أصول التربية:
لابد للمربين من معرفة أصول التربية الإسلامية والإلمام بجميع جوانبها حتى يقوموا بها خير قيام ويعدوا لنا الجيل الذي يعود بالأمة المسلمة إلى سيرة الأسلاف الكرام الذين سادوا الأرض بعزة الإيمان. وهاكم أصولها:
أولاً: التربية الإيمانية:
المقصود بالتربية الإيمانية ربط الولد منذ تعلقه بأصول الإيمان، وتعويده منذ تفهمه أركان الإسلام وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة الغراء.
تعليمه أصول الإيمان مثل:
الإيمان بالله سبحانه، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب، والإيمان بالرسل.
الإيمان بسؤال الملكين، وعذاب القبر، والبعث، والحساب، والجنة والنار، وسائر المغيبات وتعليمه أركان الإسلام مثل: الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج.
وتعليمه مبادئ الشريعة مثل: أقضية الإسلام، وأحكامه، وقوانينه، ونظمه وينتج عن ذلك عدة أمور:
أ- حب الله تعالى: وذلك بلفت نظر الطفل إلى نعم الله التي لا تعد ولا تحصى. فمثلاً: لو جلس الوالد مع ولده على الطعام فقال له: هل تعلم يا بني من أعطانا هذا الطعام؟ فيقول الولد: من يا أبتي؟ فيقول الأب: الله فيقول الولد: كيف؟ فيقول الأب: لأن الله هو الذي رزقنا ورزق الناس جميعاً أو ليس هذا الإله بأحق أن تحبه يا ولدي، سيجيب الولد: نعم.
ولو مرض الولد مثلاً فيعوده الوالد على الدعاء
يقول له: أدعو الله أن يشفيك لأنه هو الذي يملك الشفاء ثم يحضر له الطبيب ويقول له: هذا الطبيب سبب فقط ولكن الشفاء من عند الله، فإذا قدر الله له الشفاء يقول: اشكر الله يا ولدي، ثم يبين له فضل الله فيحبه لأنه هو الذي أكرمه بالشفاء. وهكذا في كل مناسبة وعند كل نعمة تربطها
بالمنعم حتى يغرس حب الله و قلب الولد الصغير.
2- حب الرسول صلى الله عليه وسلم: وذلك بتعليمه مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وشجاعته، ووفاءه، وحلمه، وكرمه، وصبره، وإخلاصه، وبهذا يحب الولد نبيه صلى الله عليه وسلم.
3- مراقبة الله تبارك وتعالى: وذلك لأنه يعلم أن الله مطلع عليه في كل حركة وسكنه فسيراقبه، ويخشاه، ويخلص في عمله ابتغاء مرضاة الله.
4- أحكام الحلال والحرام: وذلك لأن المربي سيبين له الحرام حتى يجتنبه، والحلال المباح كي يفعله، والآداب الإسلامية كي يمثلها. وخلاصة القول أن مسئولية التربية الإيمانية لدى المربين والآباء، والأمهات لهي مسئولية هامة، وخطيرة لكونها منبع الفضائل ومبعث الكمالات، بل هي الركيزة الأساسية لدخول الولد في حظيرة الإيمان. وبدون هذه التربية لا ينهض الولد بمسؤولية، ولا يتصف بأمانة، ولا يعرف غاية، ولا يتحقق بمعنى الإنسانية الفاضلة، ولا يعمل لمثل أعلى ولا هدف نبيل، بل يعيش عيشة البهائم ليس له هم سوى أن يسد جوعته، ويشبع غريزته، وينطلق وراء الشهوات والملذات، ويصاحب الأشقياء والمجرمين.
فعلى الأب أو المربي أن لا يترك فرصة سانحة تمر إلا وقد زود الولد بالبراهين التي تدل على الله، وبالإرشادات التي تثبت الإيمان وبالصفات التي تقوي جانب العقيدة.
وهذا أسلوب فعال في ترسيخ العقيدة في نفوس الصغار، ولقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو ينتهز فرصة ركوب عبد الله بن عباس خلفه على حمار فيقول له:يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف). وهاهو يرى غلاماً تطيش يده في الصحفة أثناء تناوله الطعام فيقول له: (يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)
ثانياً: التربية الخلقية:
التربية الخلقية هي مجوعة المبادئ الخلقية، والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل ويكسبها، ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفاً إلى أن يتدرج شاباً إلى أن يخوض الحياة.
