بسم الله الرحمن الرحيم
سأظل أبحث عنها حتى أجدها، لن أدع لحظة واحدة تمر في سبيل العثور على جثة شقيقة زوجتي، لن يهنأ لي بال حتى تدفن وتوارى الثرى». يقول خالد الشهري وهو يمسك بعصا رقيقة يزيل بها آثار كارثة الأربعاء التي ضربت حي الصواعد «مثلي كثيرون في هذا المكان، منهم من يتمسك ببصيص أمل، ومنهم من فقد الأمل وبات في انتظار المجهول، لكن مهمتي ستتواصل برغم الطين والوحل وحشرات المستنقعات والحيواناتها الضالة فالمخاطر لا تساوي شيئا إزاء الكارثة التي تعيش فيها اسرتي».
يعتبر خالد البحث عن قريبته المفقودة واجبا ومسؤولية عظيمة ملقاة على عاتقه، ولن يتنازل عنها مطلقا مهما كانت التضحيات. عندما يتحقق الحلم والأمل بالعثور على الجثة المطمورة تحت التراب والرمل سيشعر حينها براحة الضمير والوجدان وتخف عنه حدة الألم والأسى الطويل الذي استمر قرابة أسبوع.
في مكان غير بعيد عن خالد تستمر فرق الدفاع المدني بشتى السبل في عمليات الإجلاء والبحث عن المطمورين. على ذات النسق تواصل فرق التنظيف والمسح ورفع الأنقاض عملياتها دون ملل. ولا يدع الشاب فرصة لاستجماع الأنفاس حيث يستيقظ مبكرا ويرتدي لباس العمل ليمشط مجاري الأمطار وأودية السيول في انتظار وصول الكلاب البوليسية إلى حي الصواعد.. لربما طفت جثة الراحلة اليوم أو غدا.
الله يرحمها
وارحم موتاهم واكتبهم من الشهداء واجعلهم من الشافعين المشفعين يارب
حسبنا الله ونعم الوكيل