لا تقلق إن الله هو الرزاق !
أحبتي في الله ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تأملوا في هذه الآيات الكريمات :
{فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}
{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين}
{وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم}
{ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير}
{ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون(57)إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}
{ومن يتق الله يجعل له مخرجا(2)ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا(3)}
إن من أهم أسباب القلق والضيق والكدر التي تصيب بعض البشر هو هم الرزق ! فكم من شاب ضاق وأنغم لأنه لم
يوفق لإيجاد وظيفة ، وكم من عائل همه من أين له برزق عياله ، وكم من مخذول انتحر خشية الفقر والحاجة ،
وكم من طامع خر ميتا بعد أن خسر ماله أو أسهمه أو أفلست شركاته ، وكم من ضالة تركت الصالحين من الشباب
بحثا عن الغني صاحب الثروات المديدة فعاشت معه في كدر وهم ورذيلة ، وكم من ضعيف إيمان قطع نسله
وأوقف الإنجاب وهو غافل عن الحقيقة...
&&&& شاب مصري تخرج من الجامعة وكما هو حال أغلب الجامعيين في هذا الزمان ضاق ذرعا وهو يبحث عن وظيفة
من مصلحة إلى مصلحة ومن شركة إلى شركة ومن وزارة إلى أخرى والكل يسد الباب في وجهه ! فذهب إلى
قريته مهموما محزونا وكأنما يحمل الجبال على قلبه...
جلس على قارعة الطريق في أحد البساتين والكدر باد على محياه وشهادة التخرج ملقاة على الأرض بجانبه وهو
يتذكر ويتفكر بأيام الشقاء والعناء في الدراسة والتحصيل وهو يسأل نفسه ثم ماذا؟! وكيف سأعيش؟! وكان هذا
الشاب بعيدا عن الله منغمس في الغفلة والحياة المادية كحال كثير من شباب هذه الأمة والله المستعان...
وإذا بشيخ فلاح من أهل الصعيد يسحب جاموسته عائدا من بستانه البسيط وقد أعتلت وجهه البهجة والرضى
والسرور يملأ قلبه... مر الفلاح البسيط على الشاب فسلم عليه ورد الشاب بسوط كئيب خافت ، فوقف الفلاح متأملا
ملامح الحزن والهم على حال الشاب فكان بينهما هذا الحوار والذي فضلت أن أنقله بلهجة إخواننا المصريين المحلية والمحببة إلى قلوبنا جميعا...
الفلاح : إيه ؟! مالك؟! حامل هموم الدنيا وحزين كدا ليه؟!
الشاب : سيبك !
الفلاح : لأ مش حسيبك حتى أما تألي مالك؟!
الشاب : مفيش وضيفه !
الفلاح : آه هوا انتا مش لائي شغل؟!
الشاب : آه !
الفلاح : وإيه اللي مزعلك كدا طيب ؟!
الشاب : إيه هو اللي إيه اللي مزعلني بألك مش لائي شغل حعيش منين حاكل منين ؟!!
الفلاح (بقلب ملأه الإيمان واليقين) : الله ! وهوا ربنا مات يأبني؟!
وقعت الكلمة في قلب الشاب كالصاعقة التي هزت كيانه وزلزلت أركانه وأثارت أشجانه...
ذهب الفلاح المؤمن في طريقه وبقي الشاب منصدما بكلمة الفلاح وهو يرددها في خياله (وهوا ربنا مات؟!) فدبت
إلى قلبه واستيقض إيمانه وعرف بأن عقيدته مهزوزة ومن ذلك اليوم وهذا الشاب من أنشط الدعاة إلى الله وقد تحول
حاله واطمأن فؤاده وارتاح باله عندما أيقن بأن الله ولي المؤمنين وأنه إليه مآله.
كيف لمؤمن أن يحمل هم رزق كفله له ربه ؟! وخالقه وموجده؟! أليس هو الذي تكفل له بغذائه يأتيه وهو في
ظلمات الحمل في رحم أمه؟ وبعد أن خرج أبدله الطريق طريقين فمن حبل السرة إلى ثديي أمه لبن سائغ أخرجه له
من بين دم ولحم وفرث؟! ألم يرى كيف أن الطير تخرج من عشها جائعة بأعين صغيرة فترى رزقها على الأرض
ثم تهبط له تأكل وترجع برزق لها ولصغارها؟! نعم إن الرزاق هو الله فلا ينبغي لمؤمن بأن يخشى الهلاك من
الجوع وإنه وإن ابتلي بالحاجة والفقر فإن له أن يحمدالله ويشكره فخير له أن ينال الرزق الأعظم يوم نعرض على
الله لا تخفى منا خافية ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فلم يترك بعد موته مالا ولا طعاما
وكان عليه الصلاة والسلام يخرجه من بيته الجوع وكان يربط على بطنه الشريفة الحجر من شدة الجوع ! ولكنه
كان قمة في السعادة والرضى بأبي هو وأمي عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.
وفي الآيات المذكورة أعلاه دلائل ودلالات وبلاغة وكفاية وراحة لقلوب المؤمنين والمؤمنات.
______________________________________________
&&ولعل من أجمل الحكايات في الإعتماد على الله بالرزق وقضاء الحاجات ، قصة الدودة مع نبي الله سليمان عليه السلام.
كان لسليمان عليه السلام ملك عظيم وآيات وقد أعطاه الله القدرة على التحكم بالجن والرياح والكلام مع الحيوان
{وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين} النمل
***ومن أعجب حكايات سليمان عليه السلام والتي نذكرها كشاهد على قضية الرزق حكاية طريفة كانت له مع
دودة أو دويبة جاء بها حجار إلى سليمان فقال له : يا نبي الله إني وجدت دويبة تعيش في داخل الأحجار فتعجبت
لأمرها وكيف تجد طعامها وشرابها في هذه الصخور والأحجار ؟! فأخذها سليمان عليه السلام وسألها : كيف
تعيشين ومن أين لكي بالطعام ؟ قالت : إني أعيش في العام الكامل فقط على حبة قمح وقطرة ماء هذا كل طعامي
وقد كفله الله لي فهو يرزقني بهما داخل هذه الأحجار ! فعجب لذلك سليمان عليه السلام ثم أمر بصندوق وقال : ما
دمت لاتحتاجين إلا ذلك فخذي هذه حبة قمح وهذه قطرة ماء وموعدنا بعد عام إن شاء الله ، ثم أغلق عليها الصندوق
وتركها ، وبعد عام أتاها بحبة قمح وقطرة ماء وفتح عليها الصندوق فإذا بها لايزال عندها نصف حبة القمح
ونصف قطرة الماء ! فسألها سليمان عليه السلام متعجبا : أيتهالدودة ألم تقولي بأنك تأكلين كل عام حبة قمح وقطرة
ماء فما بالي أراكي أكلتي نصف حبة القمح ونصف قطرة الماء فقط ؟! فقالت : يا نبي الله كنت في الصخور
اعتمادي على الله الذي لا ينساني وقد تكفل برزقي فلما صرت عندك
واعتمادي عليك خشيت أن تنساني فوفرت لنفسي نصف ما أعطيتني احتياطا!
الله أكبر هكذا تعرف الحشرات كيف ان الله لا ينساها ويتكفل برزقها ! فهل من معتبر ؟!

دمعه وحزن @dmaah_ohzn
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️