بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
====================
الشيخ عبد المنعم الشحات يرد بقوة ::::::: الهيئة المزعومة والهيئة الحقيقية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد
فقد طيرت وسائل الإعلام خبرًا عن هيئة جديدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أسسها مجموعة شباب قالوا: إنهم يؤيدون "حزب النور"، وإن كانوا لا ينتمون إليه -منتهى الدقة-!
إلا أنهم عادوا وقالوا: إنهم فعلوا ما فعلوا بعد استشارة شيوخ "الدعوة السلفية"، وكمزيد من الحبكة قالوا: إنهم فعلوا ما فعلوا اقتداءً بالأراضي المقدسة.
ورغم أن المجموعة أصرت ألا تعلن اسم أي عضو من أعضائها أو أي اسم ممن استشارتهم إلا أن برامج "التوك شو" تسابقت في عرض الخبر وتحليله، فمن مثبت للتهمة مولول على مستقبل مصر، وبيْن مدع للإنصاف فيتصل برموز "حزب النور" و"الدعوة السلفية"؛ لكي يجيبوا عن هذه التهمة الجديدة، ولا ينسى "الإعلامي المحترف" أن يتقمص دور "ضابط أمن الدولة"، ولا يبقى عليه إلا أن يقول: "لا داعي للإنكار، فالتهمة ثابتة وتحرياتنا دقيقة"!
وأما البعض الأخر: فراهن على أن المشاهدين كلهم تاب وأناب -بحمد الله- من مشاهدة السينما، فأخذ يقتبس مشاهد من فيلم دكان شحاتة -نسال الله العفو والعافية-، ويصوِّر أن هذا هو باكورة عمل هذه المجموعة على أرض الواقع.
نفى "حزب النور" أي صلة له بهذه المجموعة، فانبرت لهذا النفي كاتبة ألمعية لو أدركتها "سوزان مبارك"؛ لجعلت منها رئيسة نيابة، بل رئيسة محكمة.. هكذا بلا توانٍ؛ إذ إن العبقرية البوليسية للكاتبة -التي أُرشحها لمنافسة "أجاثا كريستي"- قد أسفرت عن سؤال حارت العقول في جوابه، كما حار صاحبنا في تلك "الفزورة" التي فاجئه بها صديقه المتعالم حينما سأله: "حذر فزر أخويا إسماعيل اسمه إيه؟!".
فقالت سائلة -وقد ظنت أن سؤالها قد أخرس كل خطيب-: "وإذا كان حزب النور لا علاقة له بتلك الصفحة؛ فما هو تفسيركم لوجود شعار الحزب على صفحة تلك المجموعة؟!".
ولأن الإجابة المباشرة ربما تفقد السؤال رونقه؛ فقد اقترحتُ أن أجيبها إجابة في غاية الجدية على سؤالها الهزلي، فأقول لها: "في الجريدة الإلكترونية التي تكتبين فيها يضعون عادة شعار الحزب في كل خبر يتعلق بالحزب، فدونك القسم الفني في جريدتك فاسأليهم عن الحيلة التي يحصلون بها على شعار الحزب، ثم افترضي جدلاً أنهم في تلك الصفحة -صفحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- قد علموا نفس السر الذي يستخدمه محرري جريدتك في اقتباس شعار الحزب دون الرجوع إليه -"وكما تعلمين أن التكنولوجيا -سامحها الله- قد ذللت صعابًا تستغلقها أفهام عامة الخلق"-.
وإذا كان "حزب النور" قد وقع في براثن ذلك السؤال البوليسي فإن تصريحاتي التي أكدتُ فيها أن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة إسلامية، بها استحقت الأمة الخيرية، كما قال -تعالى-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران:110).
وقلتُ: إن صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشمل خطبة الجمعة ودروس العلم التي نؤديها في المساجد، وتشمل برامج التليفزيون ومقالات الصحف إن التزم أصحابها ذلك، وتشمل المظاهرات والاحتجاجات التي يغلب على الظن أنها تساهم في نصرة مظلوم أو عودة حق.
وقلت: إن تلك الهيئة لا تعدو أن تكون هيئة مجهولة غالب الظن أن مَن أطلقها أراد بها الإساءة إلى التيار السلفي عامة، و"حزب النور" خاصة.
وقلت: إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في "السعودية" هي هيئة حكومية يقابلها في النظام المصري الشرطة التي تطبق القانون، وتمنع مَن أراد الخروج عليه مِن فعل ذلك، وأن التسمية لا تهم، وإنما دور مجلس الشعب تنقية القوانين مما يخالف الشريعة، وتكون الشرطة هي الجهة المسئولة عن منع ما يخالف ذلك بالقوة.
