفي رحمه الله " الشماتة لؤم"
أن الشامت أما حاسد أو حاقد
لقد شرع الإسلام بين المسلمين كل مايقوي الرابطة بينهم شرع المصافحة والسلام والزيارات وإجابة الدعوة والتعاون على البر والتقوى
ونهى عباده عن كل مايفصم عري المحبة ويوهن العلاقة ويفرق الكلمة نهاهم عن البغضاء والشحناء والغيبة والنميمة والسباب والشتائم والتعيير والتنابز وان الشماتة من أعظم الأسباب التي توغر الصدور
واختلف في الشماتة بمصاب الكافر ألا أن العز بن عبد السلام رحمه الله أفتى بأنه لاملام في الفرح بموت العدو صاحب الشر من حيث انقطاع شره وكفاية ضرره
وقد ورد في بعض الآثار " لاتظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك"
ويقول أبو إسماعيل الهروي رحمه الله في كتابه منازل السائرين" وأي عيب عيرت به أخاك فهو صائر أليك" .........
أن الدنيا دول والأيام تتقلب وقد يبتلى الإنسان يوما من الأيام فهل يرضى أن يشمت به الآخرون ولذلك عليه أن يعامل الناس بما يحب أن يعملوه به
إذا ما الدهر جر على أناس كلاكله أناخ بآخرينا ..... فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
يقول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية " وفي هذه السنة قتل سيف الدين بكتمر حاكم إقليم خلاط وكان بين قتله وموت صلاح الدين شهران فانه أسرف في إظهار الشماتة بموت صلاح الدين فلم يمهله الله تعالى
أخي كن دائم الحمد لله على ماعافك الله به وعامل الناس بالإنصاف والفضل
وعن خالد بن معدان عن معاذ قال : قال رسول الله : { من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله } . قال أحمد بن منيع : قالوا من ذنب قد تاب منه في إسناده محمد بن الحسين بن أبي يزيد الهمداني وهو ضعيف رواه الترمذي وقال : حديث غريب وليس إسناده بمتصل . خالد لم يدرك معاذا .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا : { إذا زنت أمة أحدكم فليحدها الحد ولا يثرب عليها . } قال صاحب المنتقى : من أصحابنا قال الخطابي : معنى لا يثرب لا يقتصر على التثريب وهو التعيير والتوبيخ واللوم والتقريع .
وقال في النهاية : أي : لا يوبخها بالزنا بعد الضرب ، قال : وقيل : لا يقنع في عقوبتها بالتثريب بل يضربها الحد فإن زنا الإماء لم يكن عند العرب مكروها ولا منكرا فأمرهم بحد الإماء كما أمرهم بحد الحرائر .
نظر بعض العباد شخصا مستحسنا فقال له شيخه : ستجد غبه فنسي القرآن بعد أربعين سنة وقال آخر : عبت شخصا قد ذهب بعض أسنانه فذهبت أسناني ، ونظرت إلى امرأة لا تحل لي فنظر زوجتي من لا أريد .
وقال ابن سيرين : عيرت رجلا بالإفلاس فأفلست قال ابن الجوزي : ومثل هذا كثير وما نزلت بي آفة ولا غم ولا ضيق صدر إلا بزلل أعرفه حتى يمكنني أن أقول هذا بالشيء الفلاني ، وربما تأولت تأويلا فيه بعد فأرى العقوبة . فينبغي للإنسان أن يترقب جزاء الذنب فقل أن يسلم منه ، وليجتهد في التوبة وقال محمود الوراق :
رأيت صلاح المرء يصلح أهله ويعديهم داء الفساد إذا فسد
ويشرف في الدنيا بفضل صلاحه ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد
كذا قال . ومراده كثرة ذلك لا أنه مطرد على ما لا يخفى .
دوم طلتك