نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

الصفويون من البداية إلى النهاية

الملتقى العام

تمهيد "
الصفويون" أحد أكثر المصطلحات التي باتت تتردد في وسائل الإعلام حالياً، وخاصة في العراق، حيث دأبت العديد من الصحف والقنوات الفضائية على وصف الحكومة العراقية بـ "الصفوية" بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق أهل السنة في العراق من خلال أجهزتها الأمنية، والمليشيات الشيعية المتعاونة معها والتي تشكلت منها الحكومة العراقية ، مثل فيلق بدر، وحزب الدعوة، وجيش المهدي.
و"الصفوية" دولة شيعية قامت في إيران في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) على يد الشاه إسماعيل، الذي يعد أول ملوكها، وقد كان قيامها مقترناً بالقضاء على مذهب أهل السنة، بعد أن كان معظم أهل إيران من أهل السنة، كما تزامن قيام الدولة الصفوية بارتكاب مذابح يندى لها الجبين بحق أهل السنة، وتم فرض المذهب الشيعي على إيران، والمناطق التي سيطر عليها الصفويون بالإكراه، كما أن الصفويين عمدوا إلى التحالف مع الدول الأوروبية ضد الدولة العثمانية السنية أملاً في إضعافها وإعاقة الفتوحات الإسلامية لأوروبا.
وإذا علمنا أن الحكومة العراقية الشيعية الحالية ، التي رهنت بلادها لإيران تمارس اليوم ما مارسه أجدادها الصفويون بالأمس، فلا عجب أن يطلق عليها اسم "الصفوية"، فهذه الدولة وإن كانت قد انتهت تاريخياً بعد (240) سنة من قيامها على يد دولة الأفشار، فإنها باقية في ممارسات الزمرة الحاكمة في إيران والعراق.
وفي هذه الدراسة المختصرة نحاول تسليط الضوء على نشأة الدولة الصفوية والحكام الذين تعاقبوا عليها، وما ارتكبته ضد أهل السنة من مذابح، وتحالفاتها مع الدول الأوروبية ونهايتها وسير بعض الشيعة اليوم على نهجها.
ونقدم هذه الدراسة في إطار "ملف العدد" الذي نخصصه للصفويين حيث تتناول عدد من الزوايا والمقالات في هذا العدد الدولة الصفوية من جوانب عديدة.
البداية طريقة صوفية:
ينسب الصفويون على صفي الدين الإردبيلي، المولود سنة 650هـ (1334م)، والمتوفى سنة (753هـ)، وهو الجد الخامس للشاة إسماعيل، وقد نشأ نشأة صوفية، وكان صاحب طريقة، مما ساعد على التفاف الكثير من المريدين حوله، وانتشار دعوته وأنصاره.
وبعد وفاته خلفه في رئاسة أتباعه، ابنه صدر الدين موسى، الذي سار على طريقة أبيه، ثم انتقل الأمر إلى ابنه صدر الدين خواجة علي سياهبوش، وهو أول من اعتنق المذهب الشيعي من الأسرة الصفوية، ودعا إليه()، الأمر الذي يعد نقطة تحول في مسيرة هذه الأسرة التي ادعت انتسابها إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسين بن علي رضي الله عنهما، كما جرت العادة عند الشيعة والصوفية.
وبعد وفاة خواجة علي سياهبوش، خلفه ابنه شيخ شاه، وسار على خطاه، وبعد وفاته، خلفه ابنه السلطان جنيد، الذي كثر أتباعه، وبدأ يكشف عن رغبته في الملك تدريجياً، وهذا ثاني أخطر تحول في مسار الأسرة الصفوية بعد التشيع().
ولا يخفى أن سعي الصفويين لإقامة دولة مخالف لما يعتقد به الشيعة من حصر إقامة الدولة بالمهدي المنتظر، وأن أية دولة تقوم أو راية ترفع قبله هي راية طاغوتية.
وبدأ السلطان جنيد بإقامة حكم مستقل في أردبيل()، وأخذ يتقوى ويعد الجيوش لغزو شروان()، ودخل في معركة مع حاكمها لكنه هزم وقتل، وتعد هذه المعركة تحولاً خطيراً في مسيرة الصفويين كونها أول معركة يخوضنها.
وبعد مقتل جنيد، انتقلت الرئاسة إلى ابنه حيدر، الذي أخذ يعد العدة لمقتل والده، وأعد جيشاً يرتدي أفراده القبعات الحمر، ويعرفون باسم "القزلباش" إلا أن حاكم "شروان" استعان بأسرة "آق قويونلو" ()، واستطاعا هزيمة حيدر وقتله، فانتقلت الزعامة إلى ابنه علي، الذي ما لبث أن قتل، فآلت الأمور إلى إسماعيل الصفوي ابن حيدر.

