تعتبر السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل في غاية الأهمية. ذلك أنها الوقت المناسب الذي يتحتم فيه وضع الأساس السليم والصحيح لمستقبله الصحي والغذائي. من أهم المعايير التي يجب الإلمام والأخذ بها خلال هذه السنوات الثلاث، هو تشجيع الطفل على تكوين عادات غذائية سليمة تدعم نموه، حتى تتم الزيادة في وزنه بصورة طبيعية مع زيادة العمر. وهذا أساساً يعني تقديم أطعمة ذات قيمة غذائية بشكل محبب، فليس من الضروري أن يجبر الطفل على إكمال رضعته أو وجبته من القارورة. كما يجب تجنب الحلويات المركزة والأطعمة التي لا تحتوي على قيمة غذائية بل هي سعرات حرارية فقط؛ وكذلك يجب تشجيع مزاولة الأنشطة الجسدية حسب ما يسمح به سن الطفل. ومن أجل عدم تطور السلوك والتصرفات التي تؤدي إلى تكوين شخص بدين، على الوالدين تجنب استعمال الطعام كحافز على سلوك الطفل، أو أن يفكروا في الطعام كوسيلة للتخلص من البكاء، أو أن يربطوا العقاب بمنعهم من الطعام، بمعنى ألا يتعلم الأطفال أن الطعام قد يكون وسيلة للتشجيع أو العقاب. وينبغي أن يعرف أن الحليب لا يزال يعتبر بعد السنة الأولى من أهم الأطعمة التي تعمل على تزويد الطفل بمعظم العناصر الغذائية التي يحتاج إليها، فإعطاؤه من كأسين إلى ثلاث كؤوس ونصف الكأس من الحليب في اليوم يعتبر كافياً في هذا العمر. وإذا ما أخذ الطفل كمية أكثر من ذلك، فإن هذا يؤدي إلى أن يحل الحليب محل الأطعمة الأخرى التي يحتاج إليها الطفل، مثل: الأطعمة التي تمده بالحديد الذي قد ينتج عن نقصه فقر الدم، والذي يعرف بأنيميا الحليب Milk Anemia . أما الأطعمة الأخرى كاللحم، والسيريل المقوى بالحديد، والخبز الأسمر، والخضراوات، والفواكه، فيجب إمداد الطفل بنوعيات منها وبكميات كافية، لأنها تمنحه ما يحتاج إليه من السعرات الحرارية. وهذه المرحلة تعتبر مرحلة انتقال: من طور الرضيع إلى طور الطفل وهي تمتد من عمر سنة إلى ثلاث سنوات، وحتى نستطيع فهم احتياجات الطفل في هذه الفترة يجب أن نعرف ماهي صفات النمو والتطور عنده؟ خلال السنة الثانية من عمر الطفل يبدأ معدل النمو ببطء، فالطفل يزيد في وزنه من حوالي 5،2 كيلوجرام إلى 5 كيلوجرامات، ويزيد في طوله 5،7 سم في هذه السنة. وبناء على ذلك يحتاج الطفل إلى كميات أقل من الطعام بخلاف ما كان عليه خلال فترة الرضاعة (كونه رضيعاً). كما نجد أيضاً أن مهاراته العضلية والمرتبطة بالمخ قد نمت وتطورت، فهو تطور من استخدام أصابعه ويديه في تناول طعامه إلى استخدام أدوات الأكل كالملعقة وغيرها. وحركاته في البداية كانت غير متناسقة ومرتبكة وثقيلة، ولكنها تطورت وأصبحت متناسقة ومنظمة؛ فهو يستطيع أن يضع الملعقة في فمه، وهكذا نجد أن الوقت والتمرين مهمان وضروريان لتطوير مهارته هذه وتحسينها، ولكن عندما يكون متعباً أو هناك استعجال من طرف آخر فقد يعود إلى الأكل بيديه وأصابعه، وبصورة غير منظمة، ولكن لبعض الوقت فقط. إن عملية التسنين تستمر خلال مرحلة الطفولة إلى ما بين السنة الثانية والثالثة من العمر، وعندما تظهر الضروس الخلفية فإن الطفل يكون قادراً على المضغ بسهولة أكثر، ويمكن إضافة الأطعمة التي تحتاج إلى مضغ في هذه المرحلة حيث تنمي قدرات الضروس وتقويها، مثل: قطع صغيرة من الدجاج، أو الخضراوات مثل الخيار. كما نجد أن الطفل الذي يبلغ سنة من عمره قد يحتاج إلى 850 سعراً حرارياً في اليوم، في حين أن الطفل الذي يكون عمره ثلاث سنوات يحتاج فقط إلى زيادة من 200 إلى 500 سعر حراري عن الذي عمره سنة. وشهية الطفل تقل، وهذا يعود إلى بطء معدل النمو، ولهذا نجد أن الشهية تصبح متغيرة، ففي فترات النمو السريع تزداد الشهية، وفي فترات النمو البطيء تقل الشهية. وبالرغم من هذه التغيرات، فإن التركيز على البروتين والكالسيوم، والفوسفور، والمغنزيوم، والزنك يظل مستمراً، كما يظل الحليب هو أهم عنصر غذائي في غذاء الطفل. ولترجمة الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأخرى إلى كميات محددة من الأطعمة قامت الهيئات الصحية المتعلقة بالتغذية بإعداد نظام المجموعات الغذائية الذي يساعد الفرد على اختيار مجموعة من الأطعمة في الوجبة الواحدة، بحيث توفر له أكبر قدر ممكن من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الطفل يومياً. ويعتمد نظام المجموعات الغذائية أساساً على تقسيم الأطعمة إلى مجموعات متشابهة أو متقاربة إلى حد ما في مكوناتها من العناصر الغذائية بحيث يمكن الاسترشاد منها عند التنويع لاختيار الأطعمة الممثلة للمجموعات الغذائية المختلفة، إذ ليس ثمة طعام منفرد يزود الجسم بكميات كافية من جميع العناصر الغذائية، ما عدا حليب الأم ولفترة زمنية محددة. وهناك مخصصات أو كميات محددة من المجموعات الغذائية يطلق عليها الحصة الغذائية والتي يختلف حجمها أو وزنها تبعاً لنوعية المادة الغذائية وعمر الطفل.
باب
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام_مضاوى
•
:26: :26:
الصفحة الأخيرة