(( الطعن في العلماء وتنقصهم ))
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد تفشت في بعض المجتمعات الإسلامية ظاهرة خطيرة جداً لها آثار وخيمة للغاية ,
بل ومدمرة بالنسبة للمجتمعات الإسلامية , هذه الظاهرة هي الطعن في علماء الشريعة
والقدح فيهم , ورميهم بالتهم والعظائم والبهتان وهذا أمر خطير جداً ,
ولهذا فقد رأيت تناول هذا الموضوع بالكتابة وجعلته على النحو التالى :
أولاً : حرمة الطعن في العلماء :
إن الطعن في العلماء , والقدح فيهم , والتشهير بهم ونشر عيوبهم , كل هذا غير جائز ,
بل هو محرم أشد التحريم , فلا يجوز للمؤمن أن يأكل لحم أخيه , ولحم العلماء أشد حرمة ,
قال الإمام ابن عساكر : (( اعلم أخي - رحمنا الله وإياك - أن لحوم العلماء مسمومة
وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة , ومن أطلق لسانة في العلماء بالثلب
بلاه الله قبل موته بموت القلب , ولذلك فلا يجوز أبداً الطعن في العلماء
ولا يحل ذلك بحال )).
ثانياً : أصناف الطاعنين في العلماء ومقاصدهم :
إن الطاعنين في العلماء أصناف ، فمن هذه الأصناف :
1- المتحللون من الدين وأشباهم , فهؤلاء قد اعتادوا الطعن في العلماء والقدح فيهم
لأجل الحط من شأنهم وتوهين مكانتهم في قلوب الناس , والازدراء بهم , لإضعاف ثقة الناس فيهم ,
ومن ثم التوصل بذلك إلى الطعن في الشريعة والحط من شأن الدين في نفوس الناس ,
وذلك عن طريق القدح في حملة الشريعة من العلماء والدعاة , وهؤلاء أخبث أنواع الطاعنين
في العلماء لسوء قصدهم وفساد نيتهم .
2- بعض من المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية , من أفراد الجماعات المختلفة ,
وهؤلاء قد يوجد عند بعضهم قدح في بعض العلماء بسبب الجهل واتباع الهوى ونحو ذلك ,
فيرمون هذا العالم بالعمالة وهذا بالتهور , وهذا بالجبن , وهذا بأنه عالم سلطة , وهذا بأنة عالم
حيض ونفاس ولا علم له بالواقع , وهذا عميل .. إلخ .
3- بعض العلماء , وهذا أمر مؤسف جداً ولكنه واقع ومعروف ,
فإن بعض العلماء إذا كانوا في عصر واحد ولا سيما إذا كانوا متماثلين في الصنعه والتخصص
يدب بينهم الحسد , فيقع منهم الطعن والقدح في بعضهم بعضاً فيتكلم هذا في حق هذا ،
وهذا في حق هذا , وإن كان هذا غير جائز وغير لائق , ولا ينبغي أبداً أن يصدر
من المنتسبين إلى العلم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ثانياً: نماذج من الطعن في العلماء :
إن الطعن في العلماء والكلام في حقهم يأخذ أشكالاً متعددة وصوراً متنوعة ,
فمن هذه الأشكال والصور .
1- اتهام العلماء بالسطحية والجهل بالواقع ، وإنهم علماء حيض ونفاس فقط ،
ولا علم عندهم بالواقع والأخطار المحيطة ونحو ذلك .
وهذه تهمة قد أطلقها كثير من الناس , بعضهم بسوء نية وبعضهم بحسن نية مع الجهل الشديد ,
وهذه تهمة غير صحيحة ، فإن العلماء أحياناً ما يكون لهم مأخذ سائغ فيما يفتون به ،
وتكون لهم نظرة معينة لا يستوعبها غيرهم ممن ليسوا بعلماء ، أو تقدير للمصالح والمفاسد
على حسب ما تقتضيه قواعد الشريعة ، فيُتهمون من قِبَل ِ بعض الجهال بمثل هذه التهمة .