الشاة إسماعيل يؤسس دولة الصفويين:
حظي إسماعيل برعاية من حاكم "لاهيجان"()، مدة خمس سنوات، وفترة إعداد ثقافية وعسكرية، وفي الوقت نفسه كان الخلافات تعصف بأسرة "آق قويونلو"، فتمكن من الانتصار عليها واحتلال عاصمتها تبريز، ودخلها دخول الفاتحين، وأعلنها عاصمة لدولته الفتية، ثم إعلان المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة سنة (907هـ)، (1501م)، رغم أن ثلاثة أرباع إيران كانوا على مذهب أهل السنة.
ساعدت إسماعيل الصفوي عدة عوامل في أن يبسط سيطرته على إيران وما جاورها وتحقيق حلم آبائه في تأسيس دولة شيعية، أهمها:
1- انتشار الفوضى والفتن في إيران بعد موت تيمور لنك، والصراعات التي دبت بين أبنائه، ثم الصراع المحتدم بين قبيلتي "أق قويونلو" و"قرا قويونلو" التركمانيتين اللتين كانتا تسيطران على أجزاء من إيران. كل هذه الصراعات سببت الضعف والانقسام، وولدت الظلم بحق الرعايا، الأمر الذي استغله إسماعيل والصفويون لتحقيق الانتصار على المنافسين.
2- نشاط دعاة الشيعة وانتشارهم بين القبائل، وخاصة في مدن كاشان وقم والري، بل إن النشاط التبشيري الشيعي انتقل إلى أراضي الدولة العثمانية، كما تجلى ذلك في "فتنة شاه قولي"
3- القهر الذي مارسه الشاه إسماعيل ضد السنة، والذي جاوز كل الحدود، فعندما فرض إسماعيل التشيع على إيران، ذكر له أن ثلاثة أرباع سكان إيران والعاصمة الجديدة تبريز على مذهب أهل السنة، فلم يأبه لذلك، وأصر على موقفه وقتل من أهل تبريز وحدها (20) ألف سني، والذي بقوا أحياء، فرض عليه التشيع بحد السيف().
4- الدافع القومي لدى الشعوب التي كانت تسكن في إيران، والمكونة من أجناس وقوميات مختلفة، كالفرس والترك والعرب والمغول، وكان التعصب للجنس ظاهراً بينهم، فاستطاع الشاة إسماعيل أن يستغل هذا الأمر ويذكي حماس القبائل ضد بعضها البعض، وأشار عليهم بتكوين تجمع خاص يحفظ لهم قوتهم وسيطرتهم على المنطقة.
يقول المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي: "الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي، حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الكاسرة().

