كان هناك طالب في المدرسة (بدر) كثير الغياب وليس عنده مبالاة بالمدرسة ونظامها وفشلت معه جميع طرق الإصلاح من منسوبي المدرسة
ولما بقي على نهاية العام شهر واحد ترك المدرسة
وحاولنا البحث عنه فلم نستطع
ولما كان العام الثاني من المدرسة وكنا حقيقة أسفنا لتركه للمدرسة في العام الماضي
وفي بداية العام لم أشعر إلا وبدخوله مع خاله عليّ في الإدارة( لأن أبوه مريض) ولما رأيته حقيقة فرحت به وهو يظن أني غاضب عليه من خلال ما كان بيني وبينه في العام الماضي ويظن أني سوف أعاتبه
دخلوا وسلمت على خاله ورأيت منه خوف وتردد مني فبادرته بالسلام وقبلته ورحبت به ترحيبا حار جدا وسألته عن حاله وحال أهله وهو متعجب من أسلوبي معه فقال خاله بدر سوف ينتقل إلى مدرسة أخرى قريبة من بيته ويقول أحب أن أغير مدرستي لأنني أود فتح صفحة جديدة لكن مدير المدرسة رفض قبوله وكان في رأيي أن ينتقل إلى مدرسة أخرى فرفعت سماعة الهاتف أمامه وكلمت المدرسة في قبوله ورفضوا وألححت عليهم فوافقوا على قبوله من أجلي وقلت اذهبوا إلى المدرسة وسوف يعطونكم خطاب قبول فذهبوا إلى المدرسة ثم أتوا إلينا مرة أخرى فقلت للطالب اذهب لتأخذ الكتب ولما خرج قال لي خاله أسلوبك وطريقتك معه لم يكن يتصورها أبد وكان متوقع منك العتاب والتأنيب ولقد أحدثت في نفسه شي غريب ولا تعلم كم هو خجلان من نفسه ولما أخذ الكتب وأرادوا الخروج من المدرسة وخرج خاله انتظر وسلم عليّ وقال سامحني يا أستاذ وأنا متأسف جدا فقلت له يا بدر أنت مثل أخي وقدرك في نفسي شي عظيم وأنت سامحنا وودعته وأعطيته رقم الجوال وأبديت له الاستعداد لأي أمر ورأيت أني أحدثت في نفسه شي عظيم
خرج من عندي ومن الغد رأيت رسائل ترد على جوالي منها ( عسى السعادة في حياتك تباريك والوقت يضحك لك على طول دنياك )
وتكرر هذا النوع من الرسائل وأنا لا أعرف مصدرها
ثم أتت رسالة من نفس المصدر مكتوب فيها أكيد لم تعرفني أنا( بدر) فسبحان الله بفضل من الله وتوفيق منه انقلبت علاقتي مع هذا الطالب من شدة العداوة إلى الأخوة حتى أنه يتصل ويسلم وقد زارني مره فلله الحمد والمنة وله الفضل وهو على كل شي قدير
سلسلة مواقف من الميدان الخامسة عشر
في كثير من الأحيان يشتكي الزملاء من المديرين والمعلمين من عدم جدية عمال النظافة في تأدية عملهم وأنهم بطيئون وفيهم وفيهم.........................الخ
ولله الحمد والمنة وله الفضل في كل شي فلم نجد مما يشتكي من الزملاء على مدار أربع مدارس خدمت فيها
ولكن نعاملهم كأنهم أخوة ونكن لهم التقدير والاحترام ففي دخول الشتاء نؤمن لهم ملابس نظيفة وجديدة ونساعدهم فيما يتيسر حتى الإفطار نشاركهم فيه فلا أتناول الإفطار الا معهم أو أتأكد من تناولهم الإفطار بعد المعلمين هذا من جانب ومن جانب المتابعة حين أوقع الصباح بداية الدوام أتفقد الفصول والمرافق والملاعب وإذا وجدت شي غير نظيف أعاتبهم واتابع أعمالهم وإذا رأيت منهم تهاون ربما أعاقبهم ولكن ولله الحمد لم أضطر إلى عقابهم ولكن المتابعة وإشعارنا لهم بالمحبة والإخوة ومن باب الشي بالشي يذكر
أذكر أني انقطعت عن المدرسة شهرا كامل بسبب عملية جراحية وكانت المدرسة تبعد عن سكني 100كم وإذا بطارق الباب ولما فتحت الباب إذا هو عامل المدرسة أتى يزورني وهو يبكي خوفا عليّ ويقول الوكيل لقد سأل عنك مرار وبكى لما أخبرناه أنك مريض
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فلطالما استعبد الناس إحسان
سابح ضد تيار @sabh_dd_tyar
باحث اجتماعي معتمد بعالم حواء
الطالب بدر اسأل الله أن لايحرمنا أجر الطالب بدر (سلسلة مواقف من الميدان )12
4
732
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
سبحان الله قبل ان اغترب .. كان في مدرستي من الفوضى والتسيب والظلم والعنصرية ماااااهب ودب ماتدمع له العين والله وكأننا سجينات نطبق حكم الأشغال الشاقه خلال فترة اقامتنا وراء هذه الجدران .. لاكرامة لنا نهان مانهان وكأننا وللأسف لسنا من ذوي البشر الله المستعان لدرجة ان الصحف والجرائد لم يعد لديها سيرة غير (العنف في المدرسة الفلانية) ولكم املنا ان تكون هذه الجرائد اكثر من مجرد مصدر للفتنه ولكن هيهات ..وعند موعد اغترابي كان التعليم الشيء الوحيد الذي لم اندم على تركه والابتعاد عنه..وفي اخر يوم لي في الدوام هناك دعوت الله تعالى ان يجعل في كل مدرسة مدير او مديرة (يخاف الله في هذه الأمانة) لم ازد على ذلك كلمة .. لأن خوف الله يكفي
جزاك الله الف خير اخي في الله
اسال الله ان يكثر من امثالك .. اميـــن