الشهادات الوهمية بين التحريم والتجريم

الطالبات والمعلمات

الشهادات الوهمية بين التحريم والتجريم
أحمد بن عيد الحوت

تتداول وسائل الإعلام المتسرعة ما تسميه الشهادات الوهمية والمزورة, دون أن يدرك البعض الفرق بين الشهادات الصحيحة التي لا تعتمدها الجهات المعنية,
وبين الشهادات المزورة, وهناك فرق شاسع بينهما، فكم من دارس وطالب علم انتظم أو انتسب إلى كليات عريقة ونال منها الشهادات العلمية,
ولكن وزارة التعليم العالي لم تعترف بها لعدم حصول الدارس على موافقة هذه الوزارة ابتداء, كما أن بعض الجهات الحكومية لا تعترف بمثل تلك الشهادات في ترقياتها
وتصنيفها وموجبات بعض البدلات بها, لأن من شروط قبولها أن يكون الموظف قد حصل على موافقة وترشيح جهة عمله,
رغم القناعة بصحة الشهادة, ولذا أحببت أن أوضح أن المسارعة في تناول أعراض الناس بالقدح في ذممهم، ليس بالأمر المحمود,

وليس كما يقول تعالى: (فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها) ولا المثل الشعبي (إذا سقط الجمل كثرت سكاكينه) فلا يستوي الحلال والحرام, وما يستوي البحران هذا عذبٌ فراتٌ سائغٌ شرابه وهذا ملحٌ أجاجٌ.

ورغم تنامي الوعي القانوني لدى كثير من الناس فأصبحوا يطالبون بحقوقهم إذا ما انتهكت, إلا إنهم يغفلون في لحظات عن إدراك أن عليهم من الحقوق مثل الذي لهم من الواجبات, وأن ما لا يرضونه لأنفسهم يجب ألا يرتضوه على غيرهم.

ولقد قامت بعض وسائل الإعلام وبعض المنتديات بالتشهير بمن أسمتهم أصحاب الشهادات الوهمية وبعضهم أسماها الشهادات المزورة, فأظهرت صورهم وأعلنت أسماءهم, ومقر أعمالهم, ثم انتشر ذلك التشهير انتشار النار في الهشيم.


ومعاذ الله أن أكون في موقف المدافع أو المنافح عن أصحاب تلك الشهادات التي يقال إنها وهمية ومزورة, إلا من باب النهي عن المنكر, واستجابة لما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من رد عن عرض أخيه, رد الله عن وجهه النارَ يوم القيامة) رواه الترمذي.

لكن السؤال الواجب توجيهه لمن قام بالإعلان عنهم والتشهير بهم, ما موقفكم لو ثبت أن بعضاً من هؤلاء بريئون من هذه التهمة؟ وكيف بالإمكان تجبير ما لا يمكن تجبيره؟ وما الموقف القانوني حيال ذلك؟ وهل يكفي نسبة الخطأ أو الجرم إلى المصدر الأول؟ أم أن المشارك في نشر الشائعة مدانٌ قضاءً وآثمٌ ديانةً؟

ونحن ما فتئنا نردد قول الشاعر:

جراحات السنان لها التئامٌ.............. ولا يلتام ما جرح اللسان

إن عدم التثبت من المعلومة وأخذها من غير الجهة المسؤولة لا تعفي من ساهم في نشرها والترويج لها من المساءلة,
ولمن أصابه الضرر فإن لها الحق فيرد اعتباره, لأن من مبادئ العدالة انه في حال وقوع الضرر ووجود العلاقة السببية بين الفعل المحذور والضرر,
فان لصاحب الحق المطالبة برد الاعتبار والتعويض عما أصابه.


ولا يختلف عاقلان أن مثل هذا التشهير قد أصاب أصحابه بالضرر المعنوي والأذى النفسي, بل تجاوز الضرر إلى أهليهم وأبنائهم,
وانتقص من قيمتهم وقدح في عدالتهم, مع ما يتبع ذلك من أضرارٍ ماديةٍ, ولذا فإن الواجب على المسلم التثبت والتروي وإسناد الأمر إلى الجهات المسؤولة للتحقيق في ذلك قبل الإعلان عنه, للاعتبارات التالية:

- أن الأمر يتعلق بأعراض الناس وذممهم, وكل المسلم على المسلم حرام, كما قال ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم....)
وقال عليه الصلاة والسلام: (أربى الربا شتم الإعراض) صححه الألباني
وقال الحاكم في مستدركه صحيح على شرط الشيخين,
وليت شعري هل قرأ هؤلاء قول الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) الأحزاب 58,
والضرر المعنوي هو ما يصيب المسلم من مفاسد في سمعته وكرامته وشرفه, وقد عرّف العلماء معنى الاستطالة المحرمة في عرض المسلم بأنها:
احتقار المسلم والترفع عليه والوقيعة فيه بما ينتقص من قدره من قذف وسب وإنما يكون هذا أشدها تحريماً لأن العرض أعز على النفس من المال.

