فى يوم من أيام ذى الحجة الأولى وهى أيام التى يحبذ فيها العمل الصالح..
كما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن فضلها..
فى أحد هذه الأيام كان فى تلك المنطقة رجل له خروف أملح
قد حبسه فى المكان المخصص له لذبحه يوم الأضحى المبارك كأضحية..
وإذ به فى أحد الأيام يأتى الرجل لأعطاء الطعام لذلك الخروف..
فيفر ذلك الخروف من المكان المخصص له
ويذهب ذلك الرجل لملاحقة ذلك الخروف وهو يركض والخروف يركض
إلى أن وصل الخروف إلى قرب أحد المنازل فدخل الخروف داخل المنزل..
فلم يستطيع ذلك الرجل الدخول بداخل المنزل إحتراما لأهله..
فطرق الباب وتأخر قليلا ثم عاود الطرق..
وإذ به يخرج صبى عمره يناهز العشر سنوات تقريبا..
فسأله ذلك الرجل:
أين أباك ياولد؟
فأجاب الولد بعد صمت:
رحمه الله متوفى منذ فترة طويلة..
فسأله مرة أخرى:
أين أخوك الأكبر؟
فأجاب الصبى:
عفوا ياعماه أنا الأبن الأكبر للعائلة.. هل تريد شيئا؟
فسكت الرجل قليلا وتمعن فى الصبى ثم قال له:
يابنى دخل إلى منزلكم كبش الآن..
فأجاب الصبى:
هل أخرجه لك؟
فأجاب الرجل:
لا يا بنى قل لأمك هو أضحية لكم من فاعل خير..
فأجاب الصبى:
شكرا يا عماه وبارك الله فيكم
فدخل مسرعا لأمه ليخبرها ثم رجع ليسأله عن اسمه فلم يجد الرجل على الباب..
هل تعملون ماذاحدث مع ذلك الرجل..
فى اليوم التالى ذهب ذلك الرجل على سوق بيع المواشى والأغنام..
فوقف بالقرب من سيارة أحد الباعة فوقع أختياره على أفضل خروف
فى تلك السيارة ليكون أضحية له ولأولاده..
فلما سأل البائع عن سعره فأجاب بكذاوكذا..
فأخرج محفظة النقود ليعطى البائع نقوده..
فأجاب البائع:
لا والله ياعم هو هدية لك من والدى!!
فأجاب ذلك الرجل الطيب:
من أبيك؟!
لأن الرجل لا يعرف البائع ولا والده.. لأنهم ليسوا من نفس المنطقة أساسا..
فأجاب البائع:
نعم.. فإن أبى قد أوصانى بأن أول مشترى من هذه السيارة
بأن أعطيه الخروف هدية.. وتعهدنى بأن لا أخذ مقابل منه.. فهو لك يا عم..
هل تدورن ماذا حدث لذلك الرجل..
شعر كما شعرتم وشعرت ربما بأن الصدقة الخفية أقوى من غيرها..
وأن الله قد اجزاه فى الدنيا مباشرة..
فما سيكون جزاؤه في الآخرة يا ترى؟!
لا اله الا الله
جزاك الله خير حبيبتي