على مَفْرِق الطريق
ونحن نسير حثيثاً في رحلة حياتنا..
يمتد أمامنا ظلان من جزر الحياة ومدها
يستطيلان كلما توغلنا..
تأتينا لحظة سقوط القوى ..
فيعتورنا الإنهاك..
فنلقي على قارعة الوقوف أحمالنا وأحلامنا ..
لنسترد الأنفاس التي استهلكتهامضنيات الأيام ...
لحظة توقف مسروقة من ثواني الزمن
تغافله فتتخلف عنه بنا ..
بين كل محنة وأخرى ..
وغفوة ويقظة ...
تجول بين اكتحال العين بالمنام ..
وفجر اكتحالها باليقظة ..
هي شرارات حزن وإبراق في أنفاسنا ...
تستوعب ضجيج الذاكرة ..
تلح بنا أن نختار أي شعبة نسلكها..
لننسل من حميّا الحيرة والأسى
ونحن في وقفتنا عند مفرق الطريق ..
كلّ شعبة تجذبنا إليها بانفراج ..
توشوشنا تراتيل الأمل ..
وتمنّي اقفرار قلوبنا خصباً يغزوه بالفرح
توحي بتصريف أحلام ممنوعة من الصرف
باطفاء حرائق الأزمنة
ودفن رماد الأمكنة .. في ذاكرتنا المتعبة ..
لكل طريق .. بريق .
كخلب برق ..
كلمع سراب يداعب مخيلة الظامئ..
حتى إذا أمعن فيه.. لم يجده شيئا.
طريق واحد يبدو للبصر جليّاً ..
فيه صدق الوعد ، ووعد الصدق
يستعلي على الاستلاب ...
لايتكذّب ولا يتأوّل ..
طريق تندغم الروح الطالبته .. في مسالكه
تقروه .. لافتة في أول القصد :
أنفسكم كالفرس الجامح .. فاحكموا لجامها !
ثم اقبلوا بإخلاص بقلوبكم الآتية من بوادي الجفاف ..
فارووها .. من أوراد حبٍ لامثنوية فيه..
عذبٌ فرات سائغ لامرارة تعتريه
تورق حروفه في قلوبكم ... بذكر الله عالقة بين الأنفاس
طريق .. الإيمان ..ومآله جنة .. قيعان غراسها :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لبيك اللهم لبيك ..
جئناك وكلنا ذنوب وكلك مغفرة ..
فاهد أرواحنا المتخبطة في مسالك الحياة
وافعمنا طمأنينة ويقين ..
حتى نطأ الشوك بخطو ثابت فنسحقه ..
لنرسو عند شاطئ السلام .!
قطرة بوح ~
رحلة الآيبين إلى الله ..
هل للفؤاد اللهيف ..
موعد مع قافلة الشوق اليك ؟
قطرة روح ~
مكة زهرة نبتت من عقم صحراء
فتفجرت أرواحاً خصبة
وأمطرت في منى..
غيم المنى الخضر..