بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية يجب عليك أن تجلسي لوحدك لا أحد معك إلا الله.. تكونين في منتهى الصراحة.. تعترفين بذنوبك -صغارها وكبارها- إلى الله وتستغفرين وتتوبين توبة نصوحة, ثم تعددي عيوبك..
فمثلاً: مقصرة في مد يد العون للآخرين.. لا تنفقي على المحتاجين.. فيك نوع من التكبر... إلخ... ستجدين عيوباً كثيرة إذا اكتشفتيها فهذا بداية الطريق إلى الخلاص منها.
استعيني بالله ليساعدك على تزكية نفسك من الذنوب، ثم امضي في طريقك.
ستقولين كيف؟
أقول لكِ: قد أوضح لك الله عز وجل الحل في كتابه وهو قوله عز من قائل "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" فهنا جعل الله التزكية بعد تلاوة آياته. وسأعطيك طريقة عملية كالآتي:
احفظي بعض آيات القرآن واجعليها كأجراس إنذار لكي تنبهك عند كل خطأ تقعين به.
فمثلاً إذا وقعت عيناك على منظر حرام فاغمضيهما وتذكري قوله تعالى "يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"
وإذا دار شيء في نفسك.. شيء لا يرضي الله تذكري قوله تعالى "... وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"
وإذا دفعتك نفسك إلى تبرير خطأ أو غش أحد، فتذكري قوله تعالى "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"
وإذا غضبت تذكري قوله تعالى "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
وإذا نسيتي شيئاً من العبادات تذكري قوله تعالى "... رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا.."
وإذا وسس لك الشيطان لعمل الحرام قولي "... أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"
واجعلي أيضاً آيات القران تشجعك على عمل الخير. فمثلاً عندما تتصدقين ببعض المال تذكري قوله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
أو عندما تطعمين المسكين تذكري قوله تعالى "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً"
والآيات كثيرة في هذا الباب.
أخيتي:
اجعلي القرآن دستور حياتك.. تدبري آياته.. لا تهجريه فتضيعين.. ارجعي إلى القرآن في كل موقف؛ عند الابتلاء.. والخوف.. والصبر.. والصدق.. وغيرها...
وأخيراً:
إذا ارتكبت ذنباً -ومن منا لا يذنب؟- تذكري قوله تعالى "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ"
أسأل الله أن يعينني وإياكم على تلاوة القرآن حق تلاوته..
حفيدة عثمان بن عفان @hfyd_aathman_bn_aafan
الـــداعيـــة الــواعـــده
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
موضوع جميل جدآ ،،،، حقآ إنه دستور للمسلم الحق حيث يجعل القرآن نصب عينيه كيفما التفت
وبصيرة لقبه مهما حار و تقلب
فلا حيرة مع القرآن و لا ضلال فهذا طريقنا المستقيم الذي خاطبنا الله تعالى به و أمرنا بتطبيقه في كل شؤون حياتنا
وعندما أمرنا أن نتعاهده في حياتنا كان ذلك لأنه لا يوجد منهج على الأرض أوسع أو أشمل من القرآن الكريم
و المشكلة هي أن المسلمون اليوم يتهافتون على أنواع الكتب و أشكالها و يتناسون أن بين أيديهم أعظم كتاب في هذا الوجود
فبارك الله بك عزيزتي على هذا الموضوع المهم حقآ و إلى مزيد من التقدم و النجاح