قالت أخصائية في أمراض النساء والولادة أن الدراسات والبحوث العلمية الحديثة أثبتت أن لنوعية تغذية المرأة تأثير كبير في عملية اختيار جنس المولود .
وأوضحت الدكتورة جميلة عبد السلام حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن العلماء يطلقون على هذه التأثيرات (الوسائل الطبيعية) في اختيار جنس المولود وقد أثبتت نجاحها بنسبة تتراوح بين 60 إلى 80 في المائة.
وأشارت إلى أن أولى المحاولات الساعية للتدخل في جنس المولود كانت من قبل علماء الفلك الصينيين قبل عدة قرون عندما عكفوا على إيجاد علاقات فلكية خاصة بين عمر الجنين وعمر الأم وربطها بعدة عوامل.
وأضافت أن الطبيبان لورين وغاينون من مونتريال بكندا اعتمدا على تحديد جنس المولود من خلال وجود أملاح بالتغذية ورجحا بان الغذاء الغني بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم يؤدي إلى إنجاب الذكور في حين أن الزيادة من الكالسيوم والماغنسيوم يؤدي إلى إنجاب الإناث.
واشترط الطبيبان لنجاح ذلك اتباع حمية غذائية لا تقل مدتها عن ستة أسابيع قبل موعد الحمل. وحول الطريقة الثانية لتحديد جنس المولود بينت الدكتورة عبد السلام إنها تتعلق بالخصوبة وموعدها مشيرة إلى قيام إحدى الطبيبات الرائدات بهذا المجال في الأربعينات وهي الدكتور كليغمان الأمريكية الجنسية بعدة دراسات لإثبات علاقة الإخصاب وموعد التلقيح بنوع الجنين.
وقالت أن الدكتورة كليغمان اثبتت ان التلقيح خلال 24 ساعة قبل الإباضة تزيد من فرصة إنجاب الذكور في حين أن التلقيح لأكثر من 30 ساعة قبل الإباضة يعطي فرصة لإنجاب أنثى .
وأشارت إلى أن الطريقة لوحدها لا تحرز فرص نجاح عالية إلا إذا كانت مرتبطة بحمية غذائية مناسبة تحسن فعاليتها وعليه يجب حساب موعد الإباضة بدقة لأنها تختلف من امرأة لأخرى ومن شهر لآخر.
وحول الطرق غير الطبيعية قالت أنها تعتمد على وجود معامل طبية متخصصة وأخصائيي نساء وولادة وأخصائيي في علم الأجنة مذكرة إنها طريقة مكلفة. وقالت أن اتباع هذه الوسيلة جاء لأسباب طبية بحتة وذلك لتجنب الأمراض الوراثية المرتبطة بجنس المولود وهي (الكروموسوم الجنسي "اكس" الأنثوي والكروموسوم "واي" الذكري) مشيرة إلى أنها تعتمد على الإخصاب خارج رحم الأم.
ومن الطرق الأخرى ذكرت طريقة فصل الحيوانات المنوية الذكرية عن الأنثوية مختبريا لاختيار جنس الجنين وذلك قبل مرحلة التخصيب وهي الطريقة الحديثة حاليا. وأفادت أن هذه الطريقة ظهرت منذ حوالي 20 عاما على يد الطبيب الأمريكي الدكتور رونالد اريكسون وسميت باسمه (طريقة اريكسون).
هذا ومن الجدير بالذكر هو ما قالته الباحثة الأميركية شيريل روزنفيلد، أن بالإمكان تحديد جنس الجنين سلفا من خلال الحمية. وقالت عالمة البيولوجيا أن التجارب على الفئران أثبتت أن تحديد نوعية الغذاء يمكن أن يحدد إلى حد بعيد جنس الجنين.
وحسب معطيات روزنفيلد، فإن إناث الفئران المخبرية التي تمت تغذيتها على الطعام الغني بالدهون والقليل من الكربوهيدرات ولدت من الذكور ضعف ما ولدته من الإناث. والعكس صحيح حيث تبين من التجارب أن إناث الفئران التي تغذت على الطعام القليل الدهن ولدت من الإناث اكثر بكثير مما ولدت من الذكور.
ويعتقد العلماء، أن تقنين نوعية الطعام وبرمجة التغذية يمكن أن يؤثر في التركيب الهرموني لإناث الفئران. ومن الممكن أيضا تفسير تأثير الطعام على جنس الوليد من خلال تغيير قابلية البيضة على استقبال المني الحامل لكروموسوم "اكس" أو "واي".
هذا ومن جانب آخر، أثار طبيب متخصص في علم الوراثة جدلاً كبيراً في المجر بعدما عرض تحديد جنس المولود خلال عملية التلقيح الصناعي في الأنابيب وذلك بهدف وقف التراجع في معدل الولادات في هذا البلد.