- أن الذي حصل هو تشهير بأشخاص لم يصدر بحقهم حكم به ممن يملك حق إصدار تلك العقوبة بموجب النظام, والقاعدة النظامية قد نصت (على أنه لا عقوبة إلا بنص) وجعل المشرع التشهير إحدى العقوبات.

- أن وسائل الإعلام تكون قد فعلت خيراً لو كشفت الأمر بشكل مجمل, دون الدخول في التفاصيل, كالتشهير بمن يقال إنهم أصحاب الشهادات الوهمية,
ويكون الإعلام قد نبه وزارة التعليم العالي, وهيئة الرقابة والتحقيق, وهيئة الفساد, وله متابعة هذه الجهات حتى يتم التأكد مما تم كشفه, وإسناد المعلومات المراد
الإفصاح عنها إلى المتحدث الرسمي للجهة المخولة. ولكن الذي حصل أن وسائل الإعلام وبعض المنتديات وأغلب وسائل التواصل الاجتماعي قد شحذت سكاكينها
وسارعت في تناول هذا الموضوع الحساس جداً، وكأنهم يسارعون في الخيرات. رغم أنهم وقعوا في أعراض إخوانهم المسلمين.


وأختم مقالي هذا بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم,
قال: ذكرك أخاك بما يكره, قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه فقد بهته) أخرجه مسلم, وقول الرسول الكريم: (لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم, فإن من يتتبع عوراتهم, يتتبع الله عورته, ومن يتتبع الله عورته يفضحه في بيته) أخرجه أبو داود وأحمد.

فيا من سيسوؤكم ما كتبت أقول لكم ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله في بعض أشعاره:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ............فكلك عورات وللناس ألســــن

وعيناك إن أبدت إليك معايباً...........فدعها وقل يا عين للناس أعين

كما أني أنصح لكم ولكنكم لا تحبون الناصحين.
8
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

