الطفل والاسبوع الاول في المدرسة
قريباً يدخل ابناؤنا إلى المدارس وتنتظم العملية التعليمية من جديد، ويبدأ هنا تساؤل الكثير من الآباء والأمهات حول ابنائهم الذين التحقوا حديثاً بالمدرسة أي الصف الأول ابتدائي فالبعض قلق أي مدرسة يختار، والبعض الآخر يحاول توقع كيف سيتصرف ابنه، والثالث يخشى من بكاء طفله ذو المزاج الصعب عموماً، ورابع يفكر بما حدث في العام الماضي من بكاء شديد من قبل ابنه مما دفعه إلى سحبه من المدرسة.وهنا
سنحاول ذكر بعض المعلومات التي تهم الآباء والأمهات والمربين في
هذا الموضوع:-
ضرورة المدرسة:
أصبحت المدرسة في العصر الحديث ضرورة من ضرورات نمو الإنسان، فهي مصدر للعلم لكنها قبل ذلك وبعده مصدر لتعلم المهارات الاجتماعية المهمة للطفل، ولهذ على المربين أن يتذكروا أن العملية التعليمية جزء من العملية التربوية وليست فقط هي الأساس، كما أنه يتوجب على الأهالي تذكر هذه الحقيقة وهي أن تعليم الأبناء في البيت لا يغني عن الجو المدرسي الذي يزود الطفل بكثير من المهارات الحياتية اللازمة.المدرسة علاج أحياناًوربما يتعجب البعض من اننا احياناً نعالج بعض مشكلات الطفل بأن نطلب من أهله ادخاله إلى المدرسة، وهذا في حال كون الطفل يعاني من قلق الانفصال عن أحد و
الديه، أو كونه خجولاً للغاية، وكذلك في حال وجود مشكلات سلوكية لدى الطفل ناتجة عن الدلال الزائد أو الاهتمام المبالغ فيه.وفي هذه الحالات يكون الجو المدرسي سواء في الروضة والتمهيدي أو المرحلة الابتدائية علاجاً سلوكياً للطفل، ففيها يتعلم كيف يعبِّر عن نفسه، وكيف يطمئن بعيداً عن المنزل، وكيف ينصاع للنظام الذي يفرضه الكبار.ومن هذا المنطلق تكون المدرسة علاجاً للطفل، فلا ينبغي لبعض الأهالي حماية ابنائهم لدرجة أنهم يخافون عليهم من الدخول إلى المدرسة بحجة خجلهم، خوفهم، بكائهم أوغير ذلك من الأمور التي نتخلص منها من خلال الجو المدرسي.
<img SRC="http://216.40.197.199/webgraphics/lines/blgr/lines_blgr_009.gif">
_
قلق الانفصال والغرباء :
من المهم توقع ردود فعل الطفل خلال الأسبوع الأول في المدرسة معرفة نوعية ارتباطه بوالديه ومنزله ومدى وجود قلق الانفصال، وقلق لقاء الغرباء.أما قلق الغرباء فهي ظاهرة طبيعية تبدأ في الأسبوع السادس والعشرين من حياة الطفل على وجه التقريب لكنها تظهر بشكل واضح عند بلوغ الطفل الشهر الثامن من العمر، ويقصد بها أنه عند اقتراب شخص غريب من الطفل فإنه يبكي ويلتصق بأمه، ولاحظ الباحثون أن الطفل الذي يرعاه شخص واحد فقط يمر بمدة قلق الغرباء أكثر ممن تعرض لرعاية من اشخاص متعددين، لكن تظل هذه
الظاهرة طبيعية وعابرة لدى الأطفال في هذه المرحلة من النمو.
أما قلق الانفصال فيقصد به القلق الذي يظهر على الطفل عند انفصاله عن والدته او من يرعاه بشكل أكبر (وللأسف هناك اطفال لا يبالون بالانفصال عن أمهم، لكن إذا ابتعدت عنهم المربية أو الخادمة فإنهم يقلقون ويبكون، لأن راعيهم الحقيقي هو الخادمة وليس الأم) ويظهر هذا القلق بشكل طبيعي بين 10أشهر وثمانية عشر شهراً من العمر وبالتدريج مع النمو يبدأ الطفل بالزحف بعيداً عن الأم وان كان دائماً ما يلتفت ليتأكد من قربها منه.ومن خلال دراسة هاتين الظاهرتين ظهرت نظرية "بولبي" الشهرة، وهي نظرية الارتباط بين الطفل ومن يرعاه، واجريت ابحاث كثيرة في هذا الاتجاه ادت لفهم اعمق لهذه العلاقة التي تتكون خلال الأشهر الأربعة وعشرين الأولى من حياة الطفل، وكل الشواهد البحثية تقول أن هذه المرحلة حاسمة في تكوين شخصية الطفل وفي مستقبله كبالغ، ولهذا البحث مجال آخر نأتي به لاحقاً.لكن الشاهد هنا أن الطفل الذي يكون علاقة آمنة بالارتباط مع أمه خلال السنوات الأولى من عمره وان كان يمر بشكل طبيعي بمرحلة قلق الانفصال وقلق الغرباء إلا أنه في سن دخول المدرس يستطيع التأقلم ب<img >
_شكل جيد والانسجام خلال الاسبوع
الأول عموماً في المدرسة.
من هم الأطفال الذين يصعب عليهم التأقلم؟
يلاحظ الجميع أن هناك بعض الأطفال ممن لا يستطيون الانسجام في الجو المدرسي بسرعة، وبعضهم يصاب بما نسميه "رفض المدرسة" وهو عرض من أعراض القلق أو اضطراب البيئة العائلية والأسرية لدى الطفل، وسنحاول هنا ذكر بعض الأطفال الذين يحتمل أن يعانون من هذا، مع بعض الارشادات المهمة للتعامل مهم.
