الضحك يسكن الألم والزواج السعيد يطيل العمر

قرأ الكتاب من لندن: عامر سلطان تأليف: روجر اندرسون

حتى قبل قرن مضى كان متوسط عمر الإنسان عموما ستين عاماً. وعندما يصل عمر البعض إلى الثمانين يكون قد اقترب من رقم قياسي. الآن وفي ظل التطور الطبي الكبير خلال المائة عام الأخيرة أصبح رقم المائة غير مفاجئ بالمرة. الدكتور روجر اندرسون الخبير البريطاني البارز في الصحة العامة جمع أحداث البحوث والدراسات الطبية في كتاب أطلق عليه اسم "مائة طريقة للحياة حتى المائة كيف تستمع بحياة أطول أكثر صحة" ويشمل وصفات تلبي كافة الإحتياجات البشرية في الصحة البدنية والنفسية والعقلية وفي أساليب الحياة والغذاء وفيما يلي اهم ماورد في الكتاب:يرتكب الناس خطأ جسيماً للغاية عندما يعتبرون أن الضحك هو مجرد حدث عابر لابد له من مناسبة إلا أن الدراسات الحديثة أكدت أهمية أن يكون الضحك حالة دائمة يمارسها الإنسان قدر استطاعته حتى أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن الضحك بصوت عال (القهقهة) لها مفعول السحر في تحسين حالة الإنسان المزاجية والنفسية. وربما لايقل أهمية عن ذلك فعالية القهقهة والضحك من القلب في تقوية جهاز المناعة البشري. ومن الناحية الجسدية الظاهرية فإن الضحك الى حد اهتزاز الجسم وبالذات البطن هو بمثابة تمرين رياضي مفيد للغاية لمعظم عضلات الجسم.
وثبت أن الفوائد تشمل أيضاً تنقية الرئتين وزيادة قوة الدورة الدموية، وزيادة افراز مادة الاندورفينات هي مسكن الالام الطبيعي في الجسم.ولذلك فإن المستشفيات في الولايات المتحدة تتخلى الآن عن المسكنات الكيماوية لتخفيف آلام الأطفال وتستخدم البديل الأسهل والأرخص والأكثر فعالية وهو توفير كل مامن شأنه تحريض الأطفال المرضى على الضحك.وكل هذه الفوائد هي عبارة من محفزات لحياة أكثر صحة ومن الآن فصاعدا يجب على الإنسان أن يسأل نفسه كم مرة ضحكت اليوم؟أسهل وسيلة للياقة البدنيةالجنس هو أحد أفضل الوسائل الطبيعية التي تمكن الجسم من الحفاظ على لياقته واسترخائه وصحته. وبخلاف المعتقدات الشائعة فإن هناك فوائد صحية كثيرة تشجع الإنسان على الإستمرار في المباشرة الزوجية في السن المتقدمة:أولاً: هرمونات الأنوثة عند المرأة والذكورة عند الرجل تنشط خلال النشاط الجنسي المنتظم. وفي حالة الرجل، فإن هرمون الذكورة مفيد للقلب والعضلات وهيكل الجسم العظمي. وبالنسبة للمرأة، فإن هرمون الأنوثة يحميها من أمراض القلب.ثانياً: خلال المباشرة يزيد تدفق واندفاع الدم في الجسم ومن الغريب انه تبين أن الجنس في هذه الحالة له نفس فائدة التمرينات الرياضية في تنشيط الد
ورة الدموية. ولذا فإنه في حالة الحفاظ على عادة المباشرة عدة مرات اسبوعيا فإن لياقة الجسم سوف تتحسن بالتأكيد وبشكل فعال. ثالثاً: ومن نتائج المباشرة أن الإنسان ينام جيداً. وبعد النوم يستيقظ وهو يشعر بأنه في حالة أكثر انتعاشاً وحيوية. والمفاجأة أن هناك بعض الخبراء الذين يعتقدون بأن الجنس المنتظم يساعد الإنسان في التعامل مع علاج الضغط العصبي والذهني وتفسيرهم هو أن الجنس يلعب دور المفرغ البدني للتوتر والضغط.رابعا: علاج الآلام له أيضاً نصيب في فوائد الجنس. وثبت طبياً ان ممارسته تساعد في تخفيف الآلام المزمنة. وعند المباشرة فإن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين الذي يتسبب بدوره في إفراز الأندروفينات وهو المعادل الطبيعي الذي يفرزه الجسم لمادة المورفين الكيمائية وهذا يفسر شعور الإنسان بأن الصداع والتقلصات العضلية والاوجاع الخفيفة والآلام تخف حدتها بعد الجنس.الزواج السعيد أحد الطرق الى العمر الطويللم يعد يوجد لدى الباحثين شك في أن الزواج المستقر الهادئ لايفيد في تحسين الحالة النفسية والصحية البدنية فقط، بل إنه يضيف بضع سنوات لحياة الإنسان. ومن الناحية الإحصائية فإن الرجال المتزوجين يعيشون عموماً أطول من غير المتزوجين بثلاث
