بحور 217

بحور 217 @bhor_217

عضوة شرف عالم حواء

الطريق إلى الشخصية المؤثرة

الملتقى العام

الطريق إلى الشخصية المؤثرة(( الحلقة الأولى ))
د. علي بن عمر بادحدح

المحتويات :
• المحطة الأولى : التميز الإيماني والتفوق الروحاني .
• المحطة الثانية : الزاد العلمي والرصيد الثقافي .
• المحطة الثالثة : رجاحة العقل وحسن الأسلوب .
• المحطة الرابعة : رحابة الصدر وسعة الخلق .
• المحطة الخامسة : الجرأة الواعية والثبات الراسخ .
• المحطة السادسة : الاستمرار والابتكار .
• المحطة السابعة : الاستغناء والعطاء .
• المحطة الثامنة : التدرج والمراعاة .

الطريق إلى الشخصية المؤثرة

المقدمة
نحمد الله - جل وعلا - أن هيأ هذا اللقاء الذي نصل به ما سلف لنا من لقاءات في سلسلة الدروس العامة التي نسأل الله - جل وعلا - أن ينفعنا بها وأن يجعلها في موازين حسناتنا ، وأن يجعلـها عوناً لنا على طاعته ، إنه - سبحانه وتعإلى - ولي ذلك والقادر عليه .
ونحن كثيراً ما نسمع في أوساطنا أن فلاناً من الناس له قبول إذا تكلم وله استجابة إذا وجَّه وأرشد ، وكثيراً ما نسمع ما يتناقله الناس فيقولون إن فلاناً لكلامه أثر السحر في النفوس أو أنه يستطيع أن يغير في الأفكار ويقوِّم في السلوك ونحو ذلك ، فيقولون حينئذ أن فلاناً مؤثراً أو أن له شخصية مؤثرة ولا شك أن هذا التأثير مهم جداً ينبغي أن نعلم ابتدائاً أن التأثير نوعان :
الأول : إيجابي .
والثاني سلبي .

وحديثنا إنما هو عن التأثير الإيجابي ، ونعني به ما يحتاج الناس إليه من تعليم لجاهل أو توضيح وتبيين لمخطأ أو ردع لعاصي أو نحو ذلك مما يوجه به الناس إلى طريق الخير والاصلاح بإذن الله - عز وجل - ونحن إذاً نتحدث عن التوجيه والتعليم والدعوة والإرشاد وكيف يمكن أن تكون مؤثراً كما نحب وكما نرغب أن نراه في واقع حياتنا ، وابتداءً فإن عناصر التأثير يمكن جمعها في ثلاثة أمور أساسية :
أولاً : الميل العاطفي والقبول النفسي .
ثانياً : الإقناع العقلي والحجة العلمية .
ثالثاً : القدوة الحية والنموذج المتحرك .

العنصر الأول : الميل العاطفي والقبول النفسي
إن الناس لا يقبلون الا ممن أحبوه ومالوا إليه وانسوا به، فلذلك لا بد من هـذا الميل النفسي والقبول العاطفي الذي هو المدخل الرئيس الذي يقع به القبول والتلقي والإستجابة والتأثير ، ولكن المحبة والميل وحده لا يكفي ، فقد يكون المرء محباً لآخر ، ولكنه لا يستجيب له ؛ لأنه لم يقتنع بما وجهه إليه أو لم يرى الحق فيما نبهه عليه .

العنصر الثاني : الاقناع العقلي والحجة العملية
لا بد أن يضم إلى العاطفه العقل ، ومن هنا نحتاج أيضاً إلى الإقناع العقلي والحجاج العلمي، وهذا امر مهم جداً لأن الحجة والبرهان لهما سلطان أيما سلطان ، وأيضاً ينبغي أن نعرف أن الأمران متلازمان ، فلو كان هناك ميل بلا إقناع لا تحصل الاستجابه ولو كان هناك إقناع وإقامة حجة لكان هناك نفرة ونوع من الانقباض، فكذلك لا يحصل هذا .

