عيون عموري

عيون عموري @aayon_aamory

محررة برونزية

الشيخ أبوالمنذر الساعدى: حزنه ولوعته على فراق أميرالطالبان ورجاء بإنتظارالعودة ؟ مؤثر

الملتقى العام

الشيخ العلامه الشامخ سامي مصطفى الساعدي مواليد 1966أبو المنذر الساعدى فك الله أسره ..<FONT size=4>
شغل بصفة رئيسية منصب رئيس اللجنة الشرعية للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ..




( فيا أمير المؤمنين الملاعمر عد، فإننا منتظرون عودتك، ولن ننساك مهما بعدت عنا، فمحبتك سكنت القلوب،وضربت بجذورها فيها.)

الشيخ أبو المنذر الساعدى يروى أحلى أيام حياته قضاها مع الطالبان المجاهدة...
<FONT size=5>




وما شهدنا إلا بما علمنا


فإن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا والله على فراق طالبان لمحزونون !

نعم ! رحل الطالبان ، ورحل معها حلم المدينة الفاضلة الذي أصبح حقيقة واقعة في مطلع هذا القرن ، رحلت أحكام الشريعة عن أفغانستان الجريحة ، التي سعدت لمدة خمس سنوات بتطبيقها وما ترتب عليه من استقرار نفسي وأمني ، لم أره في أوربا التي عشت فيها سنوات لم أذق فيها طعم الراحة النفسية ، لقد عشت في أوربا تناقضاً حقيقياً أقض مضجعي ، وتعرضت فيها للسرقة والنهب والتهديد ، في حين كان الصرافون في شوارع كابل يبسطون كافة أنواع العملات على طاولاتهم العتيقة ، لا يخافون إلا الله !

لقد أحسسنا لأول مرة في حياتنا بالانتماء إلى دولة تمثل طموحاتنا وآمالنا ، وعشنا في ظلها أعزة آمنين ، ندين بالولاء والطاعة لأمير المؤمنين ، ونعمل جنباً إلى جنب مع الطالبان لبناء الإمارة الإسلامية

إن الفاجعة التي ابتلينا بها بغروب شمس الإمارة الإسلامية لتفوق فاجعة سقوط الأندلس ، وذلك لأن الأندلس سقطت مع وجود بلاد إسلامية أخرى ، فدولة العباسيين كانت لا تزال قائمة آنذاك ، أما طالبان فكانت واسطة العقد ويتيمة الدهر..
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى

فلم نر في قيادات طالبان – لا سيما الملا محمد عمر – ما قرأناه في التاريخ عن ملوك الطوائف في الأندلس من مكر ودسائس ومخالفات وبذخ وسرف
فلتبك على نظام طالبان كل عين مشتاقة إلى دولة الإسلام المنتظرة
وليعض أصابع الندم كل من حارب طالبان على جهل ثم تبين له أنه كان ضالاً تائهاً ، أما من وقف ضدهم إلى جانب التحالف الصليبي فليبشر بلعنة الله حيث خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع
لقد مرت بي مواقف زادتني تعلقاً بهذه الإمارة الفتية التي كانت قد بدأت تشق طريقها في عالم الواقع بخطى حثيثة ، لتفرض نفسها بقوة في العالم الإسلامي وغيره ، حيث رأيت فيها كيف يكون الحال عندما يحكم أهل الدين والعلم والورع ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

حصل تجاوز غير مقصود من مسؤول كبير في حكومة طالبان ، فذهب إليه المتظلمون وفي مكتبه أسمعوه كلاماً عنيفاً ، وكنت حاضراً ، فكان رده أن قال : قدِّموا فيّ وفي وزارتي شكوى إلى المحكمة العسكرية وأنا مستعد لتحمل ما يحكم به القاضي ، لأني غير مستعد لأن آتي يوم القيامة وفي عنقي مظلمة لكم تطالبونني بها أمام الله .
لكن المتظلمين تنازلوا عن ذلك واكتفوا بالاعتذار وبعد ذلك بأيام جاء نائبه إلى بيوت بعض هؤلاء المتظلمين ، حرصاً منه على إرضائهم .
أرجو المقارنة بالوضع في أي بلد ( إسلامي ) آخر ، والضد يظهر حسنه الضد !

