الصفة التي يحذر منها الشباب وخاصة (( المتدينون )) وبعضهم واااقع فيها ...!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

نعم أعرف أن الكثير إن لم يكن الأغلب سيوافقني الرأي في هذه الكلمااااات ..

ومع هذا فلن أبدأ بالنظر السلبي .... فالمجتمع مليء ولله الحمد بمن جمع بين العلم والعمل ففهم مراد الله ورسوله وطبّقه على نفسه وأهله وأقاربه و..... فأصبح قدوة للناس كلهم جميعاً وما أكثرهم ولله الحمد في مجتمعنا ...

المثل الذي أرجوا أن لا ينطبق على المصلحين – وأحسب نفسي منهم – يقول


( فلان مثل النخلة العوجا ، ثمرها في حوض غيرها ) .

والمقصود منه أن الفلاح الذي عنده هذه النخلة لا يستفيد منها لأنه يسقيها ويهتم بها وفي النهاية يسقط ثمرها في البيت المجاور لبيت هذا الفلاااح لأنها مائلة وغير مستقيمة ..

والذي أريد أن أقوله في هذا المقاااال هو أن بعض الدعاة والمصلحين قد نما وترعرع في بيئةٍ أعطته كل أو بعض ما يريد من خير ومن تربية ومن صلاح ومن أمور دنيوية أو دينية أو ...... ؟
ولكنّه للأسف قد يغفل أو يتغافل عن أن أهم شيء يفعله أو يقوم به بعد خروجه من بيته للمجتمع وهو أن لا ينسى ذلك الجهد الجبّار والكبير الذي بذله له والده ووالدته ، بل وحتى السمعة التي إكتسبها من إرتباطه بعائلته ورحمه ، وكذلك الصداقة والتعاون المتبادل والخبراااات من أقرب الناس إليه في مسكنه ومن وصى بهم جبريل ألا وهم جيرانه ...!!!

ولكن للأسف أن هذا الشيء كثيراً ما يضيع مع إنهماك ( أو تشاغل )الشاب أو الشابه في حياتهم العملية أو بتعبير أدق ...الحياة الخارجية ، " وقد يشارك في هذا بعض المعلمين أو المربين أو حتى بعض الآباء والأمهااااات من حيث لا يشعرون " ...!!!
ولسائل أن يسأل وكيف هذا ..؟
فأقوووول :-

بعض الآباء والأمهات قد يغفلون عن تربية أولادهم وبناتهم على الإحترام والتقدير والحرص والنفع المتبادل " أقول المتبادل ، وليس من الوالدين للأولاد وفقط " ، وقد يُخْطأ بعضهم حين ينمي حب الخير للناس في أولاده ولكنه يغفل أن أقرب الناس له هم والداه وأخوته ...وهذا لا يبرر للشاب أو الشابة خطأهما بسبب أن الوالدين أخفقا فيه ...!!!
وبعض المربين قد يبذرون هذا في المتربين من حيث لا يشعرون وقد يكون منها تقديم أعمالهم في المحاضن التربوية على أعمال أهلهم بحجة أنهم يريدون بقاءه معهم ليستفيد ، وكثيراً ما حصل هذا معي حين كنت في التوعيات وذلك حين أقول للمعلم أني عندي أشغااال مع الأهل ( وأنا صادق) يقول وأين الوالد ..هو يقضيها عنك ؟؟ عجبي ....!!!!

بل وما أعظم الجرم الذي يقترفونه عندما يتعاملون مع ( أقاربهم ) من منطلق الدعوة فقط ، فمن كان ذا نشاط دعوي أو خيري فهم يتعاملون معه باحترااام ، وأما إذا لم يكن معهم على نفس الخط ، فلا يلتفتون له وقد يتعدى للتعامل الجاف والجامد لأنه يهتم بغير العمل الدعوي ....
ولو تأملنا أيها الأخوة إلى الشريعة السمحة وإستعرضنا أدلة التواصي والتواصل لوجدنا أن الله ورسوله يؤكدان على أن الخير والمعروف يقدّم للأقرب فالأقرب ، وهم كالتالي :-
- الوالدين ( الأم والأب ) .
- الزوجة والأولاد .
- الأخوة والأخوات .
- الأقارب كالأعمام والعمّات والأخوال والخالات .
- العائلة القريبة .
- الجيران .
- خاصة المسلمين و عامتهم .