وقال الدكتور اندريه تشيزيل المدير السابق لمكتب منظمة الصحة العالمية في المجر والرئيس السابق لقسم الوراثة في المعهد القومي للصحة أن "تحديد جنس الطفل قبل مولده يمكن أن يزيد معدل الولادات بنسبة 20%".
وقال "لدي بالفعل أكثر من ألف ومئتين طلب لكنني لا أستطيع تلبيتها لأن القانون المجري لا يسمح باختيار جنس المولود مسبقا". وقد تمكن الدكتور تشيزيل من ابتكار تقنية لانتقاء الحيوانات المنوية وفقا لصبغيتها (كروموزوم) يمكن تطبيقها خلال عملية تلقيح البويضة في الأنابيب.
وتدين وزارة الصحة بشدة هذه العملية وقال ميهالي كوكيني وزير الدولة للصحة "إننا لا نقر هذا الأمر أبدا واعتقد أنني هنا أتحدث باسم الشعب كله" مضيفا أن "التشريعات المجرية والأوروبية تحظر بشدة هذا النوع من الممارسات".
بالإضافة لما ذكر سابقا فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن لتغذية المرأة تأثيرا كبيرا في عملية اختيار جنس المولود، وذلك من خلال تأثير الغذاء على المستقبلات التي ترتبط بها الحيوانات المنوية في جدار البويضة، والتي عن طريقها تخترق الجدار ويحدث التلقيح.
وأوضح العلماء أن زيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم يسبب تغييرات على جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكري (Y) واستبعاد الحيوان المنوي الأنثوي (X) فتكون نتيجة التلقيح ذكرا. والعكس صحيح.
وجاءت هذه الدراسة لتعزز دراسة بريطانية سابقة أكدت أن نوع الأطعمة التي تتناولها الأمهات تساهم في تحديد جنس المولود، إذ خلصت باحثتان في جامعة نوتينغهام في بريطانيا إلى أن امتناع النساء عن تناول اللحوم والأسماك يؤدي إلى إنجابهن إناثا.
وقالت الباحثتان إن النباتيات اللواتي يمتنعن عن اللحوم والأسماك تزداد فرص إنجابهن إناثا. وأشارتا إلى أن دراستهما بنيت على مراقبة حوالي ستة آلاف حامل في مستشفى نوتنغهام خلال عام 1998، وكان عشرون في المائة من الحوامل نباتيات.
وانسجمت نسبة الإنجاب لدى غير النباتيات مع المعدل العام للمواليد في بريطانيا وهو 106 أولاد في مقابل كل مائة بنت. لكن في أوساط النباتيات انخفضت النسبة إلى 85 ولدا في مقابل كل مائة بنت. ولم تجد الباحثتان سببا مباشرا لهذه الظاهرة سوى ما ورد في دراسة أخرى خلصت إلى أن الأطعمة الغنية بالماغنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم تساعد الأمهات على إنجاب ذكور، علما أن لا دليل طبيا على انخفاض معدلات هذه المواد في الأطعمة النباتية.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الأمهات اللواتي لا يدخن قبل الحمل وبعده، أكثر ميلا إلى إنجاب الذكور علما أن معظم النباتيات أكثر قدرة على إنجاب أطفال أصحاء. إضافة إلى كونهن أكثر قدرة على إرضاع أطفالهن.
هذا وأفادت وسائل الإعلام البلجيكية مؤخرا أن طبيبا بلجيكيا متخصصا في الخصب سيعرض على الأزواج أن يختاروا، مع بعض الشروط، جنس طفلهم المقبل في مقابل نحو 6000 أورو. ونقلت وكالة "بيلغا" عن الطبيب فران كومهير الذي يعمل في المستشفى الجامعي في غاند أنه تولى رعاية خمس نساء من دول أوروبية مختلفة ليتمكنّ من اختيار جنس مواليدهن.
ونقلت الصحف عن الطبيب قوله، إن الهدف هو "تحقيق التوازن في نواة الأسرة". ويبدأ العلاج بعملية فصل تقوم بها شركة "مايكروسورت" الأميركية التي تتخذ من فيرجينيا مقرا لها بين الحيوانات النووية التي تحمل صبغيات الإناث (X) والذكور (Y). ثم تجرى عملية تلقيح اصطناعي في غاند. وتؤكد الشركة الأميركية عبر موقعها على الإنترنت أن فرص النجاح تبلغ 88 في المائة إذا كان المولود المرغوب أنثى و73 في المائة للذكر، موضحة أن 460 عملية من هذا النوع فقط أدت حتى الآن إلى الحمل.
وذكر سابقا في تقارير سابقة، أن معهد العلوم الجينية وتقنية أطفال الأنابيب في مدينة فيرفاكس في ولاية فرجينيا الأميركية وجد أن الحيوانات المنوية التي تنتج إناثا اثقل من تلك التي تنتج ذكورا عند تمريرها عبر آلة تدعى مايكروسورت لفرز الحيوانات المنوية.