وعقـَّبت الكاتبة المشار إليها على تلك التصريحات: بأن ما يخيف فيها حقًّا هو قولي: "إننا سنمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال المساجد"؛ مما يعني أننا مقبلون على كارثة -"وهو اعتراض تُعييك إجابته أكثر مما يعييك الاعتراض الأول"-! ولا أدري: هل تريد خطبة جمعة صامتة مثلاً أم تراها تريدها آمرة بالمنكر ناهية عن المعروف؟!
لا تعجبن.. فقد حدث بالفعل أن اجتمع بعض الشباب الذين نقموا على "الشيخ المحلاوي" لرأي أبداه في خطبة، فاجتمعوا أمام باب مسجده في الخطبة التي بعدها، وحاولوا منعه بالقوة! فلما التف المصلون حوله وأوصلوه إلى منبره ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ وقف هذا الشباب على مرأى ومسمع من المصلين لا يصلون، ولكن يكيلون السباب والشتائم للشيخ الكبير الوقور الذي جهر بالحق بينما كان جميع هؤلاء في حظيرة "فاروق حسني"، و"حرم المخلوع"!
وانتظرت لعلي أجد المنابر الإعلامية ولو مرة تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر، والموقف مكتظ بالمنكرات من انتهاك حرمة مسجد، إلى حرمة صلاة، إلى حرمة شيخ أزهري كبير السن، راسخ العلم.
ولكني لم أجد منهم إلا أخبارًا عن اشتباكات بين بعض الشباب وبين شباب السلفيين، يعنون بها: تلك اللحظات التي حمى فيها شباب الاتجاهات الإسلامية الذين يصلون عند "الشيخ المحلاوي" الشيخ مِن هؤلاء السفهاء ريثما يدخل مسجده، ثم تركوهم وما اختاروا لأنفسهم.
عمومًا أحب أن أطمئن الكاتبة أن هذه الصورة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي أبعد الصور عن أن تثير في نفسها أو في نفس غيرها امتعاضًا، ثم توالت الأحداث وأعلن أعضاء الصفحة، وعددهم خمسة آلاف استقالتهم الجماعية من "حزب النور" الذي لم ينضموا لعضويته أصلاً بناء على بيانهم الأول.
ومع هذا لم يشعر أحد بالعبثية في هذا المشهد، ولم يطالبهم أحد بأن يكشفوا عن شخصياتهم -وكفانا تعاملاً مع الأشباح-!
وكأن منشئ الصفحة قد استشعر الحرج؛ فقرر أن يعلن أن الصفحة سوف تعلن عن مؤسسيها بعد ثلاثة أيام مِن يوم الأحد 1-1-2012. يعني: بعد أن تبدأ المرحلة الثالثة، وساعتها لن يشعر أي من هؤلاء أنه بحاجة إلى الاعتذار.
وأما آخر التطورات وأكثرها إثارة فقد جاء على لسان المحامى النصراني "ممدوح نخلة"، والذي يحاول -دائمًا- أن يقنعنا جميعًا أن النصارى مضطهدون في مصر، فقد قفز إلى المشهد بسرعة مذهلة وافترض أن تلك الهيئة قائمة، وأضاف: إن الشرطة المصرية قد انسحبت من أداء دورها تاركة هذا الدور لتلك الجماعة، ومِن ثَمَّ فقد قرر هو -بصفته مواطن نصراني متضرر من تلك الهيئة التي تملأ شوارع مصر- أن ينشئ هيئة قبطية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وخانه ذكاؤه في هذه المرة في نقطتين -هذا على اعتبار أن الخيال الواسع لا يقدح في الذكاء-:
الأولى: تصريحه بأنه يريد أن يستأذن "بابا الكنيسة" في هذا، وهذا يدل على أنه نسي أن الكنيسة لا تتدخل في السياسة، ولا تدعم مرشحين، ولا علاقة لها بأقباط المهجر ولا بنشطاء حقوق الإنسان، وأنها من باب أولى لا يمكن أن تتبنى أمرًا كهذا.
الثاني: أنه رغم كونه محاميًا إلا أنه قرر أن تلك الهيئة سوف تحمي محلات الحلاقة التي تهددها الهيئة الثانية -يعني: اغتصاب لسلطة الدولة-.
طبعًا نحن الآن أمام شخص معروف بشحمه ولحمه، تُرى: هل يغري هذا الإعلاميين بأن يحولوا جزءًا من كلامهم إلى هذا الشيء الملموس -بدلاً من استغراقهم في الوهم- لتجارب تقول: "لا".
وأتمنى أن تخيب ظنوننا فيهم -ولو مرة واحدة-!
موقع صوت السلف
==================
أخوكم
أبوسُليمان
دموع وابتسامات @dmoaa_oabtsamat
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️