وحتى لا أطيل الكلام أعطيكم بعض الإشاااارات لفهم المشكلة بالأمثلة :-
- شاب يعمل في قطاع الإغاثة ويسعى لها كل وقته " محتسباً " ، وغفل عن أن بعض أقاربه من الضعفاء .
- فتاة تتصل دوماً على صديقتها وتتطمئن عليها وقد يكون من باب زيارة المريض ، بينما أختها ( من أبيها ) المريضة لم تسمع صوتها منذ أشهر .
- شاب نشيط ( سنافي وقرم ) يسعى بكل ما يستطيع أن يؤلف قلوب الشباب ويجمعهم ، بينما هو كسول بين أهله وأقاربه بشهادتهم .
- شاب يحمل همّ الأمة ولذلك يسعى بكل ما يستطيع وتجده يتعلّم ويبحث ويلخّص ويجمع الناس من أجل إلقاء دورة تخص موضوع معيّن وتكون أحياناً مجانية ، ولكنّه للأسف ينسى أن أهله وأقرب الناس إليه هم أيضاً من الناس المحتاجين فكم من شاب مشهور بالإلقاء المتميز في دورات الزواج والتعامل مع الجنس الآخر وأخواته يتزوّجن ولم يستفدن منه شيئاً.....!!!!
- شاعر أو شاعرة . ينسجون أبيات الألم والتأسي على مايصيب الأمة من محن وشدائد ، بينما من معهم في البيت ( وقد يكون الوالدين أو الأولاد )محرومين من هذه المشاعر الجيّاشة وهذه الأبيات الجميلة .حيث أنهم يسيرون على هذه القاعدة .
- شاب محتسب ويمسك الإشراف على بعض المواقع الدعوية أو المنتديات ويجلس عندها الساعات الطوااااال ، وأولاده وزوجته معه في البيت " طبعاً في غرفة ثانية " وهو يتضاغون من جوع الحب والعطف الذي حرمهم إياه بسبب هذا الإحتساب ....!!! ويزيد الطين بلّة إذا كان ممن يقضي أغلب وقته خارج البيت في إستراحات وكشتات و...!!!؟؟
- شاب يحمل همّ نفسه وهمّ الآخرين ، فتراه يشغل نفسه بالتجمعات اليوميه أو شبه اليومية ، ومع هذا فقليلة هي اللقاءات المخصصة مع العائلة وقد يكون مع الوالدين أيضاً مثل بعد الجمعة فقط ، وقد لا يحضر لهذا اللقاء بسبب عمل خيري طارئ ،أو مغرب أحد الأيام ولا يحضره بسبب محاضرة ، وقد تنعدم اللقاءات العائلية مع أبناء العم والخال القريبين بسبب أن إهتماماتهم تختلف عن إهتماماته الدعوية ...!!!
- بعض الأخوات أضاعت أول حياتها في لهو ولعب ، ثم استيقظت من سباتها فوجدت أنها لم ترض ربها ، ولم تكسب أجراً ولا علماً , ونسيت أنها قد تزوجت وعندها أولاد وبنات ومسؤوليات ... فركضت خلف مساعدة الناس وتوجيههم وإغاثتهم بلا توازن ، ولكنها للأسف نسيت أن تتدارك بقية عمرها بالعلم والتربية الصحيحة وترميم ما قد أفسدته بجهلها .. والإهتمام بأولادها ووتربيتهم على مايريد الله ورسوله . فتراها راكضة في ميادين الخير وفي نفس الوقت منقصة لحق زوجها وجاعلة حق أولادها خلف ظهرها . وقد تكون النتيجة عكسية مثل ماورد في مقال سابق بعنوان (العاملين في المجالات الخيرية .... في خطرٍ هم وضعوا أنفسهم فيه ...!! )