العنصر الثالث : القدوة الحية والنموذج المتحرك
ثم يأتي العامل الثالث وهو القدوة الحية والنموذج المتحرك فهو عامل يدعم العاملين الاولين فهو يزيد العاطفه والميل تأججاً ويزيد إحكام القناعة العقلية ويجمع بهذه الأطراف فيقع حينئذ التأثير المطلوب ونعلم أثر القوة ونشير في ذلك إلى قول ابن القيم في فوائده رحمه الله عليه قال
" علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم ، فكلما قالت أقوالهم للناس هلموا قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم ، فلو كان ما دعوا إليه حقاً كان أول المستجيب له أي ؟ هم، فهم في الصورة أدلاّء وفي الحقيقه قطاع طرق "

ثم - أيها الإخوة - نحن جميعاً نحرص على حصول هذا التأثير ؛ لأن كثيراً من الناس يشكون بأن هناك خطباً ومحاضرات ودروساً وأمر بمعروف ونهياً عن منكر ، ويرون أن التأثر والإستجابة دون هذا كله وأقل منه ، فنحن نحرص على هذا التأثير ووقعه على النحو المطلوب لأمور كثيرة .

من فوائد التأثير
الأثر الأول : حصول الأجر والمثوبة
لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم )
وقال عليه الصلاة والسلام :
( من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله )
ويقع هذا الأجر عندما يقع الإمتثال الفعلي والإستجابة العملية .

الأثر الثاني : سبب لنزول الرحمة
وكذلك - أيها الإخوة - لأن انتشار الخير في الصورة العملية بالاستجابة والتأثر هو سبب من أسباب تنزل رحمة الله ورضي الله - سبحانه وتعإلى - على هذه الأمة التي ربما سارت وقتاً طويلاً في غير مرضاته سبحانه وتعإلى .

الأثر الثالث : مغالبة وتحجيم
مغالبة لأهل الباطل وتحجيماً لآثار الفساد، فالباطل صيته عالي ووسائله كثيرة وحججه متنوعة وأساليبه متباينة، وما يزال يفعل في العقول العواطف فعله، وإذا لم يحصل في ذلك ما يقابله من الحق والخير فان الامر يكون في أعظم صور الخطوره التي تحتاج إلى أن ننتبه لها.

من أضرار عدم حصول التأثير
الضرر الأول : منع إنتشار المفاهيم الخاطئة
ثم من جهة أخرى عندما لا يحصل التأثير نجد هناك بعض المفاهيم الخاطئة، وبعض الناس على سبيل المثال يحكمون بفساد الناس والمجتمعات على وجه القطع والعموم، فإذا به أحدهم يقول هؤلاء لا خير فيهم وهؤلاء لا يستجيبون، لماذا ؟ يقول : لأنني وعظتهم وأثبت لهم وأقمت الحجة عليهم ، ثم مع ذلك لم يستجيبوا، نقول قد يكون فيك الخطأ لا فيهم، وفي أسلوبك لا في تقبلهم، ومن هنا ندرك خطورة عدم حصول الأثر لأنه يفضي ببعض الناس إلى قول خاطيء ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم : ( من قال هلك الناس هو أهلكهم ) .
أي أشعرهم هلاكاً أو أهلكَهم أي حكم عليهم بالهلاك من غير بينّة .

الضرر الثاني : الإحباط واليأس
هذا الذي يدعو ويذكِّر ولا يتصور بعض التصورات المطلوبة ، فلا يقع حينئذٍ له استجابه يقع في نفسه إحباط ربما تسلل إلى قلبه اليأس فقنِط من الناس واعتزلهم ، حينئذٍ تقل الأصوات الداعية إلى الخير وتضعف الأعمال التي تدعو إلى الإصلاح لماذا ؟ لأن فاعليها أو القائمين بها توقفوا من أثر عدم رد الفعل وقد يكون هناك خطأ عندهم ، هذه المقدمة أحببت أن أجعلها بين يدي لب هذا الموضوع في المحطات التي نقف فيها للوصول في هذا الطريق إلى الشخصية المؤثرة ، وهناك ثمان محطات أذكرها ثم أذكر ما تيسر مما عددته فيها :
المحطة الأولى : التميز الإيماني والتفوق الروحاني .
المحطة الثانية : الزاد العلمي والرصيد الثقافي .
المحطة الثالثة : رجاحة العقل وحسن الأسلوب .
المحطة الرابعة : رحابة الصدر وسعة الخلق .
المحطة الخامسة : الجرأة الواعية والثبات الراسخ .
المحطة السادسة : الاستمرار والابتكار .
المحطة السابعة : الاستغناء والعطاء .
المحطة الثامنة : التدرج والمراعاة .
ونقف عند كل واحدة من هذه المحطات على هذه الطريق علّ الله عز وجل أن يبصرنا بعيوب أنفسنا وأن يرزقنا أخذ الأسباب التي تجعل لأقوالنا وتوجيهاتنا قبولاً ، فيحصل لنا وللناس الخير لأننا لا نريد أن نأمر بالخير فلا يستجاب فيقع بيننا وبين الناس نفرة أو يقع بيننا وبينهم تنابز بالألقاب والأحكام ، وإنما هدف المؤمن الحق أن يجذب الناس معه إلى ما رأى من خير وصلاح بإذنه - سبحانه وتعإلى
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور البرق
نور البرق
جزاك الله كل الخير :26: موضوع رائع
بحور 217
بحور 217
المحطة الأولى : التميز الايماني والتفوق الروحاني
لا بد أن ندرك - أيها الأحبة - أننا عندما نتحدث عن إصلاح إسلامي وعن دعوة إيمانية، فلا بد أن ندرك أن أول أساسياتها حسن الصلة بالله عز وجل .
فلكي تكون شخصيتك شخصية مؤثرة ؛ لابد أن تكون عظيم الإيمان بالله ، شديد الخوف منه ، صادق التوكل عليه ، دائم المراقبة له ، كثير الإنابة إليه، لسانك رطباً بذكر الله، عقلك تفكر في ملكوت الله، قلبك مستحظر للقاء الله ، مجتهد في الطاعات مسابق إلى الخيرات، قائمٌ بالليل، صائمٌ بالنهار، متحرٍّ للإخلاص وحسن الظن بالله عز وجل، فإن جمعت بعض هذه الأوصاف أو أكثرها فذلك هو سر القبول الأول، فقد ورد في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل ، فقال يا جبريل : إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ) .