الآثار المترتبة على قيام الدولة الصفوية:
ليس من قبيل المبالغة القول بأن قيام الدولة الصفوية شكل "كارثة" لإيران والعالم الإسلامي، فلقد "ظلت غيران ما يقرب من تسعة قرون من الزمان تتبع مذهب أهل السنة والجماعة، فكانت الصبغة السنية ظاهرة فيها، واضحة في جميع ألوان النشاط البشري لأهلها، ما مكن إيران من المساهمة في بناء صرح الحضارة الإسلامية الراقية بواسطة علمائها في مختلف العلوم والفنون، من أمثال البخاري ومسلم وسيبويه والخليل بن أحمد والطبري والبيروني وابن سينا والغزالي والفارابي والفخر الرازي، وغيرهم يعدون من مفاخر المسلمين جميعاً"().
وبقيام الدولة الصفوية الشيعية في إيران تغير مسار النشاط البشري فيها تغيراً جذرياً شاملاً من النواحي السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والعلمية والثقافية، ووجه الإيرانيين إلى وجهة مغايرة لوجهة إخوانهم المسلمين في بقية الأقطار().
كما أن "كارثة" قيام الدولة الشيعية الصفوية أدت إلى انقسام العالم الإسلامي إلى معسكرين: معسكر سني بزعامة الدولة العثمانية، ومعسكر شيعي يتبع الصفويين، وزاد من حدة الانقسامات تلك المؤامرات التي حاكها الصفويون ضد العثمانيين الذين كانوا منطلقين في أوروبا فاتحين، كما سنتحدث عنه بعد قليل.


دولة شيعية بامتياز:
انطلقت الدولة الصفوية من مذهبها الشيعي الذي فرضته على إيران في كل صغيرة وكبيرة،، فغيرت صيغة الأذان والصلاة وكافة العبادات على طريقة المذهب الشيعي، دون السماح بإظهار مذهب أهل السنة فيها، وصارت الحركة الثقافية والتأليف مصطبغاً بالمذهب الشيعي، وتبوأ رجال الدين الشيعة مكانة عالية في الدولة الصفوية، وفرض لهم السلاطين خمس أموال الناس وأرباح التجار().
ويعتبر محمد باقر المجلسي (ت1111هـ)، أحد أبرز الأمثلة لما عملته الدولة من دعم التشيع، فقد اعتبر "شيخ الدولة الصفوية" وكانت له الكلمة المسموعة، وعاش في المرحلة الصفوية الأخيرة عيشة ترف وأبهة، وكان شديد التعصب لمذهبه فأغرى الدولة باضطهاد جميع مخالفيه.
واشتهر المجلسي بكثرة مؤلفاته التي تروج لمذهب الشيعة، وأبرزها: "بحار الأنوار في أحاديث النبي والأئمة الأطهار"، ويقع في (25) مجلداً ضخماً، كل مجلد منها يبلغ عدة مجلدات، حتى إن مجموعها بلغ (111) جزءاً، الأمر الذي جعل الشيعة يعتبرونه "دائرة معارف لا مثيل لها".
وكتاب "بحار الأنوار" للمجلسي من أهم كتب الحديث عند الشيعة، وقد جمع فيه مؤلفه ما هب ودب من الأخبار والأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم والأئمة من غير تهذيب ولا تحقيق().
وبلغ تعصب الصفويين لمذهبه حداً جعل الشاه عباس يحج من عاصمته أصفهان إلى مدينة مشهد (حيث يوجد مقام الإمام الرضا، ثامن الأئمة عند الشيعة)، سيراً على الأقدام ودعا الشيعة إلى الاقتداء به، والحج إلى مشهد، وجعل علماء الشيعة ومراجعهم يعلنون أن الحج إلى مدينة مشهد يكفي ويغني عن الحج على الكعبة وزيارة بيت الله الحرام().
كما تميز العصر الصفوي بالمبالغة لما يسمى "الشعائر الحسينية" وإظهار الحزن على استشهاد الحسين وبعض الأئمة.