- شاب يحترق على فرقة الشباب وإبتعادهم عن بعضهم البعض ، وقد تكون إجتماعاتهم ببعضهم قليلة نسبياً ، ومع هذا يسعى ويتحمّس وبكل جهده لجمعهم وتأليف قلوبهم ... بينما يتحرّج كثيراً في زيارة خاصة لأحد أخواته أو أخوانه أو أقاربه . او محاولة جمعهم وربطهم برباط الرحم مثل حماسه للناس الآخرين ...!!!
- شاب يؤنبه ضميره كثيراً عندما يرى أن المعاصي بدأت تظهر ، فيحترق على مثل هذا الوضع ،ويبدأ بالمشاريع الدعوية ودعوة الضالين عن الحق في الإستراحات وغيرها.... ونسي أن قد يكون بعض أخوانه أو أقاربه من تلك الفئة ..!!!
- شاب يقضي أغلب وقته خارج النطاق البيتي ( أي خارج البيت ) أو العائلي ( أي داخل البيت ولكنه مشغول بالنت أو الكنود وغيرها ) وفي نفس الوقت لو تسأله عن بيت بعض أقاربه قد لا يعرفه ..
- شاب محتسب وكثيراً مايقطع المسافات الطويلة من أجل إغاثة أو محاضرة أو مخيم دعوي ( دعوة عاجلة )... ولو بحث في نفسه عن علاقاته ببعض أقاربه لوجدها في العيد فقط ،،، إن حضروا أو حضر ...وقد يكون قد ترك موعداً مع أحد أقاربه بسبب أن الموعد يتعارض مع جهد دعوي عاجل
- قد لا ينسى – بل أنه لا ينسى – مواعيد العمل الخيري أو الطلعات التربوية أو الدوريات الخاااااصة او.... بسبب أنه يضع لها مذكرات في الجوال وفي المذكرة الورقية ولا بد من تذكيره من قبل أحد زملائه ... بينما بعض أعمال أهله قد تأجلت عشرااات المراااات والسبب "أوووووووه والله نسيت " .
- شاب قليل الجلوس مع والديه أو أهله أو أخوانه ... وبحكم أنه متدين ويريد لهم الخير ، يكون أغلب كلامه إما بالنصح والإرشاد أو المناقشات والتنبيهات و... ، بينما هو يجلس مع زملائه فلا تجد من هذا إلا القليل ، لأنه يملك أهله ولكن لا يملك زملائه ... عجبي لمثل هذه العقوووووول
- شاب يحرص على إفادة الناس ونصحهم ووعظهم – وقد يكون هو محروماً منها – وذلك بالخطب والمحاضرات والدروس ، بينما أهله آخر من يعرف مثل هذه الأمور منه ، وكأن هذا الوعظ لا ينفعهم ...!!!
- شاب يسعى بكل ما يستطيع أن يستغل نشاطه في بعض المجالات الدعوية وأن يبذل فيها وقته وشبابه وماله وعلاقاته و.... ولو سألته عن من أوصى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأجابك أنه لا يعرفه وهو الجار ...!!!!
- تناقض عجيب وغريب ،، حين تجد ذلك الشاب مشهور بالسخاء والكرم والصدقات ، ولكنه قد يتلكأ في مال قليل يدفعه لأهله أوأقاربه كهدية أو صدقة أو ....!!!
- يتعامل مع الناس بكل أريحية وبكل حساسية وبكل لطف وتودد وكل هذا حتى لا ينفّرهم عن الدين والتدين ويقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فيهم ،، أما أقاربه وإخوانه فيجدون منه الغلظة والفضاضة ( ليست قصداً وإنما طبعاً )وقلة الإقتداء بسبب أنهم .... أخوانه ...!!!
- يستغرب كثيراً بعض الرجال والنساء من ذلك الشاب الذي في حارتهم ويعرفون إسمه فقط بأن صيته إرتفع في الأعمااال الخيرية تنظيماً أو دعما أو إحتساباً أو..... وفي نفس الوقت لم يفكّر أن يبدأ بأي عمل خيري مع الجيران أو الأقارب .. وقد يلبس عليه الشيطان ذلك بأنه مشغووووووول في أعمااال أخرى .
- يسجل في المنتديات ويكتب مواضيع متنوعة ناتجة عن خبرة في الحياة وقد يسميها (( هكذا علمتني الحياة )) ولكنه للأسف قد يبخل على أهله بتعليمهم هذه التجارب . بل أنه حتى يصل الأمر إلى جهل إخوانه وأبناءه بهذه التجارب . فتجد أخوانه يقعون في نفس أخطائه ولم يعلموا أنه صاحب تجربة في هذا ....

فأقووول أيها المصلحون ...

تأملوا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا في الحديث الصحيح ..فقد قال: « إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك» رواه البخاري ومسلم.

وأوصى بالجار القريب قبل الجارالبعيد... فما بالنا نعكس الأموووور ....؟؟

لقد شهد المجتمع ببعض الفئات من المصلحين التي لم تخف على قريب أو بعيد .... الذين لم يفهموا دينهم كما جاء عن الله ...
لقد أصبحنا نسمع عن المصلحين الذين أنتجوا لنا شباباً أفذاذا في علمهم أو فقههم أو تربيتهم .... وفي نفس الوقت أنتجوا أولاداً وبناتٍ يكرهون التدين والإصلااااح ...
- ويعلم الله أنه ما دعاني لكتابة هذا المقاااال إلا أنه في أقاربي ( المتدينين) بل والشخص الذي ينطبق عليه هذا المثل هو من علّمني إياه عندما كنت صغيراً . وكان حينها يستهزأ بي ويشبهني بهذا المثل ... ويعلم الله أنه ظلمني ...
- أعلم أن بعض قارئي هذه الأسطر سيتعجّبون وينبهرون من هذه التصرفات الغريبة ، وما علموا أنها فيهم مؤكدة وموثقة والكل يشهد بها عليهم ... فراجع نفسك فقد تكون منهم وأنت تشعر أو لا تشعر .
- لقد تعجبت من وقت مضى كانوا ينبهوننا أن لا نسير على هذا الطريق والآن أبكي ألماً وحسرة عليهم لأنهم يسيرون عليه وهم لا يشعرون ...!!!!


أخيراً .....

جلست مع أحد المفكرين على مستوى السياسة في العالم العربي وكان من ضمن كلامنا الإهتمام بالأقارب فقال هاأنتم تنظرون للمستوى الذي وصلت إليه ولكنني أنصحكم وأقول ((( إرجعوا لأهليكم )))...لأنه أحس بأن عمره ذهب وهو غارق بالدعوة والإصلاح ولكنه بعيد عن أهله ...
- لي أخوة متدينون ( مطاوعة ) وأخوة غير متدينين ،،، ويعلم الله أن قلبي يألف من هم غير متدينين لخفة ظلهم وحسن معشرهم وخدمة أهلي بطيب نفس منهم ...
وصدق والله من قال ... (((( لن يبقى للإنسان مهما طال عمره غير أهله وقرابته ... ))))

أسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يجعل لنا من أمرنا رشدا ...


سددكم الباري


م ن ق و و و و و و و و ل