2- اتهام بعض العلماء بالمداهنة والنفاق :
ولا سيما إذا كانوا من العلماء الذين يرتبطون بمؤسسات رسمية أو حكومية ، فحينئذ
يكثر اتهامهم بالمداهنة وتشجيع السلطة والنفاق وبيع الدين بالدنيا ،
والحرص على المنصب والمكافآت ، وغير ذلك من التهم الشنيعة .
3- اتهام بعض العلماء بالجبن :
وذلك حين يقوم هؤلاء العلماء بالتحذير من التسرع والخروج على الولاة وتكفير الناس ،
وغير ذلك من الأشياء التي يكون لها أثر سلبي خطير على المجتمعات وعلى الدعوة الإسلامية ،
فيتهمون بمثل هذه التهم من قِبَل ِ ناس من الجهال الذين ليس عندهم علم بالمصالح والمفاسد
أو من قبل شباب متهور ليس عندهم حسن تقدير للأمور

فتاة تحب السلفية @fta_thb_alslfy
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

رابعاً : وسائل العلاج :
إن من الواجب علينا أن نحرص على معالجة هذه الظاهرة الخطيرة , والقضاء عليها ، ومن وسائل علاج هذه الظاهرة السيئة :
1- معرفة قدر العلماء ، وأنهم أصحاب الريادة في الأمة ومصابيح الهدى فيها , وأن صلاح الأمة بصلاحهم وفسادها بفسادهم , وأنهم أولى الناس بالتقدير والاحترام والإجلال .
2- معرفة مدى الإثم والحرمة المترتبة على الطعن في العلماء والقدح فيهم ، وذلك لشدة حرمة الكلام فيهم وغمزهم ولمزهم , لأن لحومهم مسمومة كما سبق .
3- معرفة الآثار الخطيرة المترتبة على القدح في العلماء كما سبق الكلام عنها .
4- إشاعة جو الاحترام والتقدير للعلماء في أفراد المجتمع ونشر فضائلهم ، وتذكير الناس
بوجوب احترامهم ومعرفة حقهم .
5- كتمان عيوب العلماء وعدم نشرها بين الناس ، فإن ستر عيب المسلم واجب ،
والعلماء أحق من غيرهم ، فالواجب مراعاة ذلك حرصاً على حفظ مكانة العلماء .
6- الدعاء للعلماء بأن يوفقهم الله - تعالى - في القول والعمل ، وأن يجنبهم الخطاً والزلل ويستر عوراتهم ، فإن الدعاء من أعظم أسباب التوفيق .
7- النصح للعلماء ، فإن الدين النصيحة ، كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -
والنصيحة للعلماء واجبة فيجب النصح لهم وتذكيرهم إذا نسوا أو أخطئوا وتعريفهم الصواب ،
وذلك بالأسلوب الذي يتناسب مع مكانتهم .
8- التماس المعاذير لهم إذا أخطئوا في أمر فهم بشر أولاً وآخراً وليسوا معصومين ،
وكل بني آدم خطاء ، ولو التمسنا لهم المعاذير لم نطعن فيهم أبداً .
9- إحسان الظن بهم : لأنهم أعلم الناس بالشريعة ، وأعلمهم بالكتاب والسنة ،
فيجب إحسان الظن بهم ، وبما يصدر عنهم من أقوال وأفعال .
وفي الختام أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت لتناول هذا الموضوع
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
.
منقول
إن من الواجب علينا أن نحرص على معالجة هذه الظاهرة الخطيرة , والقضاء عليها ، ومن وسائل علاج هذه الظاهرة السيئة :
1- معرفة قدر العلماء ، وأنهم أصحاب الريادة في الأمة ومصابيح الهدى فيها , وأن صلاح الأمة بصلاحهم وفسادها بفسادهم , وأنهم أولى الناس بالتقدير والاحترام والإجلال .
2- معرفة مدى الإثم والحرمة المترتبة على الطعن في العلماء والقدح فيهم ، وذلك لشدة حرمة الكلام فيهم وغمزهم ولمزهم , لأن لحومهم مسمومة كما سبق .