إن القبول - أيها الإخوة - ليس بوضوح البرهان ولا بفصاحة اللسان ، وإنما بسر الأسرار وهو الإخلاص لله - عز وجل - والعبودية له سبحانه وتعإلى ؛ فإن سلفنا الصالح لما أخلصوا لله ، ولما أخضعوا رقابهم لله ، ولما ملئت قلوبهم من خشيه الله ، كان سمتهم يذكِّر بالآخرة ، وكان رؤية الواحد منهم موعظة مؤثرة ، وكان أحدهم ربما لا يتكلم الا بالكلمات الوجيزة ، فإذا بها تفتح مغاليق القلوب وترد إلى سواء الطريق ، وإذا بها تكسر الحواجز التي تحول بين الناس وبين التأثر والإقبال على الخير .

وقد وصف ابن مسعود - رضي الله عنه - صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( من كان مستناً فليستن بمن كان قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئكم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أبر هذه الأمة قلوباً ، وأقلّها تكلفاً ، وإن الواحد منهم ليقول الكلمة يهدي الله بها الفئام من الناس ) . أي الجماعات الكثيرة .
إنها كلمات تخرج من أعماق القلوب قد مزجت بمرارة الإخلاص ... قد خلطت بقصد النية الصالحة لله - عز وجل - وبرغبة الخير للناس ، فلذلك تؤتي ثمارها .
ونحن نعلم أن الصحابة - رضوان الله عليهم - والسلف ما أثرت عنهم المقالات الطويلة ولا الخطب الطويلة ، وإنما كانت كلماتهم موجزة ، لكنها كانت في الوقت نفسه مؤثرة ، وهذا هو السر العظيم الذي يلقيه الله - عز وجل - لكل من كان له عابداً .. سئل الحسن : ما بال أهل الليل على وجوههم نور ؟ فقال : " خلوا إلى ربهم فألبسهم من نوره " .

وهكذا - أيها الأحبة - ينبغي أن يعلم الدعاة والمصلحون أن أساس القبول إنما هو في هذا المجال الأساسي والركن الركين ، ولذلك إن تحقق المرء بهذا ؛ فإنه قد حاز عنوان الفلاح وشمس الصلاح ، وحاز أيضاً مفتاح النجاح ؛ لأنه تحقق في معنى العبودية لله - عز وجل - .
وهي - أي العبودية - جالبة التوفيق ، فإذا الداعية – حينئذ - مسدَّد ، إن عمل أجاد ، وإن حكم أصاب ، وإن تكلّم أفاد ، ومثل هذا هو الذي ذكره سلف الأمة في الصالحين المصلحين الذين تذكرك بالله رؤيتهم .

