الصيدلية.. المزارع.. الوزارة أقطاب "سلامة المستهلك"

تعتبر مراقبة سلامة الحيوانات التي يستفيد منها الإنسان (لحمها، لبنها ،بيضها، صوفها) وكذلك الحيوانات التي يستمتع الإنسان بتربيتها في المنزل وفي المزرعة لأي غرض كما ذكرنا تعتبر مراقبة سلامتهها من الأمور التي يهتم بها المربي ليتم إنتاج ما يقوم به من لحوم أو ألبان أو بيض أو صوف وغيرها من المنتجات لذلك فإنه يحرص على ان تدر عليه من الإنتاج الكبير حتى يوفر المال ويقدم الخدمة بشكل كبير.. هذه العملية من حيث مراقبة سلامة الحيوان أمر طبيعي بل أمر مطلوب من جميع من لهم علاقة بسلامة الحيوان ولذلك نجد الشخص الذي يقوم بتربية هذه الحيوانات يسعى لحماية حيواناته بالبحث عن المضادات الحيوية وقد يقوم بالاجتهاد هو وشراء العلاجات التي قد سمع عنها من صديق أو في احدى الجلسات أو الاستراحات ثم يذهب الى أي جهة تبيع هذه الأدوية والتي اذا لم تستخدم بشكل صحيح فإنها أحد أسباب الأمراض المهلكة للبشر أو الإنسان وللأسف نجد أن هناك انتشاراً كبيراً جداً للصيدليات البيطرية في جميع المناطق وخصوصاً التي تكثر فيها تربية المواشي والحيوانات والدواجن ونجد للأسف أن عملية البيع تحتاج الى بعض المراقبة وكذلك التنظيم ولقد حرصت وزارة الزراعة والمياه على مراقبة مثل هذه الظواهر الا ان الأمر يحتاج الى العديد من النقاط حتى يتم في الواقع حماية المربين أو المزارعين أنفسهم من الاجتهادات حتى لا يتسبب ذلك في زيادة استخدام الهرمونات أو الأدوية ومنها المضادات الحيوية بشكل غير سليم وغير علمي مما يؤدي الى حدوث مشاكل صحية لا قدر الله ومن أهم النقاط مايلي:أولاً: لابد أن يكون لكل "صيدلية" ترخيص وأن لا يكون العمل عبارة عن اجتهاد حيث يقوم المزارع أو التاجر بفتح مكان داخل المزرعة أو داخل القرية أو في بعض المناطق البعيدة دون مراقبة وأبسط المراقبات والقوانين الحصول على "ترخيص" نظامي يتم عن طريقه السماح لمزاولة المهنة ويتم خلال هذا التصريح وضع شروط ومواصفات معينة داخل المحل ومنها أن تتوفر منطقة باردة (ثلاجة) لحفظ الأدوية والمضادات وعدم تعريضها لدرجات حرارة عالية لأن ذلك سوف يتلفها ويقلل من عملها بل وقد ينتج بعض المركبات الضارة فالمكان الذي يتم عرض هذه المنتجات فيه بحيث تتوفر فيه أبسط الشروط من حيث المكان وسعته وغيرها من الشروط المتوفرة لدى الجهات ذات العلاقة.ثانياً: يجب الحرص على أن يكون الشخص الذي يعمل داخل هذه الصيدلية مؤهل تأهيلاً جيداً ليتم عن طريقه شرح طريقة استخدام هذه المنتجات كما انه يجب أن يوضح للمزارع أو العامل والذي في أغلب الأحيان "أمي" لا يجيد القراءة والكتابة أي بمعنى أن يقوم بشرح التعليمات بشكل مبسط وكذلك يجب على "الصيدلي" أن يوضح المخاطر من سوء استخدام هذه المنتجات وكذلك الكمية التي تضاف وكيفية اضافتها والحذر منها وألا تستخدم الا عند الضرورة وغيرها من الأسس المهمة لهذا الدواء!.ثالثاً: أمر مهم جداً وهو دور "الوزارة" وهي ما تحاول عمله من حيث المراقبة والزيارات الدورية المجدولة والمدروسة لهذه الصيدليات والتأكد من العاملين فيها ومن الترخيص وانه لازال ساري المفعول وكذلك توفر الشروط في المكان لأنه قد يحدث تغيير وتجاوزات بعد اعطاء التصريح كما أن هناك أمراً مهماً جداً ودوراً على الجهات المسؤولة في طباعة وتوزيع نشرات عن أسس استخدام هذه الأدوية أو ما يعرف "بالإرشاد الزراعي" والذي يمكن أن يوظف بشكل كبير في مثل هذه الأمور لرفع مستوى المزارعين والقائمين على تغذية وتربية الحيوانات.وأخيراً.. الأمر المهم جداً هو دور المواطن أو المستفيد من هذه الخدمة فهو يجب أن يقوم بمراقبة المكان الذي يتم فيه بيع هذه الأدوية والحرص على ان يشتري كل ما يحتاج من مكان مطابق للمواصفات وأن يبتعد عن الأماكن الرصفية فقط كما انه يجب أن يتعلم وبشكل جيد ما هي هذه الأدوية.. المبيدات.. المضادات الحيوية.. الهرمونات وكيف عملها وكيفية استخدامها وهو يستطيع أن يرجع الى الجهات ذات العلاقة وهو مركز أو ادارة "الإرشاد الزراعي" بوزارة الزراعة ليقدم له ما يهمه ولكي يوفرعليه أموراً كثيرة منها الأمور الاقتصادية والصحية وسلامته وسلامة الحيوان وسلامة الإنسان بشكل عام.
المصدر:الرياض