الطبيبة السعودية !!!!!!! ومعناتهن فى المجتمع

كتبت د هيا عبد العزيز المنيع

التاريخ: 1/15/2003 م

في أكثر من موقف وفي أكثر من اتصال تؤكد أكثر من طبيبة سعودية انهن حين دخلن المجال الطبي كن يعلمن بالكثير من الصعوبات على اكثر من مستوى أي مهنيا واجتماعيا، ولكنهن في الوقت نفسه كن يتوقعن ان المجتمع السعودي سيقدر لهن بكثير من التقدير تلك التضحية وانهن سيجدن ذلك التقدير بشكل عملي وليس مجرد كلمة اطراء ثم ترك الطبيبة لمعاناتها الخاصة.
تؤكد إحداهن ان المرضى خاصة من أخواتها النساء السعوديات يرفضن الموعد الذي يكون مع طبيبة امرأة ولايقبلن به على الاطلاق اذا كان مع طبيبة سعودية لأنهن باختصار لايثقن بها....؟؟
اخرى تقول ان شقيقاتها الاصغر منها تزوجن وانجبن وهي لا احد يتقدم لها ليس لعيب فيها سوى انها طبيبة..؟؟
ايضا يزداد عتب الاخوات الطبيبات على اخوانهن في الادارة سواء كانت ادارة المستشفى او ادارة القسم حيث يتعاملون معهن بطريقة تغفل الظروف الخاصة لهن حيث يصعب عليهن العمل في جميع الاوقات ليس لأنهن لا يردن ذلك ولكن المجتمع لم يتقبل بعد عملهن المسائي ثم ان هناك طبيبات غير سعوديات يستطعن العمل الليلي لان ذلك طبيعي بالنسبة لمجتمعاتهن وتؤكد على تلك الصعوبة بان احدى زميلاتهن تم تطليقها من زوجها بعد سنة واحدة لانه لايتقبل طبيعة عملها المسائي، وهن يتوقعن ان تقدر ظروفهن تلك الى ان يستوعب المجتمع طبيعة العمل الطبي وان يعتبر دوامهن المسائي والصباحي هو دوام وظيفي وانساني وليس تحدياً للمجتمع وعاداته وتقاليده، بل هو قمة التضحية لصالح هذا المجتمع الذي يحتاج لابنائه في كل المجالات.
مجموعة من الشكاوي التي تعاني منها الطبيبة السعودية أقساها كما تؤكد اكثر من طبيبة ان القبول الاجتماعي بهن مازال دون المطلوب وانهن للاسف حرمن من حقهن الطبيعي في الزواج وتكوين اسرة وانجاب ابناء لان الرجل السعودي للاسف يرفض طبيعة العمل في المستشفى ويعتقد ان عمل المرأة السعودية الطبي هو تجاوز للعادات وان كانت تلك النظرة بدات تتغير عند البعض الا ان درجة التغيير ليست بالمستوى المطلوب والذي تستحقه الطبيبة السعودية، وتؤكد اكثر من واحدة انهن قبلن ان يتزوجن وفق معايير لم تكن مقنعة لهن ولكن فعلن ذلك لانهن يردن ان يكن امهات مثل غيرهن من النساء مؤكدات ان ذلك ابسط حقوقهن مع خوفهن من ضعف نجاح تلك الحياة لوجود فروق بينهن وبين شريك الحياة الذي ايضا لايجد غضاضة من التلميح والتصريح ان زواجه فيه شيء من التضحية وانه يستحق على ذلك مقابلاً مادياً او كما قال احدهم لزوجته انه يريد منها بدل معاناة تعليقات زملائه في الاستراحة...؟؟
ليس تعاطفاً أعمى مع الطبيبة ولكن الواقع يؤكد احقيتها في التقدير وفي الاعتراف المجتمعي اكثر مما هو حاصل الآن حيث مازال البعض ينظر لعمل الطبيبة من زاوية ضيقة جدا وهي انها تعمل في مجال لايخلو من الرجل أي ان البعض نظر للجانب الضيق ونسي الدور الانساني التي تقوم به هذه الانسانه للفحص على امه واخته وزوجته وان عملها لايعني سفورها بل ان اغلب الطبيبات يلتزمن بالحجاب اكثر من غيرهن وان عملية الالتزام والحشمة تعود للانسان ولادخل فيها لطبيعة عمله وان كان العمل الطبي يزيد من انسانية الانسان وليس العكس.
ايضا أتمنى من الاخوات المريضات ان يكن اكثر ايجابية في تدعيم دور اخواتهن الطبيبات بقبول الفحص عندهن وان ذلك يشكل دعماً لدور المرأة في العملية التنموية بشكل عام مع ملاحظة ان ذلك يعكس ثقة المرأة في نفسها لان التشكيك في قدرة بنات جنسها العملية يكشف عدم ثقتها في نفسها ..
في المقابل اتمنى من الاخوات الطبيبات خاصة البعض حتى لانظلم الاغلبية نرجو منهن ان يكن اكثر رقة ومرونة مع اخواتهن خاصة وان تدعيم المرأة للمرأة شبه مفقود في مجتمعنا السعودي النسائي ولعلنا نبتدئ بدعم الطبيبة السعودية اكثر خاصة وانهن اثبتن تميزا مهنيا وتفوقا علميا ليس على المستوى المحلي وحسب بل على المستوى العالمي مما يعني أن قبولنا للعلاج عندهن مكسب لنا قبل ان يكون لهن.