راقية الفكر
راقية الفكر
لااله الاالله
انفاس الغروب
انفاس الغروب
الشهادات اللي انفضحوا اصحابها,,من جامعات وهميه,,مو قصة مو معترف فيها عندنا
والبعض سبحان الله محصلها بعد المتوسطه,,وكلهم من علية القوم
والله لو انه واحد مسكين اخذ له شهاده وهميه,,للثانويه بس عشان يتوظف,,كان فصلوه من الوظيفه
وشهروا فيه
لكن هذولا ,,,لا حرام,,عندهم اهل,,عندهم ابناء,,يجب عدم الأقتراب منهم
وعلى فكره تراهم مسكوه,,اللي يبيع هالشهادات
واللي فضحم,,تحداهم يقدرون يثبتون صحة شهاداتهم,,,لكن ماكان في حيلتهم غير وصفح باليبريالي
حلا محلي
حلا محلي
عورة!!!!!! دائم يستعملون الدين غطاء لفعلتهم
الشهادات الوهمية مو معترف فيها وغير موجوده في الواقع وبعض الجامعات الوهمية صاحبها يديرها من السجن
يعني احتمال كبير ان اللي اخذها مادرس ولا تعب واكبر دليل انه في كلب حصل على الدكتوراه من جامعه وهمية
وترى في عقوبة من يستفيد من شهادته الوهمية تصل الى عشره ملايين في احدى الدول .
وعلى فكرة في بعضهم تحصل علي البكاليوريوس و الماجستير و الدكتوراة باقل من سنتين كيف درسها .
كشف الحقيقة صارت عورة و اظهار الحق صار عورة وانكار المنكر صار عورة
و ممكن يرفعوا قضية على اللي كشفهم لكنهم عارفين نفسهم على غلط عشان كذا ساكتين و ماثبتوا العكس وبدوا يشككوا في اللي كشفهم
اللي كشفهم عضو في مجلس الشورى و طالب يدرس الدكتوراه
فرجاء لاحد يجي و يدافع عنهم الا اذا هو مستفيد هذا شيء ثاني
لانه لما يحصل على شيء ماستحقوه هو ماتعب فيه كيف راح يكون عمله هو جاهل فيه واللي حصل على الدكتوراه بتعبة لسى ماتوظف
و اكيد بسبب حصولة على الدكتوراه الوهمية بيستفيد ماديا معناته استغلها .
المفروض نحمد الله ان طاحوا بشر اعمالهم
وغير الشهادات المزورة اللي في القصيم تخيلي لما تم القبض على المزور لقوا عندة 16 الف شهاده كان من المفترض بيسلمها على كذا كم شهادة تم بيعها من قبل
حلا محلي
حلا محلي
الشهادات اللي انفضحوا اصحابها,,من جامعات وهميه,,مو قصة مو معترف فيها عندنا والبعض سبحان الله محصلها بعد المتوسطه,,وكلهم من علية القوم والله لو انه واحد مسكين اخذ له شهاده وهميه,,للثانويه بس عشان يتوظف,,كان فصلوه من الوظيفه وشهروا فيه لكن هذولا ,,,لا حرام,,عندهم اهل,,عندهم ابناء,,يجب عدم الأقتراب منهم وعلى فكره تراهم مسكوه,,اللي يبيع هالشهادات واللي فضحم,,تحداهم يقدرون يثبتون صحة شهاداتهم,,,لكن ماكان في حيلتهم غير وصفح باليبريالي
الشهادات اللي انفضحوا اصحابها,,من جامعات وهميه,,مو قصة مو معترف فيها عندنا والبعض سبحان الله...
صارت الوظائف الادارية اللي توظفوا في المدارس من قبل و الخدمة هي اللي وظفتهم فصلوهم وعينوا بدالهم اللي موهلهم بكالوريوس.
راقية الفكر
راقية الفكر
عورة!!!!!! دائم يستعملون الدين غطاء لفعلتهم الشهادات الوهمية مو معترف فيها وغير موجوده في الواقع وبعض الجامعات الوهمية صاحبها يديرها من السجن يعني احتمال كبير ان اللي اخذها مادرس ولا تعب واكبر دليل انه في كلب حصل على الدكتوراه من جامعه وهمية وترى في عقوبة من يستفيد من شهادته الوهمية تصل الى عشره ملايين في احدى الدول . وعلى فكرة في بعضهم تحصل علي البكاليوريوس و الماجستير و الدكتوراة باقل من سنتين كيف درسها . كشف الحقيقة صارت عورة و اظهار الحق صار عورة وانكار المنكر صار عورة و ممكن يرفعوا قضية على اللي كشفهم لكنهم عارفين نفسهم على غلط عشان كذا ساكتين و ماثبتوا العكس وبدوا يشككوا في اللي كشفهم اللي كشفهم عضو في مجلس الشورى و طالب يدرس الدكتوراه فرجاء لاحد يجي و يدافع عنهم الا اذا هو مستفيد هذا شيء ثاني لانه لما يحصل على شيء ماستحقوه هو ماتعب فيه كيف راح يكون عمله هو جاهل فيه واللي حصل على الدكتوراه بتعبة لسى ماتوظف و اكيد بسبب حصولة على الدكتوراه الوهمية بيستفيد ماديا معناته استغلها . المفروض نحمد الله ان طاحوا بشر اعمالهم وغير الشهادات المزورة اللي في القصيم تخيلي لما تم القبض على المزور لقوا عندة 16 الف شهاده كان من المفترض بيسلمها على كذا كم شهادة تم بيعها من قبل
عورة!!!!!! دائم يستعملون الدين غطاء لفعلتهم الشهادات الوهمية مو معترف فيها وغير موجوده في الواقع...
لم افهم ماذاتقصدين بكلمه عوره!!!
انتي تقولين شهادات مزوره في اخركلامك انامعك في محاربه هذاالامر
لكن ذكرتي في بدايه كلامك شهادات وهميه وذكرتي انهاغيرمعترفه بها
وفرق اختي بين الشهادات المزوره والوهميه..
لكن لانتسرع في القاءالتهم فهذالي بخلق المسلم لابدان نتاكدونسمع لئرائهم ربمايكونواهم ضحايالذالك..