الأطفال المتململون والحريصون على عدم الطاعة والعدوانية، أكثر ميلا ليصبحوا بالغين غير سعداء.
ميدل ايست اونلاين
واشنطن - أظهرت دراسات طبية أن الصفات الشخصية التي يكتسبها الأطفال في سن العاشرة تحدد فرصه المستقبلية من نجاح أو فشل في حياته.
ووجد الباحثون أن الصغار الذين يظهرون سلوكيات داخلية ذاتية، كالقلق والبكاء الكثير، والعزلة في اللعب والخوف، غالبا ما يميلون للتدخين والانحراف والجريمة أو السلوكيات الجنسية الشاذة في الكبر، أما الأطفال الذين يكتسبون سلوكيات خارجية مجسدة، مثل التململ والعصبية وتدمير ممتلكاتهم وإظهار عدم الطاعة أو العدوانية، أكثر ميلا ليصبحوا بالغين غير سعداء في حياتهم.
وقال الأخصائيون إن الأطفال الذين يسرقون أو يشاركون في مشاجرات أو يكذبون، يميلون للفشل وعدم الفلاح في المستقبل وتكون فرص طردهم من العمل ولجوئهم للتدخين وفشلهم في التصويت للانتخابات أعلى، في حين تكون فرص الصغار الواثقين من أنفسهم ويتمتعون بصداقات جيدة مع الآخرين، أفضل للنجاح في مرحلة البلوغ والشباب.
ويرى الباحثون أن هذه الاكتشافات، وهي جزء من مشروع جامعة لندن الذي دام 30 عاما، وتتبع حياة 12 ألف شخص ولدوا عام 1970 مهمة ومميزة ومفيدة أيضا.
وكانت دراسات مشابهة قد أجريت سابقا في هذا المجال ولكنها لم تبحث في التفاصيل الدقيقة للعوامل الاجتماعية في الصغر التي تنبئ عن احتمالات النجاح مستقبلا.
وقال الباحثون أن العلاقة بين مصاعب الطفولة وسلوكيات الشباب تبقى ثابتة حتى بعد الأخذ في الاعتبار الطبقة الاجتماعية للطفل، فبينما تزيد الصفات السيئة في الطفل من احتمالات إصابته بمشكلات في مرحلتي البلوغ والشباب بنسب قليلة، فإن تأثيراتها على المجتمع ككل قد تكون مدمرة.
وأظهر البحث أن الصبيان الذين يلقون باللوم على الآخرين، أكثر احتمالا لتحقيق مؤهلات وطموحات أسوأ ودخل مادي متدن، بينما تزيد فرص إصابة نظرائهم ممن لا يجيدون القراءة بالعنصرية والتحامل للأعراق الأخرى.
واكتشف الباحثون أن المهارات الجيدة في الحساب والرياضيات عند البنات، ومهارات القراءة الجيدة عند الصبيان ترتبط بسعادة ونجاح أكثر في المستقبل عندما يكبرون، كما تدل العلاقات الجيدة مع الأطفال الآخرين على فرص أقل للإصابة بالكآبة أو تدني الدخل في الحياة المستقبلية.
ولاحظ الخبراء أن الطبقة الاجتماعية للوالدين لا تهم بالنسبة للصفات التي يكتسبها المراهقون، فالمشاركة في الفن والموسيقى والقراءة والكتابة للاستمتاع، تزيد من المكتسبات وتزيد فرص الدخول للجامعة والمشاركة في العمل التطوعي.
ويعتقد الباحثون أن أحد أسباب النجاح النهائي للأطفال الذين يفضلون اللعب بمفردهم، قد يكمن في أنهم أكثر قدرة على أخذ قراراتهم بدلا من تحمل ضغط رفاقهم، مشيرين إلى أن هذه الاكتشافات تدل على أن النجاح الأكاديمي في المدرسة لا يكون المقياس الوحيد للنجاح المستقبلي في الحياة العملية.
أوراق الزمن @aorak_alzmn
عضوة شرف بعالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️