الصفويون والدولة العثمانية:
كان من الطبيعي أن تثير سياسة الصفويين ومؤامراتهم، الدولة العثمانية السنية التي كانت في أوج قوتها، وكانت تدافع عن ديار الإسلام، وتقاتل أعداءه من الصليبيين على عدة محاور: الروس، والنمسا، والإمارات الإيطالية، وفرنسا، وإنكلترا، والبرتغاليين، والكل يحقد على هذه الدولة.
وفي الوقت الذي كان يقوم فيه العثمانيون بحصار بعض دول أوروبا تمهيداً لفتحها، كان سهام الصفويين تنطلق باتجاه الدولة العثمانية، وتشغلها عن متابعة فتوحاتها، وعمد الصفويون إلى احتلال بعض البلدان التابعة للعثمانيين كالعراق، وعقدوا تحالفات مع الدول الأوروبية ضدها، الأمر الذي جعل الصدام بين العثمانيين والصفويين أمراً لا مفر منه، وتعتبر معركة "جالديران"" سنة (920هـ - 1514م) أكبر المعارك بين الطرفين وانتصر فيها العثمانيون انتصاراً كبيراً، غير أنه لم يقضى على الصفويين قضاءً نهائياً، فأعادوا تنظيم صفوفهم خاصة أن المنية عاجلت السلطان العثماني سليم الأول. وتسببت المؤامرات الصفوية ضد العثمانيين بأمرين خطيرين:
الأول: إعاقة الفتوحات الإسلامية لأوروبا، ذلك أن العثمانيين كانوا يضطرون لوقف حصارهم للمدن الأوروبية، والعودة لتأمين حدودهم مع الصفويين، واسترجاع ما كان يستولي عليه الصفويون من بلاد.
الثاني: أن التحالفات التي عقدها الصفويون مع الدول الأوروبية والتسهيلات التي منحوهم إياها شكلت بداية عهد الاستعمار، والوجود الأوروبي في بلاد المسلمين().
حكامها:
1- إسماعيل بن حيدر: مؤسس الدولة سنة 907هـ، اتفق مع البرتغاليين وحارب العثمانيين، والأوزبك، ومات في الثلاثينات من العمر. انصرف بعد هزيمته أمام العثمانيين إلى معاقرة الخمر والعزلة والفجور.
2- طهماسب بن إسماعيل: تولى الحكم بعد وفاة والده إسماعيل (930هـ)، ولم يكن قد جاوز العاشرة من عمره، فتولى الوصاية عليه زعماء الشيعة، حتى بلغ سن الرشد، انتصر على الأوزبك، ولكنه لم يلبث أنهزم، ودخل بغداد حتى جاءت جيوش العثمانيين فطردت الصفويين منها.
3- إسماعيل الثاني ابن طهماسب: تولى الحكم بين سنتي (984-985هـ)، واختلف مع إخوته، وقتل، وكانت له ميول سنية، وكان يرغب في إعادة إيران إلى المذهب السني.
4- محمد خدابنده بن طهماسب: امتد حكمه خلال الفترة (985-995هـ).
5- عباس بن طهماسب، الملقب بعباس الكبير، وحكم فترة طويلة امتدت من 995هـ حتى 1037هـ، وفي عهده هاجم العثمانيين بعد أن هدأت الجبهة معهم خمس عشرة سنة، كما حارب الأوزبك وانتزع جزءاً من بلادهم، وجعل عاصمته أصفهان. وقد ضعفت الدولة بعد موته، خاصة وأنه كان له أربعة أبناء قتلهم كلهم وسمل عينهم خوفاً من أي يزيلوه عنه.
6- صفي بن صفي مرزا بن عباس، الملقب بصفي الأول وحفيد عباس الكبير، حكم حتى 1052هـ، هزم أمام العثمانيين الذين أخذوا العراق وعقد معاهدة بين الطرفين سنة 1094هـ.
7- عباس بن صفي (عباس الثاني): حكم خلال الفترة (1052-1077هـ)، ولم يلتفت إلى شؤون الدولة.
8- صفي الثاني بن عباس الثاني، حكم بين (1105- 1135هـ)، وعرف كذلك باسم "سليمان الأول"، وفي عهده استولى الهولنديون على جزيرة قشم في مضيق هرمز، وأخذ الأوزبك خراسا، وقضى حياته بين الخمر والنساء.
9- حسين الول بن عباس الثاني (1105-1135)، بدأ في عهده الصراع مع الأفغان، وكان يبيح في عهده الخمور، وكان لعبة بيد الحريم().
10-طهماسب الثاني بن صفي الثاني، حكم خلال الفترة (1135-1144هـ)، واستمر الصراع مع الأفغان في عهده، وأيده نادر خان.
11-عباس الثالث بن طهماسب الثاني، الملقب بالرضيع، لتوليه المنصب طفلاً، بعد خلع والده سنة 1144هـ، واستمر في الحكم بشكل صوري حتى 1148هـ .