ومما لاشك فيه أن الفضائل الخلقية، والسلوكية والوجدانية هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ، والتنشئة الدينية الصحيحة.
والطفل منذ نعومة أظفاره حين ينشأ على الإيمان بالله، ويتربى على الخشية منه، والمراقبة له، والاعتماد عليه، والاستعانة به، والتسليم لجنابه فيما ينوب ويروع تصبح عنده الملكة الفطرية، والاستجابة الوجدانية لتقبل كل فضيلة ومكرمة، والاعتياد على كل خلق فاضل كريم.
لأن الوازع الديني الذي تأصل في ضميره، والمراقبة الإلهية، التي ترسخت في وجدانه، والمحاسبة النفسية التي سيطرت على تفكيره وإحساساته كل ذلك بات حائلا بين الطفل وبين الصفات القبيحة، والعادات الآثمة المرذولة، والتقاليد الجاهلية الفاسدة، بل إقباله على الخير يصبح عادة من عاداته، وتعشقه المكارم والفضائل يصير خلقا أصيلا من أبرز أخلاقه وصفاته. والعكس تماما حينما تكون التربية للطفل بعيدة عن العقيدة الإسلامية، مجردة من التوجيه الديني والصلة بالله عز وجل، فإن الطفل لاشك يترعرع على الفسوق والانحلال، وينشأ على الضلال والإلحاد، بل سيتبع نفسه هواها ويسير خلف نوازع النفش الأمارة، ووساوس الشيطان وفقاً لمزاجه وأهوائه وأشواقه الهابطة.
الأخلاق الهابطة:
هناك عدة أخلاق منتشرة بين الأطفال لا مراعاتها والتحذير منها وهي:
1- خلق الكذب:
وهو خلق ذميم فواجب على الآباء والمربين أن يراقبوا أولادهم حتى لا يقعوا في ذلك الخلق الشنيع.
ويكفي الكذب تشنيعا وتقبيحا أن عده الإسلام من خصال النفاق فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
2- خلق السرقة:
وهو لا يقل خطراً عن الكذب، وهو منتشر في البيئات المتخلفة التي لم تتخلق بأخلاق الإسلام، ولم تترب على مبادئ التربية والإيمان. ومن المعلوم بداهة أن الطفل منذ نشأته إن لم ينشأ على مراقبة الله والخشية منه، وأن يتعود على الأمانة وأداء الحقوق، فإن الولد- لاشك- سيدرج على الغش والسرقة والخيانة، وأكل الأموال بغير حق، بل يكون شقيا مجرما، يستجير منه المجتمع، ويستعيذ من سوء فعاله الناس لهذا كان لزاماً على الآباء أن يغرسوا في نفوس أبنائهم عقيدة المراقبة لله، والخشية منه، وأن يعرفوهم بالنتائج الوخيمة التي تنجم عن السرقة وتستفحل بسبب الغش والخيانة.
3- خلق السباب والشتائم:
وهو خلق قبيح منتشر في محيط الأولاد خاصة من تربوا بعيدا عن هدى القرآن، والالتزام بالإسلام.
يقول عبد الله علوان: والسبب في انتشار ظاهرة السباب والشتائم. بين الأولاد يعود إلى أمرين:
الأول: القدوة السيئة:
فالولد حينما يسمع من أبويه كلمات الفحش والسباب وألفاظ الشتيمة والمنكر.. فإن الولد-
لاشك- سيحاكي كلماتهم، ويتعود ترداد ألفاظهم.
فلا يصدر منه في النهاية إلا كلام فاحش، ولا يتلفظ إلا بمنكر القول وزوره.
الثاني: الخلطة الفاسدة:
فالولد الذي يُلقى للشارع، ويُترك لقرناء السوء، ورفقاء الفساد، فمن البديهي أن يتلقن منهم لغة اللعن.
لهذا كله وجب على الآباء والأمهات والمربين جميعاً أن يعطوا للأولاد القدوة الصالحة في حسن الخطاب، وتهذيب اللسان، وجمال اللفظ والتعبير كما يجب عليهم أن يجنبوهم لعب الشارع، وصحبة الأشرار، وقرناء السوء- حتى لا يتأثروا من انحرافهم ويكتسبوا من عاداتهم.
ويجب عليهم كذلك أن يبصروهم مغبة آفات اللسان ونتيجة البذاءة في تحطيم الشخصية، وسقوط المهابة، وإثارة البغضاء والأحقاد بين أفراد المجتمع.
