الصــــــــــــــــــبر؟؟؟

ملتقى الإيمان

الصبر كلمة مستخدمة لكل ما يتحمله الإنسان بغاية مقصودها رضا الله تعالى..و هي كلمة مستخدم فيها الإستعارة المكنية فالصبر هو نبات غريب الشكل ذو أشواك تجرح و يتعب الإنسان في تحصيل ثمره الذي طعمه و مذاقه في الأخير هو حلو جدا و يحرص محبه عليه..


فلقد شبه الله بهذه الإستعارة المكنية تحملات الإنسان لمتاعب الدنيا و غرائبها بهذا النبات لكي يقرب المعنى و يتفاعل في ذهن الإنسان البسيط...



ودرجات الصبر تتفاوت لثلاث درجات إذا توفرت في إنسان سمي الصبر صبرا جميلا:
1- صبر على أمر قدري من وجهة نظر الإنسان هو صبر على عجيب حدث...و هو محرم و لكن لعدم إستطاعة الإنسان بذهنه القاصر أن يتحمل يغفر الله له بمجرد أن ينيب لإرادة ربه الأعلى...

2- صبر على مصيبة قد لا يتحملها الإنسان لشدة هولها و لذلك شجع الله تعالى المؤمنين على أن من يتحمل المصيبات و يردد ( إنا لله و إنا إليه راجعون) فعليه صلوات من ربه و رحمة و أنه من المهتدين.

3- صبر على معروف تريد به وجه الله في مساعدة اليتامى و الأرامل و ذوي الحاجة ..و قد شجع الله الصابر على إنجاز المعروف بأن سماه من المحسنين و أن له الحسنى و زيادة..

و في قصة يعقوب عليه السلام حين أبتلي في إبنه يوسف أخبر ابنائه متحديا بقوله (فصبر جميل) و هو أكبر درجات الصبر إذ تتوفر فيه الشروط الثلاثة من الصبر...

فصبر يعقوب كان :

1- صبرا على أمر قدري من وجهة نظر الناس أنه عجيب و لكن يعقوب عليه السلام علمه الله من لدنه علما و أخبره بالرؤيا التي قصها عليه يوسف عليه السلام أن أمرا قدريا عجيبا سيحدث بإبنك يوسف يبعده عنك فاصبر فالتزم يعقوب عليه السلام بالصبر.

2- و كان أيضا صبر يعقوب صبرا على مصيبة و هي فقد الولد و بعده عنه.

3- و كان أيضا صبر يعقوب عليه السلام صبرا على معروف و هو تحمل أبنائه و تحمل مكرهم كي ينتصر على الشيطان الذي يوسوس لهم بكراهية يوسف و أخيه حتى لا يفقدهم و لا يفقد حبهم و كي يخبرهم أنه عادل في حبه لجميع أبنائه و ليس ليوسف عليه السلام فقط...فقد كان يطلب من أبنائه أن يدخلوا من ابواب متفرقة خوفا عليهم من الحسد و هم يعلمون بهذا حرصه عليهم و خوفه عليهم فتسكن انفسهم التي ملأها الشيطان بوساوس ان يوسف عليه السلام هو أحب الأبناء لأبيه..

هكذا كان يعقوب عليه السلام متمثلا بكل درجات الصبر ...فكان صبره صبرا جميلا بكل معنى الكلمة .

و في قصة موسى عليه السلام الدليل و البرهان على ذلك:

فحين قابل الخضر عليه السلام بقدر من الله حين كان موسى عليه السلام مع فتاه في عرض البحر و نسيا حوتهما فمشوا في البحر على غير نية و غير قصد منتظرين رؤية ذلك العبد الذي علمه الله من لدنه علما يريد أن يوصله لموسى عليه السلام..

تعالوا نقرأ الأيات سويا:
http://www10.0zz0.com/2013/03/02/23/868455860.jpg
http://www10.0zz0.com/2013/03/02/23/497147336.jpg


و من القصة نرى من موسى عليه السلام ردات فعل الإنسان البسيط الذي يتعلم ليفهم و هذا قمة من قمم العلم أن يمرره الله بالتجربة فيسلك موسى عليه السلام ردات الفعل الإنسانية العادية و يوصله الله بعدها للغاية المقصودة بعد ذلك..

1- في قصة أصحاب السفينة خرق العبد الصالح السفينة دون أن يعلم أصحاب السفينة شيئا عن الخضر أو موسى عليهما السلام و كان أمرا قدريا عجيبا....خرق في السفينة قد يؤدي لغرقها فتعجب موسى عليه السلام من فعلة العبد الصالح فأخبره العبد الصالح عليه السلام أن هذا الأمر يحتاج لصبر يفتقده موسى عليه السلام فقال له: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟

2- و في قصة الغلام و هي مصيبة لأهله تعجب موسى عليه السلام و إنفعل و إستنكر فعلته فقال له الخضر عليه السلام: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟؟...

3- و في قصة الجدار الذي لليتيمين في المدينة بنوه سوية و طال الوقت بهما في بنائه مع مجهود و إرهاق فقال موسى عليه السلام له: لو شئت لاتخذت عليه أجرا...

هنا توقفت الرحلة بين العبد الصالح و موسى عليه السلام و هنا جاء دور الشرح الذي يريد الله تعليمه لموسى عليه السلام:

1- أن السفينة لمساكين يعملون في البحر و أن هناك ملك يطوف البحار يأخذ كل سفينة غصبا فأراد الله بعبده الصالح أن يصنع قدرا عجيبا يستعجبه المساكين و لكنه في مصلحتهم تماما كي تعيب السفينة فلا يأخذها الملك القرصان منهم و حتى يعوفها فيتركهم و شأنهم رحمة من الله بهؤلاء المساكين..

2- و أن الغلام سوف يكبر و يطغى و أن والديه مؤمنين فأراد الله أن يرحمهما و يستبدل لهم إنسانا اخر مؤمنا يتعايش معهما بسلام و يبرهما.

3- و أن الجدار لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا فأراد الله أن يحفظ لهما كنزهما حتى يكبرا و يستخرجا كنزهما...

كل ذلك رحمة من الله بالمساكين و المصابين المبتلين و اليتامى...

و الصبر على الدرجات الثلاثة هو الصبر الجميل...و لذلك يقول رب العزة ( و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون)

فلما وجد العبد الصالح ان موسى عليه السلام فاتته الدرجات الثلاث من الصبر نبهه أنه يلزمه أن يتدرج في الصبر حتى يصل لمنتهاه فقال له في النهاية ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا)...أي لم يسطع نور الصبر في قلبك لتتحمل الدرجات الثلاثة التي لو إكتملت فيك إكتملت درجات الصبر الجميل المحمود عند الله الذي يحب سبحانه الصابرين و يعدهم انهم يوفون أجورهم بغير حساب يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين...

جعلنا الله جميعا صابرين الصبر الجميل و ممن يدخلون الجنة بغير حساب يوم نلقى الله محب الصابرين سبحانه..

اللهم أمين يا رب العالمين




منقول للفائدة
15
939

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ريشة بيضاء
ريشة بيضاء
سبحان الله
احساس مفقووود
جزاك الله كل خير




سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه
نبض عبوودي
نبض عبوودي
الله أكـــــبر
ريشة بيضاء
ريشة بيضاء
اسعدني مروركن
الهمسة الباسمة
جزاك الله كل الخير وبارك فيكي