لكل بداية نهاية:
انتهت دولة الصفويين سنة 1148هـ، على يد نادر خان الذي كان في أول أمره من قطاع الطرق، وكان يتمتع بالطموح والذكاء، وقد تمكن بجيش من أفراد قبيلته (الأفشار) من الاستيلاء على إقليم خراسان، وأخذ يمسك بزمام الأمور في هذا الإقليم، وظهرت قوته، مما جعل الشاه طهماسب الثاني يستعين به، ويعينه قائداً لجيشه، واستطاع أن يصبح أقوى شخصية في إيران بعد تحقيقه لعدة انتصارات ضد منافسي الدولة.
ثم أصبح نادر شاه في منزلة هيأت له عزل طهماسب الثاني، وتعيين ابنه الطفل عباس الثالث ملكاً على الصفويين، وصار نادر وصياً على العرش، ولكن هذا الوضع لم يستمر سوى ثلاث سنوات، إذ بادر نادر شاه إلى عزل عباس الثالث، وتنصيب نفسه ملكاً على إيران، واتخذ لقب الشاه، كما أعلن سقوط الدولة الصفوية وقيام دولة شيعية محلها هي الدولة الأفشارية، التي كان نادر شاه أول ملوكها، واستمرت حتى القضاء عليها من قبل الزنديين سنة 1210هـ.
وبالرغم من أن نادر شاه شيعي المذهب، إلا أنه حاول التقليل من المفاسد التي أحدثها الصفويون، ومنها سب الصحابة والخلفاء الراشدين، كما حاول إحداث تقارب بين السنة والشيعة، الأمر الذي لم يقبله الإيرانيون المتعصبون فبادروا إلى قتل نادر شاه سنة 1160هـ .

1) "الصفويون والدولة العثمانية" علي عطرجي (ص9).
(2) المصدر السابق.
(3) أردبيل: من أشهر مدن أذربيجان.
(4) شروان: مدينة ناحية أرمينية.
(5) أسرة تركية سنية المذهب كانت تسيطر على إيران، وكانت تربطهم بالصفويين روابط النسب.
(6) لاهيجان: إحدى مدن إقليم كيلان، وتقع على بحر قزوين.
(7) "الصفويون" لعطرجي (ص19)، ومقال أحمد تمام المنشور في إسلام أون لاين.
(8) "التشيع العلوي والتشيع الصفوي" (119-122).
(9) "إيران في ظل الإسلام" د. عبد النعيم حسنين (69-70).
(10) المصدر السابق (ص70).
(11) المصدر السابق (105).
(12) انظر مقال: "المجلسي يؤلف بحار الأنوار" المنشور في الراصد عدد26 http://alrased.net/show_topic.php?topic_id=99 .
(13) "إيران في ظل الإسلام" (ص80).
(14) انظر: "الصفويون والدولة العثمانية" لعلوي عطرجي، وانظر أيضاً العدد الثاني من الراصد: "الصفويون يحالفون الصليبيين http://alrased.net/show_topic.php?topic_id=378
(15) التاريخ الإسلامي" ، محمود شاكر (11-13)، و"الصفويون" لعطرجي (57-58).
5
810

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الواثقة من نفسها
افتحوا قناه الزوراء وشاهدوا الصفوين ابناء المتعه كيف يحملون شباب مراهقين
16 و17 سنه ملبسينهم ثياب لونها ابيض ليدل على انهم سنيين
ويحرقونهم احياااااااااااء بوسط الشارع بالعراق منظر بشع حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم دمرهم وزلزل اركانهم وابدهم بيوم وليله واهلكهم انك القادر على ذلك
نصر
نصر
فتنة شاه قولي

منذ قيامها في أوائل القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، أخذت الدولة الصفوية الشيعية، التي قامت في إيران، على عاتقها نشر التشيع بكل السبل الممكنة، ومحاربة مذهب أهل السنة، وإضعاف دولة الخلافة العثمانية التي كانت منطلقة في فتوحاتها على الجبهة الأوربية.