ولا بد أن ندرك أهمية هذا الأمر ، وأن نعرف ما كان عليه هدى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في هذا الشأن العظيم ، وليس هذا مجال البسط ، فنحن نعلم من ذلك الكثير الكثير ، وأنتم تعلمون أيضاً ، ولكننا نورد الأمثلة والتي إنما هي للإشارة إلى ما وراءها من غيرها .. فقد كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ، فتقول له عائشه رضي الله عنها : لم تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .
ونعلم قول عائشة رضي الله عنه في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر إذا دخلت شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله .
وكان - صلى الله عليه وسلم - أعظم المؤمنين خشية ، وهو القائل : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) .
وهو الذي كان يخرج في ظلمات الليل من المدينه يزور أهل البقيع يودعهم وداع المفارق ، ويدعو لهم ، وكان - صلى الله عليه وسلم - أرفع الناس قدراً في التعلق بالله ، وترفعاً عن الدنيا ، وقد قال لأبي ذر - رضي الله عنه - متمثلا فيما ينبغي أن يكون عليه ارتباط العبد بالله ، والبعد عن التعلق بالدنيا : " والله ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهباً تمضي عليه ثلاثة أيام وعندي مئة دينار الا شيء أرصده لدين الا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا " .
وجويرية بنت الحارث أم المؤمنين - رضي الله عنها - تقول : ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً ، أي من أعمال الخير .
وهذا كله يدلنا على أن القبول ينبغي أن يؤسس على تميز في هذا الجانب الإيماني المهم .
بحور 217
بحور 217
نور البرق

شكرا لمرورك يا أختيتي ...

فقد أسعدتني
سكر مكر
سكر مكر
كلام رائع
جزاك الله خير
بحور 217
بحور 217
كلام رائع جزاك الله خير
كلام رائع جزاك الله خير
المحطة الثانية : الزاد العلمي والرصيد الثقافي
فإن أثر الإيمان في النفس من صلاح وخشية ، لا بد أن يعضده عند التأثير كما قلت الجانب الآخر وهو الحجة والبرهان والدليل والتعليم والإرشاد المبني على العلم بكتاب الله وبسنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولذلك كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يشفي علة كل سائل ، ويروي غلة كل ظمآن بما كان عنده إجابة عن التساؤلات وحلول للمشكلات ، وهو عدتك التي تعلم بها الناس وتبين لهم أحكام الشرع وتبحرهم بحقائق الواقع ، وتكتسب به القدرة على الإقناع وتفنيد الشبهات، فإن عند الناس كثيراً من الأقوال الخاطئة والمفاهيم الخاطئة تحتاج إلى العلم الذي يُدحض بنور القران والسنة ظلمات الجهل والشك الذي يحيط بالناس .

فلذلك وبهذا العلم أيضاً تكون متفنناً في العرض ومبتدعاً في التوعية والتعليم ، وهذا العلم رصيد لا بد منه وزاد لا يمكن الإستغناء عنه ، وهو أحد المعالم المهمة التي تكسب الداعية تأثيراً في الناس ؛ لأن الناس - كما قلت - تمر بهم العوارض فيحتاجون إلى حكم الله عز وجل فيسئلون فيجدون الجواب الشرعي الصحيح الذي يجعلهم يتعلقون بهذا الداعية أكثر ، ويتعلقون بتصوره تعلقاً أكبر وتجعلهم يستفيدون من هذا العلم ويشعرون بحاجتهم إليه فيقبلون بمزيد من الإقبال عليه حتى يستفيدوا وينتفعوا .
وصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بيّن النبي - عليه الصلاة والسلام - تميُّزهم في كثير من العلوم حتى يبين أن هذا التميز له أثره ، فقد خص ابن عباس - رضي الله عنه - بدعوته العظيمة لما قال له النبي - عليه الصلاة والسلام - بعد ان ضمه إلى صدره : ( اللهم علمه الكتاب ) .
ونحن نعلم الحديث المشهور : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) .
فالفقه في الدين خيرٌ كله، ومن خيريته أنه يكون له أثره في تعليم الناس وإرشادهم ، وكذلك نعلم من الصحابة علم الحلال والحرام عند معاذ بن جبل ، والقراءة والتلاوة عند أبي بن كعب ، والفرائض والمواريث عند زيد بن ثابت ، والقضاء والحكم عند علي بن أبي طالب ، وغير ذلك مما اشتهر به الصحابه - رضوان الله عليهم - وقد قال القائل في وصفهم :
" قد كان أحدهم مثل الإخاذ يرتوي منه الرجل والرجلان ـ يعني مجرى الماء الصغير ـ ومنهم من هو أكثر من ذلك ومنهم كالغدير يقبل عليه القوم ثم يصدرون عنه وهو ما يزال ثراً يعطى منهم ابن عباس رضي الله عنه " .
وهذا كما قلت أمر واضح و التمثيل له لا يحتاج إلى مزيد مقال .