وأكد المعهد بأنه تمكن من تطوير تقنية تستعمل حاليا في منع انتقال الأمراض الوراثية إلى أحد الجنسين دون الآخر لتحديد جنس الجنين.
وتعتبر عملية تحديد جنس الجنين عملية بسيطة ومنخفضة التكاليف نسبيا إذ لا تتجاوز سعرها ألفي دولار ولا تستغرق أكثر من عدة ساعات.
وقال الدكتور هارفي ستيرن الأخصائي في العلوم الجينية في المعهد إن هدف التجارب هذه هي مساعدة الأزواج في الحصول على أطفال أصحاء مرغوب فيهم.
لكنه أضاف أنه يدرك أن مثل هذه التجارب يمكن أن تكون ممنوعة في بعض الدول ويتوقع أن يتدفق عدد كبير من الأزواج إلى الولايات المتحدة للحصول على هذه الخدمات التي لا تزال محظورة في الدول الأوربية إذا استخدمت لتحديد جنس المواليد ولكن ليس لمنع الأجنة من حمل أمراض وراثية مقصورة على أحد الجنسين.
ولا يقبل المعهد طلبات الأزواج إلا إذا كان لديهم طفلا من الجنس الآخر، ففي بريطانيا تحظر الهيئة المسؤولة عن تنظيم عمليات الإخصاب والأجنة من تحديد جنس الجنين مسبقا إلا إذا كان السبب الحظر هو تجنب مخاطر وراثية يحملها أحد الجنسين مثل مرض نزف الدم الوراثي أو ضمور العضلات التي يحملها الذكور.
ولا يمنع ذلك من وجود عدد من العيادات الخاصة في بريطانيا التي تقوم بهذه العمليات ولكن لا يزال معظمها يستخدم تقنيات بطيئة نسبة نجاحها غير مضمونة.
وقال الدكتور ستيرن إن الآراء المعارضة لعمليات تحديد جنس المولود تقول إنها تمييز ضد ولادة إناث، ولكن معظم الطلبات التي تلقاها المعهد حتى الآن كانت طلبا لإناث، وسجلت التقنية المستعملة في المعهد نجاحا أكبر في تحديد الإناث بنسبة تقدر باثنين وتسعين بالمائة في تحديد الحيوانات المنوية التي تحمل كرموزوم الإناث، بينما تقدر نسبة تحديد الحيوانات المنوية التي تحمل كرموزوم الذكور باثنين وسبعين بالمائة.
وكان حوالي ثمانين بالمائة من طلبات الأزواج الذين شاركوا في التجارب التي قام بها معهد فيرفاكس سببها تحقيق توازن في عائلاتهم، وعشرين بالمائة سببها تجنب انتقال أمراض وراثية عبر أحد الجنسين.
ولكن عدد من الجماعات الدينية والجماعات المدافعة عن الاختيار الطبيعي في عملية الإخصاب في الولايات المتحدة يعارضون هذه العمليات ويعتبرون أي تدخل في عملية الإخصاب أمرا غير صحيحا.
ومن جانب آخر، ربما يكون المخ وليس الأعضاء التناسلية هو العامل الذي يحدد أولا ما إذا كان الشخص ذكرا أم أنثى. فقد اكتشف علماء أميركيون أنه قبل أن تنبت لجنين الفأر أعضاء تناسلية في الرحم فإنه ربما يكون قد تم إشعار مخه بأنه من جنس معين.
وطبقا لمجلة نيو ساينتست فإنه إذا صدق هذا الأمر على الإنسان فذلك سيساعد على تحديد (جنس مخ) الأطفال ذوي الأعضاء التناسلية غير المتميزة. ويعتقد علماء الأحياء أن الأجنة تنتج بويضات وتصبح أنثى ما لم يتحول جين يسمي أس آر واي على الكروموزوم واي بصورة مفاجئة ويطور خصيتين بدلا من البويضات.
وأضافت المجلة ولكن في دراسة أجراها فريق من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس وجد أن هناك اختلافات تظهر في ملامح 50 جينا على الأقل لدى الذكور والإناث قبل تحول جين أس آر واي بوقت كاف .
وقال اريك فيلين رئيس فريق جامعة كاليفورنيا إن ثلاثة من الجينات سائدة في الإناث وأربعة سائدة في الذكور إلا أنه لا تزال هناك حاجة لتحديد ما إذا كانت الجينات تؤثر في جنس مخ الفئران وهل ينطبق نفس الشيء على الإنسان.
وأضافت المجلة ولكن إذا ما تأكدت هذه الاكتشافات فسيكون بمقدور الأطباء يوما ما أخذ عينة من دم الرضيع المولود بأعضاء تناسلية تحمل صفات مشتركة بين الجنسين لتحديد جنس مخه.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الله يعطيكي العافية اختي معلومات رائعة
كلو بامر الله سبحانه وتعالى