ويمكنك أن تُلقى على أسماعهم بعض الأحاديث التي تنهى عن اللعن والسب مثل: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر". وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه " قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسب الرجل فيسب أباه، ويسب أمه".
4- خلق الميوعة والانحلال:
يقول عبد الله علوان: أما ظاهرة الميوعة والانحلال فهي من أقبح الظواهر التي تفشت بين أولاد المسلمين وبناتهم في هذا العصر الذي يلقب بالقرن العشرين، فحيثما أجلت النظر تجد كثيرا من المراهقين الشباب والمراهقات الشابات قد انساقوا وراء التقليد الأعمى، وانخرطوا في تيار الفساد والإباحية دون رادع من دين، أو وازع من ضمير، كأن الحياة في تصورهم عبارة عن متعة زائلة، وشهوة هابطة، ولذة محرمة، فإذا ما فاتهم هذا فعلى الدنيا السلام.
وقد ظن بعض ذوي العقول الفارغة أن آية النهوض بالرقص الماجن، وعلامة التقدم بالاختلاط الشائن، ومقياس التجديد بالتقليد الأعمى، فهؤلاء قد انهزموا من نفوسهم، وانهزموا من ذوات شخصياتهم وإرادتهم قبل أن يهزموا في ميادين الكفاح والجهاد.
فترى الواحد من هؤلاء ليس له هم في الحياة إلا أن يتخنفس في مظهره، وأن يتخلع في مشيته، وأن يتصيع في منطقة، وأن يبحث عن ساقطة مثله ليذبح رجولته عند قدمها، ويقتل شخصيته في التودد إليها.. وهكذا يسير من فساد إلى فساد، ومن ميوعة إلى ميوعة حتى يقع في نهاية المطاف في الهاوية التي فيها دماره، وهلاكه.
ومن هنا يتعين على المربي أن يهذب أخلاق الولد وأن يبعده عن صحبة السوء وأن يربطه بالصحبة الطيبة، وعليه أيضاً أن يباشر الولد فإذا وجد منه اعوجاجا سارع بتقويمه قبل أن يتأصل فيه.
ثالثا: التربية الفكرية:
لقد انتشرت في الساحة الآن أفكار كثيرة منها الصالح والطالح والبناء والهدام، والحق والباطل.
فعلى الوالد أن يبين لولده الحقيقة، ويفرق له بين الغث والسمين من هذه الأفكار حتى يشب على بينة من أمره، ولا تجتاحه الأمواج كما اجتاحت كثيراً من شباب المسلمين.
ويدخل في هذا أيضاً أن يعلم ولده كيف ينزل الناس منازلهم فإذا ذكر أمامه رجل من أهل المجون والفسوق كالفجرة من المغنين والمغنيات مثلاً احتقره وحط من قدره حتى لا يتخذه الولد قدوة له، وإذا ذكر أحد الدعاة أو المصلين أو العلماء المستقيمين، رفع قدره، وعظم أمره، وعود الولد على حبه كي يقتدي به، وهذه لفتة مهمة لمن تدبرها.
ولابد من تعويد الولد وتنشئته على حب السنة وأهلها، وبغض البدعة وأهلها.
رابعا: التربية الجسمية:
الجسد هو الدابة التي تحمل الروح في السفر إلى الله، فإن أكرمتها، وأحسنت إليها واصلت بك وإن أهملت أمرها انقطعت بك في الطريق (إن لجسدك عليك حقاً).
فلا مانع من تعليم الولد بعض التمرينات الرياضية التي تقوي جسده وتنشط جسده وتنشط روحه، وقد قال غمر بن الخطاب رضي الله عنه (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل).
فلو أحضرت لولدك بندقية وعلمته أصول الرماية الصحيحة لكان خيراً، وكذلك تعليمه قيادة السيارات والدراجات وغيرها من الآلات العصرية.
وأخيراً:
عليك بالملاحظة التامة لولدك في كل حركاته وسكناته، وتصرفاته وتحاول أن تصلح ما تراه قد اعوج سالكاً في ذلك اللين والشدة، والرخاوة والقسوة، كل حسب حاجته، ولا تظن بذلك أن ولدك صار صالحاً كريما مقداما وإنما عليك بالدعاء إلى الله والتضرع إليه أن يصلح ولدك فإن الله وحده هو الذي بيده مفاتيح القلوب.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذه الكلمات معينة لنا على تربية أبنائنا تربية صحيحة إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين من أئمة الهدى أجمعين.