3- معرفة الآثار الخطيرة المترتبة على القدح في العلماء كما سبق الكلام عنها .
4- إشاعة جو الاحترام والتقدير للعلماء في أفراد المجتمع ونشر فضائلهم ، وتذكير الناس
بوجوب احترامهم ومعرفة حقهم .
5- كتمان عيوب العلماء وعدم نشرها بين الناس ، فإن ستر عيب المسلم واجب ،
والعلماء أحق من غيرهم ، فالواجب مراعاة ذلك حرصاً على حفظ مكانة العلماء .
6- الدعاء للعلماء بأن يوفقهم الله - تعالى - في القول والعمل ، وأن يجنبهم الخطاً والزلل ويستر عوراتهم ، فإن الدعاء من أعظم أسباب التوفيق .
7- النصح للعلماء ، فإن الدين النصيحة ، كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -
والنصيحة للعلماء واجبة فيجب النصح لهم وتذكيرهم إذا نسوا أو أخطئوا وتعريفهم الصواب ،
وذلك بالأسلوب الذي يتناسب مع مكانتهم .
8- التماس المعاذير لهم إذا أخطئوا في أمر فهم بشر أولاً وآخراً وليسوا معصومين ،
وكل بني آدم خطاء ، ولو التمسنا لهم المعاذير لم نطعن فيهم أبداً .
9- إحسان الظن بهم : لأنهم أعلم الناس بالشريعة ، وأعلمهم بالكتاب والسنة ،
فيجب إحسان الظن بهم ، وبما يصدر عنهم من أقوال وأفعال .
وفي الختام أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت لتناول هذا الموضوع
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
.
منقول
الصفحة الأخيرة
أي القول بأنهم ليس عندهم علم بحقائق العلوم وبواطنها وأنهم مجرد علماء ظاهر لا يفهمون
إلا ظواهر النصوص فقط ، وهذه التهمة الباطلة قد كثر إطلاقها من قبل ناس من المتصوفة
والباطنية وغيرهم من أصناف أهل الضلال .
رابعاً : الآثار السيئة لظاهرة الطعن في العلماء :
إن الطعن في العلماء كما ذكرنا أمر محرم وظاهرة سيئة جداً ،
ولها آثار سلبية خطيرة جداً أذكر منها :
1- وهذه نتيجة خطيرة جداً ، ومرحلة متقدمة من مراحل الضلال ، فإن الناس إذا فقدوا الثقة
في العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ، وحملة الشريعة ،
أقول : إذا فقدوا فيهم الثقة لم يقبلوا منهم كلاماً ولا فتوى ،
وقد يتطور الأمر إلى اتخاذ رؤوس جهال يفتون بغير علم ،
وأن يستقل كل واحد بنفسه ويعرض عن العلماء ، ويكون هذا من أهم أسباب الضلال والانحراف،
وقد يتطور الأمر إلى أن يفقد العلماء دور الريادة في الأمة .
2- تشتيت جهود العلماء :
إذا قد يضطر الواحد منهم إلى الرد على من قدح فيه من خلال كتاب أو نحوه , فيضيع بذلك وقته , ولعله كان من الأنفع للأمة أن يغتنم العالم وقته في التعلم والتعليم وإفادة الأمة .
3- جرأة السفهاء والسفلة على العلماء:
فإنه لو شاع في المجتمع الطعن في أحد العلماء سواء من قبل غيره من العلماء أو طلبة العلم أو الإسلامين أو حتى العلمانيين ونحوهم , فإن ذلك يكون سبباً في اجتراء العامة والسفهاء عليه ، والتطاول عليه والاستهانة به ، وهذا أمر خطير ، لأنه قد يجر الى التطاول على الشريعة كلها
بعد ذلك .
4 إعراض الناس عن الدين :
وذلك لأن العامة والجهال إذا فقدوا الثقة في العلماء فقد يعرضون عن الشريعة بالكلية , ويستخفون بها , ويكون ذلك سبباً لتحللهم من تعاليم الشريعة بكاملها , وفي هذا من الفساد مالا يعلمه
إلا الله تعالى .