الشيخ ابن باز رحمه الله في العيد

سماحته في العيد
العيد عند سماحته كغيره من الأيام له نصيبه من العمل والجهد المتواصل
ففي عيد الفطر عام 1404من الهجرة لم ينم سماحته ليلة العيد فقد كان يصلي القيام إذ لم يأت خبر العيد إلا متأخرا ثم استقبل الناس بعد الصلاة فلما أذن بالفجر قام للصلاة ثم رجع إلى منزله واستعد للعيد ثم ذهب لصلاة العيد وبعد الصلاة واصل النهاركله حتى بعد العشاء لايفتر فتارة الهاتف وتارة مع سائل وتارة مع مهنئين بالعيد وتارة مع شكاوى الناس ومشكلاتهم وكان يقابل الناس بالبشاشة والترحاب كل ذلك مع كبر سنه وقلة نومه في ذلك اليوم فهذا هو منهجه
والمثال الثاني
في عيد الفطر عام 1405من الهجرة واصل جلوسه قبل الفجر بنصف ساعة وكان مجلسه مكتظا بالناس واستمر على استقباله للناس ورده على الهاتف إلى الليل
ولما جاء قبل صلاة العشاء كان عنده الشيخ عبدالله المطوع من مشايخ الكويت فقال :ياسماحة الشيخ هل آتيكم بعد صلاة العشاءفقال له الشيخ : نعم ’ نعم
فقال الشيخ عبدالله: لعلكم تحبون أن تستريحوا فقال سماحته :الراحة في الجلوس معكم فجلسا بعد صلاة العشاء إلى قريب من الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا
ولم يسمع أنه أخذ إجازة في حياته منذ أن تولى الأعمال إلى أن توفاه اله لاإجازة عادية ولا اضطرارية
كان من عادته في عيد الفطر أنه يتحف أقاربه وأرحامه بهدية العيد
فكان يوزع على أقاربه من حسابه الخاص مبلغا يتراوح ما بين 160ـ170 ألف ريال وكان يوزعه على زوجتيه وأبنائه وبناته وأولادهم وأزواج بناته وأخيه وأولاد أخيه وبعض أقاربه
أما عمله في عيد الأضحى فسماحته يكون موجودا في مكه لأداء الحج إذ هو يحج كل عام ولم ينقطع عن الحج منذ عام 1372من الهجرة وقبل ذلك حج خمس مرات
وفي يوم العيد يصلي سماحته الفجر في المزدلفة ثم يلتفت إلى من حوله ويلقي عليهم كلمه ثم يلهج بلذكر والدعاءوبعد ذلك يتجه إلى منى ملبيا ذاكرا وفي الطريق يستمع إلى خطبة العيد من الحرم عبر المذياع
وبعد وصوله منى يوكل من يرمي عنه ويذبح أضحيته وهديه وبعد الظهر يلقي كلمه في المصلى في مخيمه في منى ثم تعرض عليه الأسئله
وفي هذا اليوم يكثر الزوار لسماحته للسلام عليه ويمثر المتصلون ولاينسى ذلك اليوم أن يتصل بأقاربه فيتصل بأخيه الأكبر ويتصل بجميع أولاده
وبعد صلاة العصر من يوم العيد يلقي كلمته وتعرض عليه بعض الأسئلة وبعد المغرب يلقي كلمة في المخيم الذي يقيم فيه حتى صلاة العشاء
وبعد العشاء يلقي محاضرة في بعض المخيمات أويذهب لاجتماع الدعاة الذي تقيمه الوزارة
نقل بتصرف من كتاب ((جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز))