الصبر على الإبتلاء والبلاء والمصائب واجب

الأسرة والمجتمع


الصبر على الابتلاء والبلاء والمصائب واجب على كل مسلم
ذكر الصبر في القرآن في أكثر من تسعين موضعاً؛ مرةً يمدح الله الصابرين
ومرةً يخبر الله بثواب الصابرين، ومرةً يذكر الله عزوجل نتائج الصابرين،

ماسبب إصابة الإنسان بكثير من المصائب ؟ وهل يرجع هذا إلى حسد الحاسدين ؟
الصبر نعمة كبيرة على من يمن الله تعالى بها وهو إما صبر على البلاء

أو صبر على الطاعة والمسلم مأجور في كل الأحوال ما دام صابرا.

وعلى الإنسان أن يسلم بما يقع له من ابتلاءات


وأن يستعين عليها بالذكر والقرآن الكريم.
يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي :
للصبر في القرآن مجالات كثيرة يجمعها أحد أمرين: إما حبس النفس عما تحب، أو حبسها على ما تكره.
ولهذا الإجمال تفصيل في كتاب الله تعالى.
فهناك الصبر على بلاء الدنيا ونكبات الأيام. وهذا ما لا يخلو منه بر ولا فاجر، ولا مؤمن ولا كافر،
ولا سيد ولا مسود، لأنه راجع إلى طبيعة الحياة، وطبيعة الإنسان، وما رأينا أحدًا يسلم من آلام النفس،
وأسقام البدن، وفقدان الأحبة، وخسران المال، وإيذاء الناس، ومتاعب العيش، ومفاجآت الدهر.
وهذا ما أقسم الله على وقوعه حين قال:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155 – 157).
ومما يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله تعالى، ويلجأ إلى حماه، فيشعر بمعيته سبحانه،
وأنه في حمايته ورعايته. ومن كان في حمى ربه فلن يضام. وفي هذا يقول تعالى
في خطاب المؤمنين: (وَاصْبِرُوا إِنَّاللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46).
وفي خطاب رسوله: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَبِأَعْيُنِنَا) (الطور: 48).
ومن كان بمعية الله مصحوبًا، وكان بعين الله ملحوظًا، فهو أهل لأن يتحمل المتاعب ويصبر على المكاره.
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم، فالمخاوف كلهن أمان !
واصطد بها العنقاء، فهي حبائل واقتد بها الجوزاء، فهي عنان
ولما هدد فرعون موسى عليه السلام وقومه، أن يقتل أبناءهم، ويستحيى نساءهم،
مستخدمًا سيف القهر والجبروت، قال موسى لقومه (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا) (الأعراف 128 )
ولعل حاجة الصابرين إلى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه هي بعض أسرار اقتران
الصبر بالتوكل على الله في آيات كثيرة مر بنا بعضها. مثل قوله تعالى:
(الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْيَتَوَكَّلُونَ) (النحل: 42)،
وقوله على ألسنة الرسل: (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَاآذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (إبراهيم: 12).
ترتيب خيرات الدنيا والآخرة على الصبر :
رتب القرآن خيرات الدنيا والآخرة على فضيلة الصبر، فالنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، والفوز بالجنة والنجاة من النار، وكل خير يحرص عليه الفرد أو المجتمع، منوط بالصبر، من هذه الخيرات التي ذكرها القرآن:

1- معية الله تعالى للصابرين: (إِنَّ اللَّهَمَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 153)،
وقد ذكرت هذه المعية في القرآن في عدة مواقع:
أ-في سورة البقرة حيث أمر تعالى المؤمنين أن يستعينوا على أمورهم بالصبر والصلاة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 153).
ب-وفي السورة ذاتها على لسان المؤمنين من أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر،
ولم يشربوا منه إلا من اغترف غرفة بيده: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ
قَلِيلَةٍغَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 249).
ج-وفي سورة الأنفال حيث أمر الله المؤمنين بما يلزمهم لمواجهة العدو من شرائط
النصر، وأحدها الصبر: (وَاصْبِرُوا، إِنِّ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46).
د- وفي نفس السورة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّض الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 65 – 66).
وهي معية خاصة تتضمن الحفظ والرعاية والتأييد والحماية، وليست معية العلم والإحاطة،
لأن هذه معية عامة لكل الخلق: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد: 4).
2- محبة الله تعالى لهم: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران: 146).
3- إطلاق البشرى لهم بما لم يجمع لغيرهم: (وَبَشِّر الصَّابِرِينَ) (البقرة: 155).
(أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْرَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 157).
فجمع لهم بين الصلوات من الله والرحمة وبين الاهتداء. وكان عمر يقرؤها ويقول: نِعْمَ العدلان،
ونعمت العلاوة للصابرين. يعني بالعدلين الصلاة والرحمة. وبالعلاوة: الهدى.
والعلاوة: ما يحمل فوق العدلين على البعير.
4- إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم:
(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوايَعْمَلُونَ) (النحل: 96).
5- توفيتهم أجورهم بغير حساب: (إِنَّمَايُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حساب) (الزمر: 10).
فما من قُربة - كما قال الإمام الغزالي - إلا وأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر. ولأجل كون الصوم من الصبر،
وأنه نصف الصبر، قال الله تعالى - أي في الحديث القدسي: ((الصوم لي وأنا أجزي به))
فأضافه إلى نفسه من بين سائر العبادات)) (إحياء علوم الدين، جـ 4، ص 62، ط دار المعرفة، ببيروت).
6- ضمان النصرة والمدد لهم قال تعالى: (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ
آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) (آل عمران: 125).
وقال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) (الأعراف: 137).
7- الحصول على درجة الإمامة في الدين، نقل العلامة ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله:
" بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين ". ثم تلا قوله تعالى:
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة: 24).
وقرأ الإمام سفيان بن عيينة الآية فقال: " اخذوا برأس الأمر فجعلهم رؤساء ".
8- الثناء عليهم بأنهم أهل العزائم والرجولة: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (آل عمران: 186). (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِالأُمُورِ) (الشورى: 43).
وفي وصية لقمان لابنه: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)(لقمان:17).
وفي هذا قيل: الصبر مر، لا يتجرعه إلى حر.
9- حفظهم من كيد الأعداء: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران: 120).
10- استحقاقهم دخول الجنة، وتسليم الملائكة عليهم. قال تعالى:
(وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةًوَحَرِيرًا) (الإنسان: 12). (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا
وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا) (الفرقان: 75). (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ
* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد: 23 – 24).
11-انتفاعهم بعبر التاريخ واتعاظهم بآيات الله في الأنفس والآفاق. قال تعالى لموسى:
(أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)(إبراهيم:5).
وقال بعد ذكر قصة سبأ ما صنع الله بهم جزاء كفرهم:
(فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَلآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (سبأ: 19).
وقال تعالى في شأن السفن البحرية الضخمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ
* إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (الشورى: 32 - 33). أ.هـ
الصبر على الإبتلاء


الصبر على الإبتلاء ... صفة الأنبياء ... ومنارة الأتقياء
أقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا
أو رفعاً لمنزلته أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء.
وتؤخر عقوبته في الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء
ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" رواه مسلم.
والبلاء له صور كثيرة:

بلاء في الأهل وفى المال وفى الولد, وفى الدين , وأعظمها ما يبتلى به العبد في دينه.
وقد جمع للنبي كثير من أنواع البلاء

فابتلى في أهله, وماله, وولده, ودينه فصبر واحتسب وأحسن الظن بربه ورضي بحكمه وامتثل الشرع
ولم يتجاوز حدوده فصار بحق قدوة يحتذي به لكل مبتلى .
والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور:
(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله.
(2) أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر.
(3) أن يتعاطى الأسباب النافعة لد فع البلاء.
(4) أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب.
ومما يؤسف له أن بعض المسلمين ممن ضعف إيمانه إاذا نزل به البلاء تسخط
و سب الدهر ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله
فوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً.
• وهناك معاني ولطائف اذا تأمل فيها العبد هان عليه البلاء وصبر وآثر العاقبة الحسنة

وأبصر الوعد والثواب الجزيل :
أولاً: أن يعلم أن هذا البلاء مكتوب عليه لامحيد عن وقوعه واللائق به ان يتكيف مع هذا الظرف
ويتعامل بما يتناسب معه.
ثانياً: أن يعلم أن كثيراً من الخلق مبتلى بنوع من البلاء كل بحسبه

و لايكاد يسلم أحد فالمصيبة عامة ,
ومن نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.
ثالثاً: أن يذكر مصاب الأمة الإسلامية العظيم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم

الذى انقطع به الوحي وعمت به الفتنه وتفرق بها الأصحاب
" كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله "
رابعاً: ان يعلم ما أعد الله لمن صبر في البلاء أول وهلة من الثواب العظيم

قال رسول الله " إنما الصبر عند المصيبة الأولى "
خامساً: أنه ربما ابتلاه الله بهذه المصيبة دفعاً لشر وبلاء أعظم مما ابتلاه به ,

فاختار الله له المصيبة الصغرى وهذا معنى لطيف.
سادساً: أنه فتح له باب عظيم من أبواب العبادة من الصبر والرجاء ,

وانتظار الفرج فكل ذلك عبادة .
سابعاً:أنه ربما يكون مقصر وليس له كبير عمل فأراد الله أن يرفع منزلته

ويكون هذا العمل من أرجى أعماله في دخول الجنة.
ثامناً: قد يكون غافلا معرضاً عن ذكر الله مفرطاً في جنب الله مغتراً بزخرف الدنيا ,

فأراد الله قصره عن ذلك وإيقاظه من غفلته ورجوعه الى الرشد.
فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة
وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة
وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة
عن وصفة .
قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة
ويعد الرخاء

مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء
و قال رسول الله (: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب

لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي



ومن الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب :
(1) الدعاء:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه،

وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف
والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
(2) الصلاة:

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة رواه أحمد.
(3) الصدقة

" وفى الأثر "داوو مرضاكم بالصدقة"
(4) تلاوة القرآن:

" وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين"ا
(5) الدعاء المأثور:

"وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون"
وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها.
http://forum.jsoftj.com/t84143.html



الحمدلله
الحمدلله
الحمدلله
جعل الله جزاء الصبر دخول الجنة بغير حساب
:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عندما تصيبه مصيبة:
(أحمد الله على ثلاثة:


1.أنها جاءت في دنياي ولم تأت في ديني.
2.أنها جاءت على قدر ما جاءت ولم تزد.
3.أن الله ادخر لي عليها أجرا).
ولا يكون العبد في معية الله إلا في وقت الصبر
فالابتلاء يأتي ليرقي العبد في طريقه إلى الله فهي كالبوابات على الصراط المستقيم
كلما أراد العبد أن يعبر بوابة ليزداد قربا من الله امتحنه الله وابتلاه فان صبرعبر الباب ونال القرب ولذلك كان أشد الناس إبتلاءاً الأمثل فالأمثل.
في وقت الشدة والكرب يتعلم المسلم العبادة الخالصة والاستعانة الخالصة
(إياك نعبد وإياك نستعين) فلا يخلص الدعاء ويخرج من القلب بغير تصنع إلا في حالة الكروب والبلاء.
الصبر في السعي في طريق الله – الصراط المستقيم – يعبر عن رضى العبد عن
كل قضاء لله فيما أعطى فيشكر وفيما منع فيصبر ولا يتمنى سوى رضاء الله عنه.

فلا يرضى العبد عن الله إلا إذا رضي الله عن العبد وبقدر الرضا يكون الرضا
(رضي الله عنهم ورضوا عنه)
أثبت الله في كتابه حبه للصابرين (إن الله يحب الصابرين) فلا أمل لأن يدخل أحد الجنة بغير ما يبتلى فيصبر -
السعي في طريق الله إلى الله محفوف بالمكارة والنار حفت بالشهوات
وعلى المسلم أن يستعين بالصبر والصلاة فالصبر بالتصبر ولهذا كان الأنبياء يطلبون الصبر من الله.
والله عز وجل كان يربط على قلب المبتلى ليصبر
كما فعل مع أم موسى وأصحاب الكهف
ففي وقت الابتلاء يجب على المسلم أن يستعين بالله ويدعوه باسم (الصبور)

ويسأله أن يربط على قلبه وأن يسارع ويقول:
(إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف على خيرا منها)،
الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وهو أمامنا على الصراط المستقيم رأى جميع أنواع الابتلاء
كالسب والقذف والادعاء عليه بالكذب وابتلاه الله بمكر المنافقين وأذى الكفار وابتلاه الله في عرضه
في أحب زوجاته إليه (حادثة الإفك)
وابتلاه الله بالمرض والحمى وابتلاه الله بفقدان الولد فمات جميع أولاده حال حياته
عدا فاطمة الزهراء وابتلاه الله بكيد الزوجات وما كان منه صلى الله عليه وسلم
إلا أن صبر الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه.
كان من أدب الرضا والصبر للأنبياء أنهم لا يطلبون كشف البلاء فها هو ذا النون عليه السلام
وهو في بطن الحوت يدعو لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
وها هو أيوب عليه السلام في مرضه يدعو أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين
فهم يستحيون من الله أن يطلبوا شيئا بعينه فعلمه بحالهم يغنيهم عن سؤاله فهم يفوضون ربهم أن يختار لهم الخير
(اللهم خير لي واختر لي واختر لي الخير حيثما كان
ثم رضني به).



الـصّــبـــر ... أنـواعــه ... مـراتـبـه


قـال الله تـعـالـى :
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... الـكـهـف : 28 } .
الـصـبـر هـو :
حـبـس الـنـفـس عـن الـجـزع والـتـسـخـط وحـبـس الـلـسـان عـن الـشـكـوى
وحـبـس الـجـوارح عـن الـتـشـويـش .
قـال شـيـخ الإسـلام ابـن تـيـمـيـة رحـمـه الله :
الـصـبـر عـلـى أداء الـطـاعـات أكـمـل مـن الـصـبـر عـلـى اجـتـنـاب الـمـحـرمـات وأفـضـل فـإن مـصـلـحـة فـعـل الـطـاعـة أحـب إلـى الله مـن مـصـلـحـة تـرك الـمـعـصـيـة ،
ومـفـسـدة عـدم الـطـاعـة أبـغـض إلـى الله وأكـره
مـن مـفـسـدة وجـود الـمـعـصـيـة .

أنـواع الـصـبـر
( 1 ) الـصـبـر بـالله .
وهـو أن يـكـون الـبـاعـث لـلـعـبـد عـلـى الـصـبـر الاسـتـعـانـة بـالله ورؤيـتـه أنـه

هـو الـمُـصَـبـِّـر وأن صـبـر الـعـبـد بـربـه لا بـنـفـسـه ، كـمـا قـال الله تـعـالـى
{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ ... الـنـحـل : 127 } .
يـعـنـي : إن لـم يُـصـبـِّـرك الله لـم تـصـبـر .
( 2 ) الـصـبـر لله .
وهـو أن يـكـون الـبـاعـث لـلـعـبـد عـلـى الـصـبـر مـحـبـة الله وإرادة وجـهـه ،

والـتـقـرب إلـيـه ، ولـيـس لإظـهـار قـوة الـنـفـس ، وطـلـب ثـنـاء الـنـاس عـلـيـه ...
وغـيـر ذلـك مـن مـثـل هـذه الأمـور .
( 3 ) الـصـبـر مـع الله .
وهـو أن يـكـون تـوجـه الـعـبـد مـع مـراد الله الـديـنـي مـنـه ومـع أحـكـامـه الـديـنـيـة صـابـرًا نـفـسـه مـعـهـا
سـائـرًا بـسـيـرهـا ، مـقـيـمـا بـإقـامـتـهـا ، يـتـوجـه مـعـهـا أيـن تـوجـهـت بـه ، ويـنـزل مـعـهـا أيـن نـزلـت بـه .
بـمـعـنـى أنـه قـد جـعـل نـفـسـه وقـفـا عـلـى أوامـر الله ومـا يُـحـب ، وهـو أشـد أنـواع الـصـبـر وأصـعـبـهـا ...

وهـو صـبـر الـصـدّيـقـيـن .
قـال الله تـعـالـى :
{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ... الـبـقـرة :153 } . { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ... الـبـقـرة : 155 } .
قـال أبـو عـلـي الـدقـاق ...

فـاز الـصـابـرون بـعـز الـداريـن لأنـهـم نـالـوا مـن الله مـعـيّـتـه وبـشـارتـه .
مـراتـب الـصّــابـريـن


( 1 ) الـصـابـر . وهـو أعَـــمّ وأشـمـل .
( 2 ) الـمُـصـطــبــر . وهـو الـمـكـتـسـب الـصـبـر الـمـلـيء بـه .
( 3 ) الـمُـتـصـبـر . وهـو الـمـتـكـلـف حـامـلٌ نـفـسـه عـلـيـه .
( 4 ) الـصـبــور . الـعـظـيـم الـصـبـر الـذي صـبـره أشـد مـن صـبـر غـيـره .
( 5 ) الـصـبّـار . الـكـثـيـر الـصـبـر

أقــوال فـي الـصّــبــر

قـال عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه :
الـصـبـر مـطـيـّـة لا تـكـبـو .
قـال الـجـنـيـــد :
الـمـسـيـر مـن الـدنـيـا إلـى الآخـرة سـهـل هـيـّـن عـلـى الـمـؤمـن ،

وهـجـران الـخـَـلـْـق فـي جـنـب الله شـديـد ، والـمـسـيـر مـن الـنـفـس إلـى الله
صـعـب شـديـد ، والـصـبـر مـع الله أشـد .
وسُـئِـل عـن الـصـبـر فـقـال :
تـجـرّع الـمـرارة مـن غـيـر تـعـبـّـس .
قـال ذو الـنـون الـمـصـري :
الـصـبـر ، الـتـبـاعـد مـن الـمـخـالـفـات ، والـسـكـون عـنـد تـجـرّع غـُـصَـص الـبـلـيـّـة ،

وإظـهـار الـغـنـى مـع حـلـول الـفـقـر بـسـاحـات الـمـعـيـشـة .
قـال عـمـرو بـن عـثـمـان :
الـصـبـر هـو الـثـبـات مـع الله ، وتـلـقـّـي بـلائـه بـالـرحـب والـدّعـة .
قـال الـخــوّاص :
هـو الـثـبـات عـلـى أحـكـام الـكـتـاب والـسّـنـّـة .
قـال الـجـريـري :
الـصـبـر أن لا يُـفـرّق بـيـن حـال الـنـعـمـة وحـال الـمـحـبـة ، مـع سـكـون الـخـاطـر

فـيـهـمـا . والـتـصـبـر هـو الـسـكـون مـع الـبـلاء مـع وجـدان أثـقـال الـمـحـنـة .

قِــيــــل فـي الـصّــبــــر
== هـو الـوقـوف مـع الـبـلاء بـحُـسـن الأدب .
== هـو الـفـنـاء فـي الـبـلـوى ، بـلا ظـهـور ولا شـكـوى .
== هـو تـعـويـد الـنـفـس الـهـجـوم عـلـى الـمَـكـاره .
== هـو الـمـقـام مـع الـبـلاء بـحُـسْـن الـصـحـبـة ، كـالـمـقـام مـع الـعـافـيـة .
== هـو الاسـتـعـانـة بـالله .
== هـو تـرك الـشـكـوى .

2
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سمايلي فيس
سمايلي فيس
صابرين ياغلاي والله صابرين حتى يمل الصبر مننا والله كريم معانا..
ضحكة بارونه
ضحكة بارونه
الله يجزاك خير عالطرح حبيبتي