**منقول من موقع الدر المكنون**
ونسأل الله تعالى ان يعيننا ويرزقنا الذرية الصالحة
أنهار الجنة @anhar_algn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يجب على الوالدين تشجيع الأبناء على اختيار الرفقة الصالحة، وليكن للوالدين اتصال دائم بالمعلمين الصالحين لأبنائهم، فيوصي الأب المعلم الصالح على ابنه، وتوصي الأم المعلمة الصالحة على ابنتها، فكثير من الأبناء والبنات من حفظة القرآن الكريم حفظوه بفضل الله ثم بفضل معلم أو معلمة هيأهما الله للتشجيع والمتابعة.
* يجب علينا الاهتمام بتوجيه الأبناء للنوافل منذ الصغر، وذكر بعض الأحاديث التي تحث على ذلك، ومما يبرهن على ذلك هذا المثل الواقعي:
دخل الابن على أمه قبيل مغرب يوم من أيام رمضان وقال لها: أعطني جزءا من مصروفي الخاص أريد أن أتصدق به أو تصدقي به عني، كما أريدكم أن تذهبوا بي لزيارة أحد المرضى، وكان مهتما لهذا الطلب اهتماما شديدا فسألته أمه عن الذي يدعوه إلى هذا الطلب، وهذه العجلة فقال: أنا اليوم صائم والحمد لله وقد صلينا العصر على جنازة، وأريد أن أتصدق، وأزور مريضا لكي أحصل على الأجر الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما سأل عليه الصلاة والسلام: "من أصبح منكم اليوم صائما، من أطعم منكم اليوم مسكينا"- الحديث ثم قال:" ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".
هذا التصرف ما هو إلا نتيجة تشجيعهم على مثل هذه النوافل وحثهم عليها وغرسها فيهم منذ نعومة أظفارهم.
* الحرص التام على عزل الأبناء عن الشارع، والأسر المهملة لأبنائها، حتى لا يتأثروا بشيء من أخلاقهم.
* ينبغي العناية بصحبة الأبناء إلى مجالس الذكر، وتعليمهم فضلها.
* تعليم الغسل الشرعي من الحدث الأكبر، فمن المؤسف أن تطهر البنت مثلاً من الحيض بعد أذان الفجر، ولكن لأن الجو بارد لا تنبه الأم ابنتها لضرورة الاغتسال في وقته وتتركه حتى العودة من المدرسة.
* الحذرْ الحذر من الكذب على الأبناء والحرص التام على التقوى فقد تخرج الأم مثلاً لزيارة إحدى صديقاتها وتقول لأطفالها إنني أريد الذهاب إلى الطبيب، وليس عليها أثر للذهاب إلى الطبيب فهي بكامل زينتها، وعند عودتها لم تعد معها بدواء أو ما يدل على ذهابها إلى الطبيب فيدرك الطفل عندها أن أمه كذبت عليه، فما المتوقع؟ ما أثر هذا التعامل على الطفل أو الابن.
* ينبغي الانتباه إلى أن صلاح الوالدين سبب لصلاح الأبناء بإذن الله تعالى يقول الله سبحانه وتعالى: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزها رحمة من ربك} وقد فسر العلماء الآية أن حفظ كنز اليتيمين كان بسبب صلاح أبيهما وقد ذكر أحد العلماء أن الذي كان صالحا هو الجد السابع لهذين اليتيمين فحفظ الله كنزهما بسببه والله أعلم.
فليبشر المربون الصالحون بأن التوفيق والسداد لهم إذا هم اجتهدوا في تربية أولادهم، وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير، وتعليم الأبناء وحسن تربيتهم على أمور دينهم من أعظم الخير، ومن العلم الذي ينتفع به... يقول أحد العلماء إذا علمت ابنك الوضوء فوالله ما يصيب الماء عضوا من أعضائه إلا أجرت مثل أجره. فكم لكم من الأولاد وكم سيكون لهم من الذرية بإذن الله، وكم سيكون لكم من الأجر مع صلاح النية.
وأخيرا لنكثر من الدعاء لهم، ونجتهد في ذلك، وإليكم هذا الدعاء الذي هو من صفات عباد الرحمن.
قال تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما}.
فلنكثر من قوله ولنتحر ساعة الإجابة أقر الله عيوننا بصلاح أبناء المسلمين وبناتهم ووفقهم لخدمة دينهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين له إلى يوم الدين.
**منقول من موقع الدر المكنون **