وكان إسماعيل الصفوي أول حكام هذه الدولة() قد بادر بتوجيه سهامه إلى الدولة العثمانية، فور تأسيس دولته، واصطدم معها عسكرياً، وتحالف مع الدول الأوربية ضدها، وكان من بين الأساليب التي استخدمها إسماعيل لمحاربة العثمانيين وزعزعتهم، نشر الخلايا السرطانية في أراضي الدولة العثمانية، والتبشير بمذهب الشيعة، والدعوة سّراً للشاه الصفوي، ومن هنا كانت فتنة شاه قولي أو شاه قولوا، التي دبرها الصفويون وكانت من كبريات الفتن في التاريخ العثماني.

تعود بداية هذه الفتنة إلى شخص شيعي اسمه حسن خليفة، تظاهر بالزهد هو وابنه نور، واعتكفا في أحد الكهوف بجبل قريب من أنطاليا()، ولما وصلت أنباء زهدهما إلى السلطان العثماني بايزيد الثاني، أغدق عليهما العطايا، وصرف لهما راتباً سنوياً قدره ستة أو سبعة آلاف أقشة (العملة التركية آنذاك)، لكن هذا المدّعي للزهد لم يكن إلاّ أحد دعاة التشيع، وأحد خلفاء الشيخ حيدر، والد الشاه إسماعيل، وأحد دعاة الشاه إسماعيل، وقد أرسلا نواباً عنهما إلى سرز وفيليبا وصوفيا، وباقي مناطق غرب الأناضول (تركيا).

وقد برز من هؤلاء النواب: قذل أوغلو، محمد بك، دادا علي، وخضر إمام أوغلو، وتاج الدين، وبير أحمد، وقد كان كل منهم يعمل في منطقة معينة لتنظيم الناس بشكل سري لدعم الشاه إسماعيل، وكانوا يعقدون اجتماعات سرية للتشاور، وإعطاء تقارير لبعضهم عمّا تم إنجازه.

كان الصفويون والشاه إسماعيل يهدفون من وراء هذه الحركة ـ إضافة إلى نشر المذهب الشيعي، والقضاء على الدولة العثمانية السنية ـ إلى السيطرة على طرق التجارة والقوافل، والمنافذ البحرية والمناجم.

وفي سنة 914هـ (1509م) توفي حسن خليفة، فواصل ابنه نور نشاط أبيه، وتولى أمور التنظيم والدعوة، وأطلق على نفسه اسم "شاه قولي" أي عبد الشاه، أو خادم الشاه، من درجة حبه وإخلاصه للشاه الصفوي إسماعيل، لكن بعد افتضاح أمره صار الناس يلقبونه بـ "شيطان قولي" أي عبد الشيطان أو خادم الشيطان.

وصار أتباع شاه قولي من الكثرة بمكان، فبدأ يدعو بالبيعة للشاه إسماعيل() ووصل بدعوته إلى البلقان، وزاد من نشاط هؤلاء كبر سن السلطان بايزيد، وتركه شؤون الحكم لأبنائه ووزرائه، حيث كان الأبناء في تنافس على السلطة مما أدّى لاختلال الأمن في البلاد.

وقد كان قاضي أنطاليا يراقبهم منذ البداية، وقام ذات مرة بمهاجمتهم أثناء إحدى اجتماعاتهم وعبادتهم، إلاّ أنه لم يستطع القبض على شاه قولي، مما رفع من شأنه عند أتباعه، واعتبروه مثل المهدي.