المحكمة العسكرية في الإمارة الإسلامية في أفغانستان لها صلاحيات واسعة تمكنها من الحكم على الوزراء وغيرهم من المسؤولين ، وقد رأيت بنفسي وعشت أحداثاً تثبت أن الواسطة لا تنفع صاحبها إذا مثل أمام هذه المحكمة ، وقارن مرة أخرى !

حضرت مجلساً لأحد الوزراء جاءته فيه بعض الهدايا ، فبدأ بتوزيعها على الحاضرين ، فقلت لأحدهم : ( إن الوزير لم يترك لنفسه شيئاً )ففهم الوزير مقالتي فرد عليّ قائلاً إن أمير المؤمنين منعنا من قبول الهدايا ).
ومعلوم أن هدايا الأمراء والوزراء لون من ألوان الرشوة المحرمة
حدثني الشيخ أبو الليث عن زيارته لأمير المؤمنين في وفاة الملا محمد رباني رحمه الله ، وكيف صلى أمير المؤمنين بالناس العصر في المسجد ، ثم خرج من المسجد وجلس على الأرض مفترشاً رداءه ( البتو ) وجاءه الناس يعزونه
وحدثني عن مجلس آخر لم يميز أحد المعزين أمير المؤمنين من غيره من الجالسين ، وعندما قيل له : ها هو ذا أمير المؤمنين ، قال : والله ظننته سائق سيارة !

قبض محافظ مديرية ( ميوند ) في قندهار على رجل مشتبه فيه ، وعندما أحضروه إليه أمره بإخراج كل ما في جيبه ، فأخرج أوراقاً وأموالاً فنحى المحافظ الأموال جانباً ، وردها إليه قائلاً :

خذ أموالك ، ثم أخذ الأوراق ونقل الرجل إلى الغرفة المجاورة وقال لي سأنظر في هذه الأوراق بسرعة حتى إذا لم يكن فيها دليل ضده أطلقه بسرعة ليرجع إلى أهله ) كان يكلمني وأنا مسافر بذاكرتي إلى أيام ما قبل طالبان ، وكيف لو وقع هذا الرجل بين أيدي مجرمي الحرب من بعض من كانوا يسمون بالمجاهدين ؟

كل هذا – وغيره كثير – جعلني أذرف الدمع السخين أيام القصف الصليبي الحاقد على هذه الإمارة الإسلامية الوليدة التي سعدت بالعيش في ظلها ، وأقول : إذا سقطت – لا قدر الله – كيف سيكون وقع ذلك عليّ ؟
فقد أصابني من حب القوم ما يشبه الغرام . ولم أملك قلبي حتى أستمع لنصح الناصح القائل :
لا تبالغ في حبهم . كنت أتمثل بقول الشاعر :


محضتني النصح لكن لست أسمعه ** إن المحب عن العذال في صمم


أو قول الآخر :

أجد الملامة في هواك لذيذة** حباً لذكرك فليلمني اللوَّم
نعم ! وأنت الآن أيها القارئ ، لا تلمني على ما أسطره


الآن بكل عفوية وصراحة ، ودعني أحيَ هذه الذكريات اللذيذة ، وأحدث النفس بإمكانية رجوعها وما ذلك على الله بعزيز ...
وعسى أن يكون قريباً ، فنرى طالبان أو أناساً من نوعهم أو أحسن منهم ، وأنتهز هذه الفرصة ، لأدعوك إلى السعي الدؤوب من أجل ذلك ، ولو كره الأمريكيون وسائر الكافرين والمنافقين



أفغانستان .. بين الأمس واليوم بحكم الطالبان !!