<">_
(1) الطفل بطيء التأقلم
:لقد وجد الباحثون أن هناك 9صفات عاطفية وسلوكية عند الأطفال ذات موروث جيني في الغالب، أي أنها معطى عضوي داخل موروث الطفل وكانت هذه النظري العلمية ناتجة عن دراسة طويلة تم خلالها متابعة مجموعة من الأطفال قبل ولادتهم وحتى وصلوا إلى سن الثلاثينات وما فوق، ووجد أن هذه الصفات مستقرة وإن كان تفاعل الطفل مع المجتمع له اثر في قوتها أو ضعفها.ومن هذه الصفات التأقلم، فعندما تتغير ظروف الطفل، سواء الأصحاب، السكن، الظروف، مكان النوم أو غيرها فإن الأطفال ينقسمون إلى سريعي التأقلم وآخرون بطيئي التأقلم، ومن ثم يحتاج هؤلاء الطلاب إلى وقف أطول كي يستطيعوا التأقلم مع الجو المدرسي الجديد، وربما يكون من الأفضل بداية أن ينضموا إلى مدرسة ليست مزدحمة كي يستطيوا التأقلم بشكل سر
يع إلى حد ما.
<">_
(2) الطفل المدلل:
يعتمد الطفل المدلل على أن من حواليه يستجيبون له من خلال ضغطه عليهم بالبكاء، وهو متعود على أن يزيد من شدة البكاء كي يصل إلى ما يريد.. وهؤلاء الأطفال مثلهم مثل غيرهم حينما يتعرضون للجو المدرسي الجديد عليهم فإنهم غالباً ما يبكون كأي طفل آخر، لكن المشكلة تكمن في رد فعل من حواليهم من الاستجابة المباشرة وابعادهم عن المدرسة بسبب خوفهم عليهم من البكاء مثلاً، أو أن يتعقدوا كما يقول البعض، وإذا استجيب لهذا الطفل المرة الأولى فإنه سيكرر البكاء. ومن الأطفال المدللين من تكون ثقته بنفسه ضعيفة، لأن جو الأسرة لا يسمح له بمواجهة التحدي وحل مشكلاته بنفسه، ولهذ لا يحتمل الجو المدرسي الذي يحاسب فيه لوحده، ويؤذى فيه لوحده من قبل الطلاب بدون أدنى تدخل من أهله في الغالب.هؤلاء الأطفال علاجهم هو المدرسة، وعلى الأهل أن يتحملوا بكاءهم الذي هو أمر عابرغير مثير للقلق ولا يخرج عن الاطر الطبيعي، لكن المشكلة هي رد فعل الأهل وعدم اعطائه الفرصة للتأقلم مما يريحه موقتاً لكن يزيد صعوبة انضمامه للمدرسة في المستقبل.
<">
(3) الطفل المصاب بقلق الانفصال:هناك من الأطفال من لا يزال يعاني من قلق الانفصال الذي هو كما سبق ظاهرة طبيعية في سن 10أشهر وحتى 16شهراً هذا القلق له أسباب متعددة منها:
<1- الطبيعة الموروثة التي تتميز بارتفاع مستوى القلق لدى الطفل، ولهذا يظهر هذا القلق أكثر عند من أحد والديه مصاب بالقلق أو نوبات الجزع.
<">
_
2- تعلم القلق من الوالدين أو جو المنزل، وهذا يظهر عند من يحذرهم والديهم كثيراً من الابتعاد، ومن يبث الشعور بالخطر دائماً لديهم من قبل الأهل
<img ">
_
. 3- مرض عضوي عند الطفل جعله شديد الخوف من البعد عن مصدر المساعدة - والديه -
<">
_
4- مرض أحد الوالدين بشكل مخيف مما يجعل الطفل يتخوف من فقده فيخاف من الانفصال عنه.
<">
5- البيت الذي فيه عنف بين الزوجين أو مع الأطفال مما يضعف الشعور بالأمن لدى الطفل.
<">
_
6- الطفل الذي سبق له التعرض للايذاء من قبل طفل أو بالغ مثل الخادمة أو غيرها من اهل البيت.
<">
_
والأطفال المصابون بقلق الانفصال مختلفون، منهم من حالته شديدة لا بد معها من العلاج المتكامل وقبله الفحص الطبي النفسي... ومنهم من حالته بسيطية يستطيع أن يتجاوزها بشيء من الدعم والرعاية
والتشجيع والصبر عليه، ومن الاقتراحات في هذا الصدد:
1- زيارة المدرسة قبل بدء الدراسة.
2- اختيار مدرسة غير مزدحمة.
3- حضور الوالد مع الطفل خلال الأسابيع الأولى لكن من
خلال برنامج يكفل للطفل التكيف تدريجياً بانسحاب الأب أو الأم بالتدريج.
4- عدم استعمال العنف مع الطفل.
5- كما هوا حاصل بدء الدراسة بالانتظام الجزئي ثم يتدرج في زيادة مدة الحضور إلى المدرسة.
4- أصناف أخرى من الأطفال مثل: 1- الطفل المكتئب. 2- الطفل الذي سبق تعرضه لصدمات بخصوص الدراسة. 3- الطفل الانطوائي الطبع. 4- الطفل الخجول الطبع.وهؤلاء يحتاجون إلى نفس ما ذكر عن الأطفال الآخرين
منقول من موقع طبي
راعية مبدأ @raaay_mbda
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️