وبات خادم الشيطان هذا يترقب ساعة الصفر لتنفيذ ما كان يخطط له،هو والصفويون من ورائه، وكان تحت إمرته آنذاك عشرة آلاف شخص وقيل عشرين ألفاً، إضافة إلى عدد من النساء والأطفال.

فقد رأى أتباعه ذات يوم قافلة أمير أنطاليا الشيخ زاده ابن السلطان بايزيد، وهي تتجه نحو الشمال، فظنوا أن السلطان وافته المنيّة، وأن الأمير ذاهب لقتال إخوته، فانقض شاه قولي وأتباعه على تلك القافلة وسلبوها، كما هزموا قوة أخرى أرسلها قاضي أنطاليا لحماية الأمير من شاه قولي، وتم القضاء على معظم الجنود العثمانيين، كما قتلوا قاضي أنطاليا، وعددا من قضاة المناطق في جنوب غرب تركيا، ووصلت قواتهم إلى منطقة "كتاهية" في وسط الأناضول، وأخذوا يعيثون في الأرض فساداً، وصار شاه قولي يدعو لنفسه باعتباره خليفة الشاه الصفوي إسماعيل في الأناضول، وقد قرئت الخطبة باسم الشاه إسماعيل().

وظنت الحكومة العثمانية في بادئ الأمر أن الأمر لا يعدو كونه جريمة فردية فأرسلت فرقة صغيرة لمقاومة هذه الحركة، فهزمت، فزادت جرأت شاه قولي وأتباعه، واستشرت الفتنة، وصاروا يهاجمون البلدة تلو الأخرى، وكلما دخل بلدة وجد له أتباعاً، ووصل إلى مشارف بورصة (شمال غرب تركيا)، وحاصرها حتى أرسل قاضيها إلى الحكومة مستغيثاً: "إذا لم تصل إلينا تعزيزات خلال يومين قضي الأمر".

ومن جملة ما أحدثه هؤلاء المتمردون من مفاسد ـ بحسب بعض المصادر الشيعية والعلوية مثل كتاب "علويو الأناضول" ـ أن "دمروا جميع المساجد والجوامع والمدارس في المناطق التي دخلوها، كما حرقوا جميع نسخ القرآن (الناقصة)() والكتب الدينية (المزورة)"... وكان شاه قولي يعين أحد أتباعه على كل منطقة يستولي عليها، وبلغ تمرده سنة 915 هـ / 1510م درجة كبيرة من النجاح، الأمر الذي جعل الحكومة العثمانية تجيش الجيوش للقضاء على هذه الفتنة.

وظلت الحرب سجالاً بين قوات الحكومة العثمانية، وقوات شاه قولي، التي حققت انتصارات كبيرة، إلى أن سيرت الحكومة سنة حملة كبيرة بقيادة الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) علي باشا، ضمت أربعة آلاف من الجنود المشاة، ومثلهم من الخيّالة، وانضمت إليهم جميع القوات العثمانية الموجودة في المناطق المجاورة، وبدأوا بالهجوم على شاه قولي، الذي انسحب في بادئ الأمر إلى مدينة قونية، وتمكن من الفرار من الهجوم العثماني.

وظلت القوات العثمانية بقيادة علي باشا تلاحق قوات شاه قولي، وقامت المعركة بين الطرفين قرب مدينة صيواص، وقد استشهد فيها علي باشا، كما قتل فيها شاه قولي، وهرب من بقي على قيد الحياة من أتباعه باتجاه إيران، وهناك استقبلهم الشاه إسماعيل وأسكنهم في شتى المدن والقرى الإيرانية.

وبالرغم مما أحدثه الشاه إسماعيل من فساد من خلال تمرد شاه قولي، ألاّ أن السلطان العثماني بايزيد كان ميالاً للسلم، وكان يحب أن يرجع إسماعيل إلى صوابه، وأرسل له رسالة جاء فيها ".. أيها الشاب قليل التجربة، اسمع نصيحتي، فمن أجل قبول مذهبك صُن دماء المسلمين.. ولا تذهب بخيالك بعيداً، والتزم بطريقة أجدادك أنار الله برهانهم".