لا أريد في هذه المقالة أن أعدد الجوانب والمواقف المضيئة في نظام طالبان، ولكني سأضعك –أيها القارئ الكريم- أمام موقف أعتبره أشبه بالأسطورة في هذا العصر الذي نعيش فيه.

لقد كان العالم - ومازال - يعاني من وباء المخدرات التي تغزو سائر البلاد في عقر دارها، وقد كانت أفغانستان من قبل من أكبر مصادرها في العالم، وتصدرت قائمة الدول المنتجة لها، وصارت تنتج ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من الأفيون.

وكم حاول العالم بأسره أن يوقف سيل الموت الدمار الذي يجرف الأخضر واليابس، ويمنع خطر هذا السم الذي ينفق فيه الناس حر أموالهم بكل سفه، ثم يجنون عاقبته الوخيمة، ويذوقون وبال ذلك فقراً وتشرداَ وضياعاً، وكم صرفت من ميزانيات من خزائن ما يسمى بالأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الرسمية وغير الرسمية، وكم استصدرت من عقوبات في بلاد مختلفة من العالم وصلت في بعضها إلى عقوبة الإعدام، وكم ألقيت من محاضرات وألفت من كتب من أجل محاربتها والتنفير منها وتقليل الطلب عليها، وكم وكم.. ولكنْ ذهب معظم تلك المحاولات أدراج الرياح، بل كانت في كثير من الأحيان كمن يصب الزيت على النار، فما زادت مروجيها وتجارها إلا عتواً وتمردا...
لكن ما الذي حدث في عهد طالبان ؟
لقد انتهى كل شيء تقريباً أو كاد أن ينتهي بمرسوم من أمير المؤمنين – الذي رفضت الأمم المتحدة أن ترصد لدولته فلساً واحداً حتى في صورة تعويضات للفلاحين الذين كان مصدر رزقهم الوحيد لأكثر من عقدين من السنين – من زراعة هذا السم القاتل، في بلد يعاني أهله شبح الفقر والجوع والحرمان.

انتهى كل شيء تقريباً بمرسوم لا يتجاوز بضعة أسطر، خالٍ من مظاهر العظمة وأبهة السلطان وديباجة الملوك، لكنه كان مفعماً بالصدق مطعماً بعزيمة كالجبال..
وامتثل الناس أمر أمير المؤمنين طوعاً أو كرها، حتى إن المصادر المناوئة للإمارة الإسلامية لتذكر أن هذا المرسوم قد خفض إنتاج الخشخاش بنسبة 91% كما تذكر تقارير الأمم المتحدة، بل يذكر بعض هذه التقاريرأن أفغانستان بعد هذا المرسوم صارت دولة خالية من الحشيش.. إنها معجزة حقاً..!

معجزة تصلح أن تضاف إلى قائمة الأمثلة التي يسجلها الكتاب والمربّون عندما يتكلمون عن أثر الإيمان في سرعة الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، فيضربون مثالاً على فشل الأنظمة الجاهلية في محاربة الجريمة والإدمان ونحوها ونجاح النظام الإسلامي، ثم يتلفتون يمنة ويسرة فلا يجدون مثالاً من العصر الحاضر ليقارنوا به بين نظام الإسلام ونظام الجاهلية.

فلا يملكون إلا أن يفزعوا إلى كتب السيرة والتاريخ – وأكرم بها – ليذكروا للناس كيف امتثل الصحابة - رضوان الله عليهم- أمر تحريم الخمر وأراقوها حتى جرت أنهاراً في أزقة المدينة المنورة.
ثم يثنون بامتثال الصحابيات أمر الله تعالى لهن بالحجاب، وكيف شققن مروطهن فاختمرن بها.
أكرم بها من أمثلة، ولكن لم يكن هؤلاء المربون ليجدوا – قبل طالبان – مثالاً من هذا العصر يقنع كثيراً من العقول التي ما زالت تبحث عن مثال معاصر
0
776

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️