: الصِّيام و الإفطار " أدباً و حُكْماً "!

ملتقى الإيمان



3 رمضان, بقي على رمضان 27 يوماً .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



قالَ الله تعالى :
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

يقول تعالى مخاطبا للمؤمنين من هذه الأمة وآمرا لهم بالصيام،
وهو : الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل،
لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة
والأخلاق الرذيلة .

وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم،
فلهم فيه أسوة ، وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك ، كما قال تعالى :
(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات) .

ولهذا قال هاهنا : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان;
ولهذا ثبت في الصحيحين :
" يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".

ثم بين مقدار الصوم ، وأنه ليس في كل يوم ،
لئلا يشق على النفوس فتضعف عن حمله وأدائه ، بل في أيام معدودات .

وقد كان هذا في ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام،
ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان .

وقد روي أن الصيام كان أولا كما كان عليه الأمم قبلنا،
من كل شهر ثلاثة أيام عن معاذ ، وابن مسعود،
وابن عباس ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك بن مزاحم .

وزاد : لم يزل هذا مشروعا من زمان نوح إلى أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان .

وقال عباد بن منصور، عن الحسن البصري :
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات).
فقال : نعم ، والله لقد كتب الصيام على كل أمة قد خلت كما كتب علينا شهرا كاملا .
وأياما معدودات : عددا معلوما .
وروي عن السدي ، نحوه .

وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي عبد الرحمن المقري،
حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني عبد الله بن الوليد،
عن أبي الربيع ، رجل من أهل المدينة،
عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم . . "
في حديث طويل اختصر منه ذلك .

وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس،
عمن حدثه عن ابن عمر،
قال أنزلت : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )
كتب عليهم إذا صلى أحدهم العتمة ونام حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى مثلها .

قال ابن أبي حاتم : وروي عن ابن عباس، وأبي العالية،
وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير،
ومقاتل بن حيان ، والربيع بن أنس ، وعطاء الخراساني ، نحو ذلك .

وقال عطاء الخراساني ، عن ابن عباس :
(كما كتب على الذين من قبلكم) يعني بذلك : أهل الكتاب .
وروي عن الشعبي والسدي وعطاء الخراساني ، مثله .

تفسير ابن كثير .
منقول .
2
252

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

[رسالة خير]
[رسالة خير]

قالَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم- :
(لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).
الراوي: سهل بن سعد الساعدي .
المحدث: مسلم .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .

يتَّضِح كما هُوَ جَلِيٌّ في حديثِ رسولِ الله, ما في تعجيل الفِطْرِ من خير .
على الصَّائِمِ في المقامِ الأوَّل, حيثَ يتقوَّى بما فيهِ تنشيطُ بدنه لـ يقوى على الصَّلاة .

فـ إنَّ النَّاظِرَ الجَّاد للحديث, يستشفُّ من خلاله نُقطةً رئيسية ..
يتلمَّسُ فيها ذَلِكَ الخير المرغوبُ به في تعجيل الفِطر .

و هو أنَّ العَبْد إذا ما قامَ للصَّلاة قبلَ الفِطْر, فـ إنَّ فِكْرَهُ لن يَكُونَ مُعمَّقاً في الصَّلاة خاشعاً فيها .
بـ قَدْرِ ما سيكونُ فِكْرُهُ في الطَّعام .

لذا كانَ من الأفضلِ و الأخْيَر, تعجيلُ الفِطْرِ و لو على تمراتٍ يسيرة و حسواتٍ من ماء .

يُلتَمَسُ هذا في حديثٍ آخر, نستطيع بِهِ رَبط الحديثِ أعلاه :

قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم - :
(إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة, فابدؤوا بالعشاء, ولا يعجلن حتى يفرغ منه).

الراوي: عبد الله بن عمر.
المحدث: مسلم .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .

و قوله - عليه الصلاة و السلام - :
ا صلاة بحضرة طعام، و لا و هو يدافعه الأخبثان)
و الأخبثان هما : البول, و الغائط .

الراوي: عائشة - رضي الله عنها - .
المحدث: الألباني .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .
"شبيهة البدر"
جزيتي الجنة ياغالية
ورزقك من حيث لم تحتسبي