سنوات على الأقل، ذلك أن للزواج تأثيرات نفسية من شأنها تشجيع الإنسان وزيادة حرصه على تحسين مستوى نوعية الحياة ومن ثم العمل بكل جهد على زيادة العمر، كما أن أسلوب حياة الرجال المتزوجين يكون في أغلب الاحيان أكثر صحية وفائدة للجسم من غير المتزوجين وهناك تفسير ثالث ربما يبدو غريبا ولكنه وجيه. فالرجال المتزوجون لديهم رغبة أقوى في أن يثير إعجاب زوجته دائماً. ومن بين أهم وسائل تحقيق هذا الهدف هو الحفاظ على الصحة والمظهر وبالتالي تزيد جاذبية الرجل لدى زوجتة. ومن ناحيتهن تتزايد رغبة حرص الزوجة على الإهتمام بزوجها دون أن تلفت نظرة ويترتب على ذلك إهتمام أكبرفي نوعية الأكل والشرب الذي يتناوله الزوج كلما تقدم في السن.ومن الناحية النفسية ينعكس تأثير هذه العلاقة الزوجية وزيادة مساحة الاهتمامات المشتركة وحرص كل طرف على تحسين صورته لدى الآخر في زيادة القدرة الذهنية والعقلية وتقوية الذاكرة.ويؤكد العلماء أن فوائد الزواج سواء في زيادة العمر أو مستوى ونوعية الحياة تطال الزوج والزوجة على حد سواء.وسيلة لإطالة العمركشفت الدراسات الطبية والاجتماعية أن الأنشطة الاجتماعية تؤدي الى زيادة مستوى ونوعية وطول الحياة. فالإنسان حيوان اجتماعي مخ
لوق بطبعه برغبة في الإتصال بالآخرين وليس العيش في معزل عنهم.ولم يستطع الخبراء والباحثون حتى الآن تحديد الأسباب التي تجعل الانتماء الى جماعة اجتماعية ما عاملا مساعداً في إطالة العمر غير ان الثابت وفقا لنتائج البحوث هو ان شعور الأنسان بأنه جزء من جماعة يقلل العادات البشرية الضارة ويزيد الرغبة في اختيارالغذاء المفيد وفي ممارسة الرياضة مع الآخرين وفي الذهاب الى الطبيب بشكل دوري لعمل فحص طبي بغية الحفاظ على الصحة جيدة دائماً.وصفة حمائيةاكتشف الباحثون بعد سنوات طويلة من الدراسات ان النظام الغذائي عموما له تأثيره الهائل على صحة الإنسان وتأكد أن لمقولة "إن الإنسان هو مايأكل" له نصيب كبير من الواقع. وتبين أن الغذاء الصحي قد يساعد في منع السكتات الدماغية ومشاكل الدورة الدموية بدرجة أكبرمما كان معتقدا.وتشيرنتائج الدراسات الى ان هناك نتيجتين رئيسيتين توصلنا إليهما البحوث الأولى أن تناول كميات كبيرة من الحبوب ومنتجاتها مثل المكرونة والخبز المصنوع من القمح يؤدي إلى خفض احتمالات الاصابة بالسكتات بنسبة خمسين في المائة.ثانيا: تناول كميات وفيرة من الفيتامينات والمواد الغذائية المضادة للأكسدة مثل تلك الموجودة في الفواكه والخضر
وات الطازجة يساعد كثيراً الجسم في أداء مهامه بفعالية كاملة.وفضلاً عن ذلك فإن هذه العناصر أثبتت فعالية في خفض معدل تطور عملية الشيخوخة، وتبين أيضاً ان المواد المضادة للأكسدة تقي الجسم من أمراض مثل أمراض القلب وبعض السرطانات. وتوجد هذه المواد بكثرة في فيتامينات آيه وسي وإي وبعض النباتات. وربما تكون هذه المواد هي السبب وراء الحماية الصحية التي تتمتع بها شعوب حوض البحر المتوسط. فهذه الشعوب تتناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه وزيت الزيتون والثوم. وإجمالاً فإن النظام الغذائي للبحر المتوسط يخفض مخاطر إصابة الجسم بأمراض القلب والسمنة وحصوات المرارة وأنواع معينة من السرطان والسكر كما لاتقل الرياضة الذهنية العقلية أهمية عن التمارين الرياضية البدنية، وثبت علميا انها تساعد في إطالة العمر مع الصحة الجيدة. وأسفرت البحوث عن دلائل أكيدة على أنه كلما زاد نشاط المخ كلما زادت فرصة طول العمر. وفي كل مرة يتعلم فيها الأنسان شئيا ماجديدا فإننا نقوي الاتصالات فيما بين خلايا المخ ونشجع على المزيد من الاتصالات الجديدة من هذا النوع. وبالاضافة إلى ذلك فإن لنشاط الجسم وللياقة البدنية آثاراً مفيدة في السنوات المتقدمة من العمر حيث يمك
ن للمخ أن يستمر في العمل بشكل طبيعي رغم فقدان خلاياه.
(نشر بترتيب مع الأهرام للصحافة).