السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أتمنى تكونون بألف خير.بما انو رمضان المبارك على الأبواب
جبتلكم هذا الموضوع ويا رب يعجبكم
الصيام موجود في كل الأديان,وكل الأديان تحبذه لأن في الصيام تعزيزا للايمان.
صحيح أن نوعية الصيام تختلف من دين الى دين الا أن الصوم يهب الانسان
السكينة و الهدوء و الخشوع و التغلب على الملذات و الاتجاه الى الله.
في هذا الصدد يقول الدكتور أليكسس كاريك الحائز على جائزة نوبل في الطب
في كتابه الذي يعتبره الأطباء حجة في الطب(الانسان ذلك المجهول)ما نصه:
"ان كثرة وجبات الطعام و انتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت دورا عظيما في
بقاء الأجناس البشرية,وهي وظيفة التكيف مع قلة الطعام,ولذلك كان الناس يلتزمون الصوم و الحرمان من الطعام...ان الصوم لينظف و يبدل أنسجتنا"
ورمضان شهرالقيام,قال صلى الله عليه و سلم:"من قام رمضان ايمانا و احتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه"متفق عليه.وقد خلق الله النهار لننشط فيه ونبتغي من فضل الله
وخلق الليل لنسكن فيه ونهجع,و في هذا الصدد قال تعالى:(هو الذي جعل لكم الليل
لتسكنوا فيه و النهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون)يونس 67,لكن الله
أثنى على المثقين بأنهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون,قال تعالى:(إن المتقين في جنات
وعيون,ٍٍٍٍآخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين.كانوا قليلا من الليل ما يهجعون.وبالأسحار هم يستغفرون.وفي أموالهم حق للسائل و المحروم)الذاريات19.15 ,وهنا يثور في الذهن تساؤل جوهري:لقد اختار الله الليل ليكون وقت
الإستغراق في العبادة,لكن هل يكون ذلك على حساب صحة الإنسان العقلية,ونحن
نعلم كم هو مفيد نوم الإنسان في الليل؟
الجواب لن يكون ذلك أبدا,فقد كشفت دراسات الأطباء النفسيين في السنين الأخيرة أن حرمان المريض المصاب بالإكتئاب النفسي من النوم ليلة كاملة,وعدم السماح له بالنوم
حتى مساء اليوم التالي له فعي عجيب في تخفيف إكتئابه النفسي و تحسين مزاجه حتى و
ولو كان من الحالات التي لم تنفع فيها الأدوية المضادة للإكتئاب,ثم أجريت دراسات أخرى في باكستان فوجدوا أنه لا داعي لحرمان المريض ليلة كاملة من النوم كي
يتحسن مزاجه,إنما يكفي حرمانه من نوم النصف الثاني من الليل,لنحصل على
القدر نفسه من التحسن في حالته,وصدق العلي العظيم حين قال:(كانوا قلبلا من الليل
ما يهجعون وباللأسحار هم يستغفرون),إذن لقيام الليل والتهجد في الأسحار جائزة
فورية,وهي اعتدال و تحسن في مزاج القائمين و المتهجدين,وفي صحتهم النفسية.
لقد ثبت علميا أن للصوم فوائده المؤكدة من الناحية النفسية,وفيه تتجلى أسمى غايات
كبح جماح النفس و تربيتها بترك بعض العادات السيئة,وخاصة عندما يضطر المدخن
إلى ترك التدخين ولو مؤقتا على أمل تركه نهائيا,وكذلك عادة شرب القهوة والشاي
بكثرة...هذا فضلا عن فوائذه النفسية الكثيرة,ذلك أن الصائم يشعر بالطمأنينة و
الراحة النفسية والفكرية ويحاول الإبتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات
ومنغصات,ويحافظ على ضوابط السلوك الجيدة مما ينعكس إيجابا على المجتمع
عموما.قال صلى الله عليه و سلم:(الصيام جنة,فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل
وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم)رواه البخاري و غيره.وقد أثبتت
دراسات عديدة انخفاض نسبة الجريمة بوضوح في البلاد الإسلامية خلال شهر رمضان.
والصوم حسب إجماع علماء الشريعة,يزيد من قوة الإنسان و قدرته على التغلب على
الشهوات.فالصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام و الشراب,ولكنه قبل ذلك امتناع عن
العدوان و الشهوات و ميول الشر.
ومن فوائد الصيام الأخرى أنه يخضع الملذات لإرادة الفرد.فعند الصيام يحدث نقص
في سكر الدم,وهذا يسبب نوعا من الفتور و الكسل...وهذه الأحاسيس تؤدي إلى
نوع من الضعف و القابلية للإيحاء...ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع
وعدم الإختيال بالذات,ومن هنا يأتي الخشوع و الإتجاه الصحيح إلى الله تعالى,و
هو ما يعزز إيمان الإنسان ويقوي عقيدته,ويتعمق الخشوع و الإحساس بالسكينة,
والتحكم في الشهوات و إنماء الشخصية.
والله يدخل رمضان المبارك بالصحة و العافية علينا و عليكم:26:

nafs maksoura @nafs_maksoura
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

امل باكر
•
جزاك الله خير

الصفحة الأخيرة