> الصلاة...الصبر...الخشوع.., في آية
الآية 45 من سورة البقرة
شرح الآية :" و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين"
كل مؤمن يدخل منهج الإيمان محتاج إلي الاستعانة بالصبر ليحمل نفسه على مشقة المنهج
وتكاليفه. وليمنع نفسه عن الشهوات التي حرمها الله سبحانه وتعالى.
"واستعينوا بالصبر والصلاة" لأن العلاج في الصبر مع الصلاة.
والصبر كبير أن تتحمله النفس.
وكذلك الصلاة. لأنهما يأخذان من حركة حياة الإنسان.
والصلاة تحارب الاستكبار في النفس. فكأن الوصفة الإيمانية لا
تتجزأ. فلا يتم الصبر بلا صلاة، ولا تتقن الصلاة إلا بالصبر.
وقوله تعالى: "إلا على الخاشعين" ..
ما معنى الخشوع؟
الخشوع هو الخضوع لمن ترى أنه فوقك بلا منازع.
فالناس يتفاوتون في القيم والمواهب. والكل يحاول أن يفاخر بعلوه
ومواهبه. ويقول: أنا خير من فلان. أو أنت خير من فلان.
إذن فمن الممكن أن يستكبر الإنسان بما عنده.
ولكن الإنسان يخضع لمن كانت له حاجة عنده. لأنه لو تكبر عليه
أتعبه في دنياه. .
والخشوع يجعل الإنسان يستحضر
عظمة الحق سبحانه ويعرف ضآلة قيمته أمام الحق سبحانه وتعالى ومدى عجزه أمام خالق
هذا الكون. ويعلم أن كل ما عنده يمكن أن يذهب به الله تعالى في لحظة .. ذلك أننا
نعيش في عالم الأغيار. ولذلك فنخضع للذي لا يتغير.لأن كل ما يحصل عليه الإنسان
هو من الله وليس من ذاته. والذين يغترون بوجود الأسباب نقول لهم: اعبدوا واخشعوا
لواهب الأسباب وخالقها.
لأن الأسباب. إنسان يفاخر بقوته. يأتي من هو أقوى منه
فيهزمه. إنسان يفاخر بماله. يضيع هذا المال في لحظة ..
ولذلك لابد أن نفهم. أن الإنسان الذي يستعلي بالأسباب سيأتي وقت لا تعطيه الأسباب.
فالإنسان إذا بلغ في عينه وأعين الناس مرتبة الكمال. اغتر بنفسه.
نقول له: لا تغتر بكمالات نفسك.
فإن كانت موجودة الآن. فستتغير غدا .. فالخشوع لا يكون إلا لله.
والحق سبحانه وتعالى يقول: "وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين"
من هم الخاشعون؟
الخاشع هو الطائع لله. الممتنع عن المحرمات. الصابر على الأقدار. الذي يعلم يقينا داخل نفسه أن الأمر
لله وحده.وليس لأي قوة أخرى .. فيخشع لمن خلقه وخلق هذا الكون له
اللهم ارزقنا قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعلما نافعا
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ويجعل طرحك في ميزان حسناتك يارب
بارك الله فيك وغفر الله لي ولك ولوالدينا وللمؤمنين
والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
اللهم امين