ولقد استنزفت هذه الفتنة دماء المسلمين وإمكانياتهم وطاقاتهم زهاء سنتين (915ـ 917 هـ)، مما حدا بالأمير سليم (السلطان فيما بعد) الذي كان والياً على طربزون في أقصى شرق الأناضول أن يطلب من والده بأن يتنازل عن العرش، ليتولى هو مواجهة الاعتداءات الشيعية الإيرانية التي كانت تهدد كيان الدولة، وربما كان ذلك هو السبب المباشر الذي جعل السلطان سليم (918ـ926هـ) يبدأ نشاطه العسكري شرقاً، فكانت معركة جالديران في رجب سنة 920هـ (آب 1514م) مع الصفويين أولى الحروب التي خاضها،واضطرته لوقف الفتوحات على الجبهة الأوربية.

وأخذ السلطان سليم على عاتقه ـ مع محاربة الصفويين ـ القضاء على فلول قوات شاه قولي، وتلك الخلايا السرطانية، التي زرعها الصفويون، واستخدم الشدة في ذلك مستعيناً بالصدر الأعظم يونس باشا، ولم يكن من خيار أمام السلطان سوى استخدام القوة، خاصة أن التقارير التي كانت ترده تقول: "إن المبتدعين من الصوفية والشيعة قد استفحل خطرهم وزاد عددهم، وباتوا يمعنون في القرى سلباً ونهباً، ولم يتورعوا عن قتل الرجال، وسبي النساء، وأتوا على الأخضر واليابس".





للاستزادة:

1ـ الأصول العقائدية للإمامية ـ د. صابر طعمية ص19.

2ـ علويو الأناضول ـ د. بسيم صبحي الأنطاكي ص 125.

3ـ الهجرة العاملية إلى إيران في العصر الصفوي ـ جعفر المهاجر ص33.

4ـ الوجيز في تاريخ الإسلام والمسلمين ـ د. أمير عبد العزيز ص 838.

5ـ العلويون في تركيا ـ يوسف الجهماني ـ ص 51.



--------------------------------------------------------------------------------

ـ استمر حكمه خلال الفترة (907ـ 930هـ) ارتكب خلالها المذابح الكثيرة لفرض مذهبه على أهل السنة في إيران وما حولها، وقد كان السنة يشكلون الأغلبية في هذه الدول آنذاك.

ـ وتسمى أنطاكيا، وهي مدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، جنوب تركيا.

ـ سبقت دعوة شاه قولي وأبيه تأسيس الشاه إسماعيل للدولة الصفوية، لكن تأسيس الدولة أعطتهم دافعاً قوياً، كما حدث للشيعة بعد تأسيس الخميني لجمهوريته سنة 1979م.

ـ قراءة الخطبة باسم شخص ما تعني انه هو الخليفة الشرعي.

ـ هذه إشارة واضحة من الشيعة بأن القرآن الموجود بأيدي المسلمين الآن ناقص ومحرف، ولذلك قاموا بإحراق المصاحف بزعم أنها (ناقصة).
انا الهتان انا
جزاك الله خير أخي كاتب الموضوع

فتاريخهم اسود سواد قلوبهم

ومذهبهم مردود عليهم، فزادهم في الدنيا لآخرتهم المتعة فقط

والتاريخ يشهد لهم بذلك

حسبي الله ونعم الوكيل
awrad
awrad
الله يرينا فيهم عجائب قدرته عاجلا غير اجل
ويرفع راية الدين وينصر الاسلام والمسلمين
جزاكم الله خيرا
الاميره2
الاميره2
awrad awrad :
الله يرينا فيهم عجائب قدرته عاجلا غير اجل ويرفع راية الدين وينصر الاسلام والمسلمين جزاكم الله خيرا
الله يرينا فيهم عجائب قدرته عاجلا غير اجل ويرفع راية الدين وينصر الاسلام والمسلمين جزاكم الله...
اللهم آآآآآمين
جزاك الله خير عالموضوع